مراحل تطور الشعوب ووصولها  لشواطئ الحضارات المتقدمة تحتاج من الشعوب مرور مراحل عديدة واذا كانت دول اوروبا وغيرها من الدول قد وضعت مقدراتها البشرية في تطوير بلادها وسكانها فان هذه البقعة الخضراء وفي مراحل الحرب العالمية الاولى والثانية تحولت الى رماد اسود لكن اصرارها على الحياة والنهوض بامكانيات شعوبها استطاعت فتح صفحات من إبداعاتها واختراعاتها ومسارحها وفنها على اختلاف انواعها ابن شفاعمرو الممثل والفنان مروان عوكل كان يحلم كباقي شباب هذا البلد بمسرح تحت ظلاله عبد الله حلاحلة ويوسف ناطور وغيرهم من شباب كانوا في العتبات الاولى نحو الحياه وهذا الاسبوع وبعد ان علمت بوعكة صحية اصابت فجأة صديقنا مروان عوكل وهو في قمة ابداعه وعطاءه المسرحي حيث زرته برفقة رفيق دربه احمد حمدي في بيته العامر بأهله وعندما جلست مقابل مروان لمست تدفق الحب من عيون بناته وزوجته وعرفت مساحة ومتسع الحب في قلبهم فكان مروان جميل في وجههم وسفينة راسية في قلبهم.. وعندما سألته عن اعماله المسرحية الاخيرة شعرت بانه اقوى من مرضه الذي دق ابواب جسده ولن يخضعه لانه يؤمن بان المسرح نشيده واغنيته الفيروزيه الخالدة بل قلبه النابض والمشهد الاول والاخير والوجه الجميل يشتهي صورة صاحبه في محاسن الدنيا. ومروان عوكل وحلمه اكبر في امتداد ندى الغابات لان الجدران قد تسقط والاقواس قد تنهار لكن فسيفساء المسرح تبقى محفورة في الارض.. تتبدل الوجوه على المسرح والاحلام تبقى على عتباته فسلام لك فانت اكبر من ستار المسرح بل عطره المنتشر في النواحي واحرف النص وعناوين المسرحية الاتية في انتظارك . فانت يا مروان عاشق الحياة والباقي فوق مسرحها وعاشق المسرح يبقى في سطور الحياه.

(هذه الاسطر والكلمات كتبتها منذ شهر بحق راحلنا المرحوم الفنان الكبير مروان عوكل والذي اغمض عيناه مساء الثلاثاء الموافق 27.12.2011 لتبقى ذكراه خالدة)