ميوعة المواقف ومسح الجوخ
2011-09-08 18:16:56

قبل ان اتعمق  في وقائع هذه  المقالة  اود ان انوّه  الى المقالة وما تحتويه , اذ لا يقصد بها اي انسان كان قريباً ام بعيداً, وأنما هي عرض لما يدور في المجتمع من تصرفات ومن تعامل ربما في بعض الأحيان يتقيأ  المرء له  لما فيه من الميوعة في المواقف ومسح الجوخ اللّذين يعتبران مرضان في المجتمع يجب اقتلاعهما من الأعماق .
    وعليه عزيزي القاريء عزيزتي القارئة الحياة كما يدرك الكثيرون هي تعامل انساني , اجتماعي وتفاعل في الأخذ والعطاء بشتى دروب الحياة التي يعيشها الناس .
    ومن خلال هذه الحياة وما تحتويه من دروب كثيرة ومتنوعة ومتشابهة ومتباينة في بعض الأحيان , في هذا كله , نعم ينبغي ان يكون لهذا وذاك  من الناس موقفاً , ولا يهم لمن يكون هذا الموقف , الا انه يترتب على هذا الموقف ان يكون موقفاً جريئاً , انسانياً اديباً , ويحترم الغير مهما كان موقعه , ومهما كانت نوعيته , لأن النوعية بحد ذاتها تحدد من هو هذا الأنسان , وما هو موقعه وما هي مكانته الأجتماعية  والأنسانية .
    فالموقف الصارم والصريح والواضح يدل بدون شك على نوعية صاحبه , وكثيراً ما يحدد الموقف نوعية صاحبه في التعاون , في التعامل في نواحي الحياة اليومية , فكل ما كان الموقف جدياً كلما كان صاحبه ايضاً انساناً جدياً وواقعياً والعكس بالعكس , فالميوعة في المواقف لا يمكنها ان تكسب صاحبها الثقة والاحترام مطلقاً  وأنما العكس هو الصحيح , وأن احداً في هذه الدنيا لا يمكن ان يفرض على اي كان موقفاً من هذا القبيل , فصاحب موقف كهذا لا يحتاج  الى دلالة او الى اشارة معينة , فلا يمكن لأحد ان يخفي موقفه المرائي والمايع في امور عدة , ومن المفضل للمرء العاقل , للأنسان الواعي , لكل من يحترم نفسه ويعزها ان يكون  صاحب موقف وصاحب كلمة لا تمث الى الميوعة بصلة , ولا تمث الى  المراءاة والصلف بأي صلة ايضاً , انما نابعة من مبدأ الأنسانية الحقّة , من مبدأ الأحترام المتبادل والتصرف الأنساني اللائق دون مواربة وكله اخلاقيات  .
    فكلمة مسح  تعني بما تعنيه , مسح رأسه اي قال له قولاً حسناً  ليخدعه ومسح أيضا  معناها كذب إما ما يسمى مسح الجوخ , فكثيراًٍ ما ينهج نفر من الناس هذا النهج , "مسح الجوخ "  مع أن هذا الأمر كان مستعملاً في الماضي لأغراض ولأسباب  كانت تمليها ايام زمان , ومسح الجوخ يعني  الوجهنه , يعني التباكي , يعني ضعف شخصية , يعني الغباء , يعني عدم الثقة , يعني  انعدام الإرادة والشخصية , ويعني اموراً اخرى كثيرة قد يصادفها معظم الناس في حياتهم اليومية , وخاصةً في معاملاتهم وتعاملهم , فالاحترام الحقيقي والموضوعي والنابع عن الأرادة الذاتية , والبعيد عن مسح الجوخ الذي قد يذل  صاحبه في كثير من الأحيان , وربما يصوّره بالأنحطاط وعدم الأستقامة , لأن امراً كهذا يمكن ان يحدث في اكثر من موضع حيث يؤدي الى تحوّل المرء الى مهرج غير امين , انسان غير محترم الخ ....

 

 

 


    ومن اجل كل ما ذكر , وكذلك من اجل احترام الذات لدى المرء اياً كان هذا المرء , ينبغي  وبكل صراحة إن يكون هذا المرء او ذاك بعيداً عن الميوعة في المواقف , وأن يكون واضحاً
صارماً جريئاً  فيظل احترام الغير ومقارعة الحجة بالحجة دونما تخاذل في الموقف, حقاً عندها يرفع شأنه واحترامه بين الناس دون ريب .
    وكذلك من اجل الشفافية وعزة النفس , والكرامة الذاتية لدى الأنسان اياً كان هذا الأنسان
عليه ان يبتعد كل البعد عن مسح الجوخ ويبقى دائماً  محترماً مرفوع الرأس , كرامته إمامه وسلوكه عنوانه لا يمكن لأحد تشويه حقائقه , عندها في نظري  يمكن التأثير ولو بشكل محدود نحو الأفضل في السلوكيات والعلاقات الاجتماعية في الحياة اليومية بين الأفراد والفئات والشرائح الأجتماعية على اختلاف انماط وأنطمة معيشتها .

 

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق