بسم الله خير الأسماء، والحمد لله الذي أحصى جميع الأشياء ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السّماء، والصّلاة والسّلام على عبده ورسوله سيّدنا مـحمّد خاتم الرّسل والأنبياء. أمّا بعد،

الموقع الجغرافي المميز لبلادنا تحول عبر التاريخ لمحطة نظر للكثير من الدول المستعمرة في العالم كونها معبر بين ثلاثة قارات (أوروبا- أسيا-إفريقيا) ومهد لثلاثة الديانات السماوية, والأماكن السياحية الخلابة  كبحر البيت البتراء وغيرها.

هذه المميزات كانت السبب أساسي للعديد من ألحملات العسكرية من  قوات خارجية كالحملة المصرية (1831-1840) و قوات داخلية التي انتشرت بالعصر الحديث ومن أهمها احمد باشا الجزار (1775-1804)  هذه الحملات كان لها نتائج سلبية على المدى الجغرافي لبلادنا  كالهجرة السلبية وهدم البيوت وتقليص  المساحة المعمارية  للبلاد. ومن جهة أخرى هنالك اثر أخر كتسمية بعض البلاد العربية.

في هذا المقال سوف نتطرق للحملة المصرية على الشام بمنتصف القرن (1831-1840) وأثرها  على تسمية البلاد العربية التي تبدأ بكلمة "كفر" بحيث هنالك العديد من البلاد العربية التي تبدأ بكلمة كفر مثل كفر كنا- كفر مندا-كفر مص وغيرها وقد يسأل احدنا لماذا باقي القرى العربية  كاكسال و الرينة طرعان وغيرهم عن عدم اكتساب هذا المصطلح.

كلمة كفر بالأصل هي كلمة مصرية تعنى قرية صغيرة ومع وقوع بلادنا تحت الاحتلال المصري بمنتصف القرن أل-19 مدة 9 سنوات تم استعمال كلمة كفر مكان قرية للبلاد التي:

كان نشاط المصريين فيها كبير من حيث استعمال الأراضي للزراعة أو أهمية موقعها الجغرافي. 
بمعنى أخر البلاد التي سميت بكلمة الكفر كان سيطرة وتأثير المصريين فيها أكثر من غيرها وعند إرسال رسالة معينة لمختار تلك البلاد من قبل الحاكم المصري كان يبدأ الرسالة بالنص " حضرة مختار كفر مندا-كنا –قرع وغيرها" حتى أصبحت هذه الطريقة ثابتة للبلدة نفسها ومن هنا اكتسبت تلك البلاد مصطلح كفر عن غيرها.

البلاد التي سكانها اعتادوا وحافظوا على استعمال المصطلح كسكان كفر كنا وكفر مندا,بحيث بلاد أخرى فضلت استعمال اسم البلاد دون استعمال كلمة كفر كيافة الناصرة  واعبلين والرينة.
  

للختام: الحملات العسكرية على بلادنا كانت لها صدود سلبية كثيرة كهدم البيوت والهجرات السلبية وغيرها,بالمقابل هنالك العديد من النتائج  التي مازال أثرها حتى أيامنا كتسمية البلاد وبالتحديد البلاد التي تبدأ بكلمة كفر وبالتحديد الحملة المصرية على بلادنا.

والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصّالحات