إلى متى الصمت والحقيقة أصبحت ظاهرة جلية لا غبار عليها بوجوب كنس لجان الحج والعمرة من العمل وعدم التعامل معها، خصوصا بعد تقرير لجنة تقصي الحقائق الذي أثبت بالدليل القاطع والبرهان الساطع بتورط هؤلاء بالسرقات وعدم المهنية. لكن بعد أَمَلُنا بقيام لجنة المتابعة بمركباتها تبني هذا التقرير، إذ بها تقوم باتفاقية الخزي والعار لُتشرعن الفساد ولتعطي هذه اللجان مزاولة العمل من جديد.

أمام هذه الحقيقة المُرة التي يستنكرها العقل والدين والتي تُعد من الاستخفاف بعقول الناس وعدم احترامهم بمعالجة هذه القضية الحساسة بالمسكنات دون اتخاذ الإجراءات الناجزة لتحقيق المنشود وتهيئة المناخ المناسب لإنهاء واقتلاع هذه اللجان، كان لا بد لنا أن نبعث هذه الرسالة إلى جميع أهلنا الشرفاء الذين يرفضون الفساد والظلم والذل والهوان آخذين بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا رأيتم أمتي لا تقول للظالم:أنت ظالم فقد تودع منهم" .وقوله "إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ ، يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ" . نقول أن الأمة بخير وشرفائها كُثر، فلن ترضى الذل والهوان، وتعلم أن السبيل للخروج من هذا النفق المظلم هو تعاون الجميع وقول لا بالفعل والعمل بعدم التعامل مع هذه اللجان ومقاطعة العمرات القادمة .

لقد حان وآن زمن الدوس على الرغبات وحان زمن التغيير فهذا الاتفاق لن يُضفي إلا إلى مزيد من الويلات. فهل هذا الاتفاق سوف يُغير نهج تعامل هذه اللجان معنا ؟ وهل سوف نعلم مسبقا رزمة السفر قبل الدفع ؟ وهل سوف يقل النهب والسلب ليكون سعر العمرات مقبولا؟ وهل سوف تتغير الباصات الخُلعية لنسافر براحة وأمان؟ وهل سوف تتغير العلاقات التجارية بيننا وبين الأردن؟ وهل سوف نتخلص من ذباب الشونة الذي ما زال يُطاردنا حتى اليوم ؟ وهل وهل؟!!

إن مما لا شك فيه أن هذه الأشياء والظروف وملابساتها،تُحتم علينا أن نخرج من صمتنا وبلادتنا ونقف صفا واحدا لنقول ونحكي جميعا بكلمة واحدة لا للفساد ونعلنها صرخة مدوية مقاطعة العمرات هو الحل للتخلص من كاهل الذل والهوان فقد ولى زمن دفن الرؤوس في الرمال.

والله من وراء القصد مكة للدفاع عن الحجاج والمعتمرين ..