جواب المسالة الشرقية هو الموقع الجغرافي
2011-12-27 11:14:58

بقلم: طارق محمود رشاد بصول (ماجستير في الجغرافيا والدّراسات البيئيّة)
بسم الله والحمد لله الذي أحصى جميع الأشياء ولا يخفى عليه شيء في الأرض والسماء,والصلاة والسلام على عبده ورسوله  سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد:
مع بداية القرن أل-19 ظهرت المسالة الشرقية التي تعرف  بالعلاقات الدولية  التي جرت بين الدول الأوروبية (بريطانيا –فرنسا-النمسا-روسيا)  لتقسيم أراضي  الدولة العثمانية الذي ظهرت ضعفها وإفلاسها منذ مطلع القرن أل-19.هذه العلاقات التي دارت بين الدول الأوروبية تميزت بمطامع مختلفة لكل واحدة منها حول الأراضي الدولة  العثمانية وبالتحديد منطقة الشرق الأوسط  منها:
أ-  مطامع دينية كالأماكن المقدسة ببيت لحم القدس  وغيرها .
ب- استقلال  وتحرير شعوب وأقليات تابعة للدول العظمى موجودة تحت الحكم العثماني.
ج- مطامع جغرافيا وأبرزها توسيع نفوذ الجغرافي لكل دولة واستغلال أراضي كطريق تجاري.
الهدف الأخير  سوف  يكون له حصة الأسد   بهذا المقال ونبين كيف حاولت  الدول الأوروبية من اجل تحقيق هذا الهدف أكثر من غيرة.
منطقة الشرق الأوسط وبلاد البلقان اللتين كانتا تحت السيطرة العثمانية أنذالك تميزوا بموقع جغرافي مهم وعظيم, بحيث طريق موصل بين  القارة الإفريقية والأسيوية (التي كانت تسمى بطريق الحرير) بالإضافة إلى ذالك أراضي المنطقة خصبة ويمكن استغلالها للزراعة.
جميع محاولات الدول الأوروبية بهذه المنطقة كانت من اجل تحقيق الهدف الجغرافي, فحملة نابليون على مصر (1798-1801) تمثلت بالعديد من الأسباب ولكن السبب الأساسي كان خصوبة الأراضي المصرية واستغلالها للزراعة,"حتى أن فشل الحملة الفرنسية كان بسبب الموقع الجغرافي الذي سوف نتطرق إلية في مقال أخر إنشاء الله"
لهذا الهدف لم تستسلم فرنسا واستمرت بالمحاولات حتى حصولها على  الاستعمار بمنطقة الشرق الأوسط "انتداب فرنسا 1920-1947"  هذا يؤكد مدى اهتمامها بتوسيع نفوذها الجغرافيا أكثر من  غيرة من الأطماع فلم نجد تحقيق أي هدف سوى الهدف الجغرافيا.
أما بالنسبة لروسيا فكانت دائما تسعى من اجل الحصول على المياه الدافئة للبحر الأسود والحفاظ على  الطريق إلى البحر المتوسط ومن اجل ذالك خاضت حرب مع الدولة العثمانية عام 1877 حتى حصولها على  شاطئ البحر الأسود, ولكن قوة الدول الأوروبية  فرنسا وبريطانيا منعتها من هذا الهدف.

أما بالنسبة للنمسا فكان هدفها الأسمى السيطرة على الطريق التجارية للدانوب وتوسيع نفوذها ببلاد البلقان وفشلها بتحقيق ذالك كان بسبب معارضة  الدول العظمى.
أما بريطانيا فكانت دائما تسعى للمحافظة على طريقها التجاري للهند, عبر للشرق الأوسط, هذا الأمر يستوضح بعد الاحتلال البريطاني والفرنسي للشرق الأوسط (انتداب البريطاني 1948-1918)  الإصلاحات التي قامت بها بريطانيا  في بلادنا  فكانت بمثابة تأسيس وجودها, بحيث كل الدول التي حصلت على استقلالها (العراق –سوريا الأردن وغيرها) فكانت بعد ثورات ومظاهرات عنيفة  وخسائر بشرية  كثورة السورية ضد فرنسا 1925-1928.. فأذن أين مساعي فرنسا وبريطانيا لاستقلال الشعوب.
للختام : الموقع الجغرافي للشرق الأوسط بشكل خاص  وكل موقع جغرافي بشكل عم هو محطة أنظار لكل الدول المستعمرة والعظمى في العالم  في الماضي أو الحاضر والمستقبل ,فقد رأينا بهذا المقال أن الأطماع العديدة للدول العظمى في القرن أل-19 اعتمد بالأساس على الموقع الجغرافي أكثر من أي هدف أخر.


والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصّالحات.

 

 


المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق