صحوة متأخرة أفضل من بقاء في سبات
2008-08-23 18:02:06
على مدى عدة سنوات.. كنت قد نشرت العديد من المقالات وتوجهت برسائل عدة الى بعض القيادات لدينا محذرا من الاوضاع المزرية التي نعيشها وذلك بسبب السياسة السلطوية المنهجية والمتعمدة في التعامل معنا كفئة من اجل إبقائنا فئة متخلفة علميا واجتماعيا واقتصاديا ليسهل عليها السيطرة علينا والتلاعب بمصيرنا..!
أما المؤسف هو انجرار أو سكوت القيادات لدينا على كافة المستويات ..- اللهم إلا البعض القليل منها على مستوى افراد او جماعات او تنظيمات يسارية التي كانت ترفع صوتها بين الحين والآخر تظاهرا او احتجاجا على الواقع المرير الذي نعيشه ونعايشه ! واخص بالذكر لا الحصر عضو البرلمان السيد امل نصر الدين الذي عمل من خلال منصبه على سن قانون مساواة الطائفة الدرزية والشركسية بالوسط اليهودي – هذا القانون الذي لم ينفذ حتى الآن وبقي طي النسيان في ادراج الحكومات المتعاقبة –
هذه القيادات التي سكتت وتعامت عن السياسة العنصرية التي اتبعت اتجاهنا كأقلية عرببة... والتي هدفت لدق اسفين الفرقة والبغضاء بين ابناء الشعب الواحد..متعمدة سلخ الطائفة العربية المعروفية عن محيطها العربي ..اتجعلها ممسحة لتجاوزاتها الغير قانونية في الأراضي المحتلة... ولتلصق كل ما يجري من تجاوزات على ايدي من يتكلمون العربية من جند الاحتلال اليهود ومن المتطوعين من غير اليهود بجنود من الطائفة المعروفية التي في غالبيتها الساحقة نظيفة وشريفة وبريئة من هذه الاعمال – كيف لا والمرحوم سيدنا الشيخ ابويوسف امين الرئيس الروحي للطائفة في حينه- القى الحرمان الديني على كل جندي يقوم باعمال منافية لأخلاقياتنا العربية وعاداتنا !
كل ذلك من اجل تشويه سمعة الطائفة المعروفية ونضالها المشرف على مر الزمن في سبيل صون كرامة الوطن والأمة من موبقات الاستعمار ! ولمن يرغب ليرجع الى التاريخ وكتاب الدكتور شكري عراف – لمسات وفاء – وكتاب الدكتور جميل عرفات عن القرى المهجرة وليرى دور بني معوف في ابقاء المهجرين في ديارهم ..ومد يد العون للنازحين ممن فضل الهجرة ..
وهذا الأمر تدركه القيادة الفلسطينية والقيادات العربية وإن كان الاعلام احيانا ينجر وراء الدعاية المغرضة ..
فكم سرني عندما قرات المقال الذي نشر في –
صحيفة كل العرب ص-18- الصادرة يوم الجمعة 22/8/08 .
والذي جاء تحت عنوان :بعد 60 عاما من فشل تحقيق المساواة
حيث ان كل ما قثدّم في الاتماس للمحكمة العليا على يد الأخوة الأفاضل – عضو الكنيست ابونبيل شكيب شنان والمحامي سلمان خير ورئيس مجلس حرفيش المحلي ركاد خير الدين نابة عن منتدى السلطات المحلية الدرزية والشركسية وابناء الطائفتين عامة ..كنت قد ناديت به وذكرت به مرارا في مقالاتي والتي كان آخرها (كفى مهازلا )
إن ما جاء في الاتماس هو غيض من فيض من تقصير السلطة اتجاهنا ..إلا ان هذا الالتماس يثلج الصدر ويبشر بأن الدنيا لا زالت بخير وان هنالك ضمائر حية لا زالت تعيش بيننا..بوركت صحوتهم حتى وان كانت متأخرة ..
