ألخدمة الموضوعية وألخدمة الأُخرى
2011-10-20 16:54:25

بقلم د. نجيب صعب أبو سنان


    فيما يتعلّق بالخدمة فهي تقسم لعدة أقسام، لكل من هذه ألأقسام مقوّمات وصفات خاصة بها، فهنالك خدمة اجتماعية جماهيرية قد يقوم بها ممثل للجمهور أو منتخب من قبل الشعب على صعيد محلي أو إقليمي أو قطري وربما عالمي.. ونوع آخر من الخدمة قد يكون على صعيد بيت أو أسرة أو ناحية او ضاحية أو قرية، وقد تأتي بشكل تلقائي من نابع الخدمة والمساعدة الشريفة لمن يستحقها، العمل يكون كله لوجه الله عز وجل.. وأمثال هذا النّوع من مقدمي الخدمة كثيرون والحمدلله.

   وقد تكون الخدمة أيضا هادفة لنيل أجر معين ,أو مقابل أياً كان هذا المقابل مادياً كان أم مقابلاً من نوع آخر ، وهذا النوع من الخدمة يكون عادة عند أولئك الذين يعلنون سلفاً أنهم يتقاضون مقابل تقديم خدمة معينة أجراً كيفما يتفق، وفي هذا أمر طبيعي ومقبول.

   وخدمة أخرى يقوم بها المرء من أجل تحقيق أهداف خاصة به كان قد رسمها لنفسه مسبقاً وترمي بالتالي الى النيل من ألآخرين بأمور عدة ولأهداف عدة دون ألأخذ بعين ألأعتبار ما قد يتمخض عن ذلك من نتائج الخ... .

   وإذا تابعت استطلاع أنواع الخدمة بدون ريب سأكتب الكثير عنها الا انني أود هنا أن أتطرق دون أن أقصد أحداً ودون أن أتعرض لأحد فكل مسؤول عن نوع خدمته.

   فالخدمة الموضوعية هي تلك الخدمة التي لا يهم نوعها، ولا يهم مصدرها، ولا يهم هدفها، ولا يهم كذلك من يقوم بها , فالمهم في هذا المجال ان تكون خدمة موضوعية، خدمة نقية، خدمة شريفة، خدمة نزيهة، خدمة هادفة بمعنى الايجاب، خدمة تنطوي على المصلحة العامة دون أن تخبئ في طياتها نوعاً من الخبث، نوعاً من أللاأنسانية ، نوعاً من الغدر، نوعاً من قلّة الوفاء، نوعاً من ألأحتيال، نوعاً من الخداع.. فإذا خلت الخدمة من كل ما ذكر فحقاً انها خدمة موضوعية تهدف الى ألأحسن وألأفضل، فبورك باللذين يتخذون مثل هذه الطريق في تقديم الخدمة , لأنها بالتأكيد تؤدي إلى تطور وتحوّل وتحسين في صفوف المجتمع في كل مكان ومكان.

   أمّا الخدمة الأخرى هي التي تكون بعيدة كل البعد عن الموضوعية، هي تلك التي يتزيف اصحابها بشعارات وهميّة لا تمت الى الواقع بأيّة صلة مطلقاً، هي تلك التي يتخذها أصحابها مطيّة لتحقيق أهداف دنيئة، لتحقيق أهداف رخيصة، لتحقيق أهداف بعيدة كل البعد عن الإنسانية , وبعيدة كل البعد عن الاستقامة والعمل المحمود وكذلك بعيدة كل البعد عن التعامل الاجتماعي الصحيح الذي يخدم المصلحة العامة بشكل قاطع.
 
 


  والخدمة الأخرى أيضاً هي التي لا تمت للأصوليات بأية صلة لا في العلاقة الفردية أو في العلاقة الجماعية وكذلك لا في العمل الجماهيري ولا في خدمة الجمهور الصحيحة والنظيفة، فصاحبها كان من كان في صفوف المجتمع يعتبر البؤرة الأولى للفساد والعنوان الاول للكذب ورمزاً للخداع، وكذلك صاحب الرأي

الأول في النفاق والشقاق تحت غطاء الخدمة الاجتماعية والجماهرية وهي طبعاً غير موضوعية.

أعزائي القرّاء من الجنسين: مهما تغطت وخفيت أنواع الخدمة هذه فلا بد لها أن تنجلي وتوضح للعيان ، ولا بد للحقيقة ان تبرز وتبان رغم كل المحاولات لأخفائها، لان ما لا يمكن للمرء ان يفعله فالزمن هو الذي يفعله شئنا أم أبينا ولو بعد حين .

   وخلاصة القول يجب على كل إمرئٍ في كل ما يتصرف ، خدمة موضوعية، خدمة أخرى ، عمل إجتماعي مهما كان عليه الا يلجأ الى أساليب بالية، أساليب تخفي في طياتها طرقاً غير مقبولة، طرقاً غير انسانية، مجبولة في الكذب والاحتيال , لأنه ليس في ذلك صلاح لا للمجتمع ولا للأنسان نفسه، والافضل إتباع الطريق القويم، اتباع الطريق الانساني وقول الحقيقة كما هي.. وعدم إخفاء الصحيح عن الناس ومعالجة الامور والاشكالات بالطرق الانسانية وبالصدق والاستقامة النابعين عن المروءة والشرف لا بالكذب والخداع والاحتيال والمواربة وفي كثير من الأحيان بالتجني.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق