في الاحرف الاولى للديموقراطية والحرية هي ان يعرف المواطن البسيط ومن هم في الابراج العالية ما يدور في بلادهم وان يكونوا شريكين في القرار وتنفيذه وحق المواطن ان يعرف كل الاشياء ويناقش في تفاصيلها والحقوق في زمن ربيع الشعوب العربية اصبحت تنتزع من السلاطين لان هؤلاء صمموا اغلاق اذانهم وصمموا انقشاع الرؤية من جماهيرهم والربيع العربي وان امتدت مساحات سهوله وايامه فان امطار الحرية تعرف حقولها وحناجرها وتعرف بان الشهداء في شوارع المدن والمعابر والمفارق والسفوح والوديان سيبقون زهورا في وجه العاصفة ورياح الظلم ويبقون محطة في ذاكرة الاحرار .
وفي عودة الى مدينتي هذا الاسبوع وقراءة رسالة البرفيسور فريد نخول والذي تسائل عن مصير كتاب المؤرخ  د.شكري عراف الذي انيط به كتابة تاريخ شفاعمرو ماضيها وحاضرها فقد انتفض شعر جسدي من كلماته الخارجة من مشاعر صادقة ومن غاروا واكلتهم غيرتهم على بلدهم ورغم تحفظي الشخصي على تسليم هذه المهمة للدكتور عراف وتوكيلها لاقلام غير شفاعمرية واحاسيس ليست شفاعمرية لكن نسخة الكتاب في الجوارير والدولايب والخزائن في مباني لا تعرف عنواينها هي همسة في الاذان بـ "اخراج" الكتاب من اسره واصفاده وغباره وصفحاته التي اخذت تتغير الوانها واصبحت قريبة من تراث الماضي وعبقه فمن حق كل الشفاعمريين معرفة اثار الكتاب الضائع لان ماضينا وحاضرنا اضاءات وانوار لا يمكن اطفائها.

شفاعمرو مئوية وسنوات تليها وسنوات بعدها وقصص الاباء وسوق قديم وقلعة بين السماء والارض وبيوت قديمة وحكايات رويت في شتاء قارص واتلام  الزرع في السفوح والهضاب المحيطة ومعاصر الزيتون وطواحين الوديان وشفاعمرو مئوية ومحبة من سبقونا على رغيف الخبز وكتاب في الدواليب والجوارير اخفاق ومحاولة لاعدام النص .