ان هذا التحرك ليس غريبا ان يصدر من شباب قياديين نمو وترعرعو بين عامة الشعب وتجاوزوا الخلفيات والعقليات العائليةوالحمائلية والحاراتية المبنية على التعصب القبلي الأعمى المستمر منذ عهد المخترة التركي والانجليزي ..والذي يستمر حاليا بفالب اخر تحت ستار الديموقراطية وبما يسمى مجالس محلية – في غالبيتها الساحقة هي استمرار للتسلط العائلي والحاراتي الذي مازال ينظر الى رئاسة المجلس ككرامة عائلية وزعامة وليس خدمة مصالح بلد ..
وانني ارى بهذا الالتماس مرة اخرى خطوة في الاتجاه والتوجه الصحيح حيث جاء ليؤكد ما جاء في وصية المغفور له سلطان باشا الطرش حين كتب – الحق يؤخذ ولا يعطى – ولن يضيع وراءه مُطالب !
إن الزمن ايها الأهل الأعزاء هو في تغيّر مستمر ..وان من يقف مكانه سيجد نفسه متخلفا عن الركب ..ونحن بسكوتنا وقبولنا للوعود العرقوبية والاستمرار في الانجرار والانجراف بصوره عاطفية دون تحكيم العقل خلف قيادات هي في بعضها مأجورة أو مغلوب على أمرها أو مصلحجية أو عميلة أو ذات ضمائر مسستترة أو منفصلة ادى الى ما ما وصلنا اليه من تدهور في جميع النواحي التي ذكرتها سابقا !!ولنحذر من تهافت المسؤلين للزيارات قبيل الانتخابات التي ستتبخر كسابقاتها عند اقفال صناديق الاقتراع ..
ايها الأخوة إن هذا النضال يجب أن يكون الانطلاقة الأولى ..والمسمار الأول في نعش التمييز العنصري الذي مورس علينا منذ قيام الدولة وما زال مستمرا ..
فعلينا ألا نوقف هذا النضال بل يجب أن نصعده بكافة الوسائل القانونية المتاحة وان يتصدر هذا النضال والعمل على ان يتصدر وسائل الإعلام داخليا وخارجيا ..حتى نصل الى الهدف المنشود وهو المساواة التامة ولا أقل من المساواة ..وذلك بعد ا دينا واجباتنا كاملة غير منقوصة اتجاه الدولة ..
إذ أن ورقة التين التي كانت السلطة تتستر بها قد سقطت ..وقد بات جليا حتى لأخوتنا العرب الذين انجر قسم لا باس به وراء إغراءات السلطة ووعودها الوهمية ان – من يقدم الواجبات ينال الحقوق – وذلك لتستغلها في سياستها فرق تسد المعهودة..إذ هرول العديد للتطوع في اذرع الأمن المختلفة من جيش وشرطة وشرطة سجون الى الخدمة المدنية ..آملين أن ينالوا حقوقهم من خلال هذا التطوع ..ولكن النتيجة معروفة للجميع على ما يجري في النقب والمثلث والجليل ..فلتكن لكم عبرة في الطائفتين- بني معروف والشركس - إذ ان الحكيم هو من يتعلم من أخطاء غيره ّ!
أما الأخوة الذين قدموا الالتماس للعليا ..فانني وكثيرون ننشد على اياديكم ..داعين الله ان يأخذ بيدكم ..وان يشد عزيمتكم لأنه إذا صدق العزم وضحت الرؤيا ونحن على حق وأصحاب حق ولسوف نصل الى غايتنا المنشودة بعونه تعالى وهي المساواة والعيش احرارا وبكرامة على ارضنا ..وذلك إذا عدنا للتمسك بأخلاقياتنا وعاداتنا الشريفة ووصايانا التي اولها صدق اللسان وثانيها حفظ الأخوان ..
ولنقتد بقول رسول الله (ع) – إعملوا فإن الله سيرى عملكم ورسوله والمؤمنون ..وإن خير الناس من فرح للناس بالخير
ولتتركوا القافلة تسير ...وانظروا امامكم ولا تنظروا خلفكم ..

والله من وراء القصد

بقلم – مالك صلالحه – بيت جن
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق