ألعِشرة الرّديئة تُفسد الأخلاق
2011-08-04 13:13:06

بقلم د. نجيب صعب – أبو-سنان

    حياة الإنسان مليئة بالمتناقضات، مليئة بالمتجانسات، وكذلك مليئة بالجودة والإنسانيات , ولا يغيب عن أحد إنها مليئة أيضا بأنواع كثيرة من النظم الاخلاقية البناءة وربما ايضاً من النوع الآخر، وكثيرة هي أيضاً الأمور والعادات التي يتخذها بنو البشر نهجاً وطريقاً  في حياتهم، منها ما يكون جيداً و يشكل عملاً على الطريق الصحيح لتدعيم المجتمع وتوطيد نواحيه، ومنها قد يؤدي الى عكس ذلك.

   فأصحاب الأخلاق الطيبة والسمات العفيفة، والمناهج الحياتية الصادقة والهادفة وفي مقدمتهم رجال الدين الاتقياء من كل الطوائف ومن مِن حولهم وكذلك ذوي القدرات من العلماء والمثقفين الذين في قبضتهم أمور ايجابية كثيرة، يمكن استغلالها وتسخيرها في سبيل المصلحة العامة ، هؤلاء عشرتهم والتقرّب منهم ما من ريب انه يجدي نفعاً لكل من يقوم بذلك لغرض الاستفادة والافادة عاجلاً أم آجلاً.

    فلهؤلاء من شرائح المجتمع فضل كبير في تدعيم ركائز المجتمع اخلاقياً، ثقافياً واجتماعياً، لأنهم في معظم اللقاءات بهم والتواصل معهم يكونون ايجابيين في النهي عن الممنوعات ومحاولة التوجيه نحو الأفضل في شتى دروب الحياة، ذلك من باب الايمان الصادق ، والصدق في القول والعمل وكذلك التربية والتوجيه نحو الأفضل للوصول الى ما يمكن الوصول اليه في التعامل لاجتماعي الجيّد والانساني الهادف الى حياة ملؤها الامل والعمل في ظل ايمان، صدق وإستقامة لما فيه مصلحة وخير أفراد المجتمع الذي نعيش فيه، هذا من منطلق المعاملة الحسنة العِشرة والتعامل الأمين والهادف الى الافضل وتربية نشئ مسؤول أكثر.

    إلا أن هنالك عِشرة وتعامل من نوع آخر ، عشرة رديئة ومعاملة غير محبّذة وتعامل يخبئ في داخله مكيدات لا يقبلها الضمير الحي، فكثيرون عشرتهم رديئة ، ومن خلالها يتقربون ويتوددون في تصرفاتهم لبعض من الناس لغايات خبيثة، ويتظاهرون أصدقاء مخلصين وتربطهم بهذا أو ذاك علاقات عميقة حسب رأيهم، الا ان هذه العلاقات تهدف فيما تهدف في كثير من الاحيان الى النيل من هؤلاء وجذبهم نحو العيش الاجتماعي الذي قد يؤدي بالتالي الى الانحدار الاجتماعي والاخلاقي الذي بدوره يوصل الى فساد وغش في صفوف المجتمع الذي هو بحاجة لكل عناية ولكل إهتمام من أجل الحفاظ عليه من الضباع , وفي هذه الكلمات يمكن أن أشير الى قسم بسيط من الظواهر والتصرفات مما سبق ذكره، أو قد يفهما المرء من خلال نظراته هو بين السطور حيث  ينبغي على كل صاحب ضمير حي ، كل من تهمه نفسه اولاً، وكل من يعي واجبه الاجتماعي ايضاً ان يبتعد كل البعد، ويعمل ما في وسعه وما أوتي به من قوة ومسؤولية الابتعاد عن هؤلاء ، عن هؤلاء الذين يشكلون خطراً على المجتمع , حيث أنهم من زارعي بذور الفساد، بذور الانحدار بتصرفاتهم التي يمكنها العبث في نواحي كثيرة في المجتمع، ويمكنها ايضاً العمل على تصدّع المبنى العائلي والاسري وربما أكثر من ذلك، لأن العِشرة مع هؤلاء لا نفع فيها لا له ولا لأصحابها ولا للمجتمع ، الأمر الذي يستوجب اليقظة والحذر والعناية الكفيلة بعدم مجالسة هؤلاء وخاصة تقع المسؤولية الكبرى في هذا الصدد على أرباب العائلات من الآباء والامهات في الحيلولة دون تواصل مثل هؤلاء بأفراد عائلاتهم ويجب القول والفعل في هذا الاطار لانه كما تعلمون , العشرة الرديئة تفسد الأخلاق بدون ادنى شك وتعمل على الضياع.

    وأخيراً، الوقت الحاضر وكل وقت آخر يتطلب الوعي الكافي والانتباه للناشئة في كل تصرف من هذا القبيل قد يسيء للفرد نفسه ولأسرته ولذويه وقد يشعلها ايضاً في المجتمع حيث يصعب علاجها بعد ذلك , وربما تخرج الأمور من اطار التحكم، فهيّا معاً نعمل سوية بمقاومة العشرة الرديئة والعمل على قوقعتها لدى ذويها فقط والحيلولة دون تفشيها  خاصة في صفوف الناشئة  التي قد تعمل على تصدع العائلات والافراد وربما تنتشر أكثر وأكثر ويكون ضررها أكبر وأكبر لا سـمـح اللـــه.

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق