إصدار جديد للقاصة الروائية دينا سليم بعنوان ( قلوب لمدن قلقة)
2011-11-21 20:04:38

صدر عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ رواية « قلوب لمدن قلقة» للأديبة والروائية الفلسطينية المقيمة في أستراليا " دينـا سليم "، تقع الرواية في 332 صفحة من القطع المتوسط، وهي الرواية الخامسة للأديبة.
دينا سليم روائية وقاصة فلسطينية تقيم في أستراليا،  تكتب القصة والمسرح والرواية لها كتابات كثيرة في العديد من الصحف العربية والعالمية.
كلمة في رواية (مدن لقلوب قلقة) بقلم الكاتب الناقد علاء فاضل:
• لم تأت المدينة لتكون دلالة على الأبعاد الجغرافية أو الموروثات الحضارية أو القيم الثقافية والفكرية، كما لم تكن لتمثل مرابع الطفولة أو شاهدة نزوات الصبا وحسب بل هي كل هذا وذاك.
حين تصبح المدينة جرحا فإن نكأه يعني توارد إنثيالات العاطفة والتاريخ بكل إرهاصاته التي تنمو معنا كلما كبرنا ودار الزمان علينا، ويعني أيضا أنها مناسبة لجريان نزيف الذاكرة الذي يتأطر بالحسرة والمرارة، فحتى اللحضات الحلوة والجميلة تأتي هنا في سياق الجرح والألم على ما أرتكبنا من أخطاء.
إن مواجهة التاريخ الشخصي ـ التي تعني بشكل من الأشكال مواجهة مع التاريخ العام ـ تمثل مواجهة تستدعي التفاصيل الصغيرة التي كان لها الأثر الكبير في تحديد مسارات حيواتنا وتجعلها ماثلة أمام نواظرنا التي تستجمع كل حزن الارض وأساها حين تنظر اليها وكأنها شريط سينمائي وحين تدرك أن راهنها هو شكل أسهمت كل تلك التفاصيل في تركيبه.


رواية (مدن لقلوب قلقة) لدينا سليم تستمد أهميتها من تعاملها مع المدينة إنطلاقا من كونها شرارة تشعل فتيل أرشيف الماضي لتؤسس لذاكرة مستقبيلة تستند بالأساس على إيحاءات المدينة وتأريخها وقيمها المعنوية والمعرفية، كما تكتسب أهمية إضافية في كونها رواية لإمرأة شمرت عن ساعديها لتهوي بمعولها على كل ما يحد من ممارساتها كذات واعية، همها في المقام الأول الكشف عن المخبوء والمسكوت عنه في النفس البشرية من وجهة نظر لاتعير كثير إهتمام لتوصيفي الذكر والانثى وإنما لتثبت إكتراثها وعنايتها بما هو إنساني محض، عبر حبكة روائية تتصاعد من خلال ما يصطلح عليه بالصراع الساكن الذي تمثًّل انموذجه الريادي في (بيت الدمية) لهنريك ابسن فهو صراع محتدم الا انه لايتبدى للعيان كما هو الحال في روايات (الاكشن) كونه صراعا يستجيب لنزعة الكشف عن تجاذبات النفس البشرية وهواجسها الوجودية.
رواية (مدن لقلوب قلقة) عمل إبداعي ينقل القاريء ألى عوالم الذات التي تستدعيها اللحظة بفعل إنفعال ما في لحظة ما، وهو خارج إطار الايديولوجيا والقوالب الفكرية الجاهزة.__,_._,___
وهذه كلمة الدكتورة نجمة حبيب/ أستراليا في الرواية:
(قلوب لمدن قلقة) هذه رواية مقاومة بامتياز. صراعها ليس سياسياً ولا عسكريا. هو صراع الحقيقة ضد الزيف، التنوير ضد الجهل ، الحب ضد اللاحب. مركز الصراع فيها بطلتها التي انتزعت عن انتمائها العربي عنوة وأودعت مدرسة يهودية متدينة ثم زوج متعصب جاهل وبعدها ابن غسلت عقله سلفية دينية متحجرة فقاومت كل هذه الضغوط وظلت على هويتها وانتمائها ولغتها العربية الفلسطينية. 
ليست داليا إلا فلسطين التي فرضت عليها الصهيونية انتماء وثقافة وقيماً غير قيمها. غيرت منها القشرة الخارجية فقط. الاسم وبعض معالم المكان فقط. أما الجوهر، العمق، القيم النبيلة الحقيقية، ظلت نقية نقاء داليا التي فشلت كل محاولات الأسرلة أن تجرها إلى حضيضها رغم خمسين سنة من محاولات المحو والتدليس. فلا الزوج اليهودي المتزمت استطاع جرها إلى حظيرته، ولا انحنت أمام عاطفة الأمومة فغيرت مبادئها.
هي رواية مقاومة بالإصرار على الذاكرة الفلسطينية. تبعثها من قلب العتمة والتغييب والنسيان. تبعثها بإعادة فتح الباب المقفل في القدس، وفي الوصف الاحتفالي الدقيق للمكان العربي وإنسانه سواء كان ذلك في وصفها للقدس العتيقة وناسها الطيبين الخيرين، أو بالرجوع إلى بحر فلسطين في عكا وحيفا ويافا قبل أن تغيبه الكذبة الإسرائيلية عام 1948
لا يضير الرواية ولا يقلل من مقاومتها هروبية بطلتها في النهاية وعودتها إلى المنفى. هي بذلك كانت وفية لشرطها التاريخي. ففلسطين لم تصبح وطناً بعد. الاحتلال يخنقها وينمي في ناسها فئة جاهلة ضيقة الأفق لا تتقبل الاختلاف.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق