رحيل شيخ المشايخ والعلم الشامخ الشيخ أبي جمال نصر الدين-ر-
2011-07-26 20:01:39

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى : " وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون " صدق الله العظيم

 الحمد لله معين من بالغ في القيام بقصده ومراده، وموفق من أخلص في الأعمال، وانفرد وانقطع عن الأغراض الدنيوية بكلية اجتهاده، وكان مراقبا ليوم الجزاء مستعدا لمعاده، واغتنم فرصة الزمان المفروضة في إصداره وإيراده، وتوسم سلوك سبيل النجاة بجميل استعداده، أحمده حمد من عرف غاية القصد والمراد، وأتوسل إليه بصفية خير من أفاد، إلى سبل الهداية والرشاد، بان يلهمنا إلى الصبر والرضى بحكمه على العباد، انه ولي ذلك والقادر عليه، أما بعد :

فان من تعس الزمان فقد الأعيان، وأعظم الناس من صبر على محن الزمان، ورضى بقضاء الله في كل وقت واوان، وتزود بنور التوحيد والإيمان، وعمل على تطهير قلبه والجنان، وقيد من أحق بالسجن من الجوارح وهو اللسان، وداوم على الفروض الدينية كشوق الضمان إلى الماء في رمضان،  وزاد من تقربه إلى الله بحقيقية القربان، بشق الأنفس والأبدان، واخذ من حطام الدنيا الفانية، ما ينفعه في الآخرة الباقية، وعمل الصالح قبل الموت، ونجا بروحه قبل الفوت، ونشر بظله إزار الالفة والمحبة، وزاد في فعله شوقا في الطاعة ورغبة، فسلك الجدد من المسالك، وابتعد عن المهالك، وتمسك بالله الحاكم المالك.

 

 فسلام عليك يا شيخنا أبي جمال الدين والدنيا، وناصر الدين بالفعل والكنية، وسليل الصفوة من آل المفاخر والبنية،  سلام ليس له آخر، وفيه الشوق إليك كمد وجزر البحر الزاخر، وشعاع النور الزاهر، المتلأليء في ديجور الظلمات، والساطع في وقت الشدات، والعتيد كالسواعد الباسطات، فمثلك قلائل، وليس لهم في العالمين بدائل، في الرأي والمشورة، والحكمة الظاهرة والمستورة، وإدارة الشؤون، وتصريف الديون، وعيت التوحيد منذ الصغر، وتنسمت منه العبر، وعذقت به حتى ظهر منك الشرر، فأشعلت ضياء الحقائق، وأنرت السبل المظلمة والطرائق، وجرى على يدك الخير في هدي الخلائق، فكان بيتك محجا للعبادة، وأنيسا للروح في طلب الشرف والسيادة، فجمعت الإخوان في أحضانك، وبذلت عليهم من فيض حنانك، فكنت كالأم الحنون، حسن الظنون، ولك في طرق الحسنات فنون،  كنت مقربا من سيد الجزيرة، وشيخ العشيرة، شيخنا الراحل، والكوكب الدري الساطع النائل، سيدنا الشيخ أمين طريف، نلت منه الثقة، وسررت وتساررت معه عند اللقا، فالقي إليك مقاليد الأحكام، لما بدا منك من لحم الفجوة بين الخصام، فصرت عنوانه وقت الشدائد، ومسراته عند الفوائد،

 فيا خسارة أهل الدين من بعدك، ويا ذل الإخوان على بعدك، ويا حسرتاه على فقدك، مائة عام قضيتها في الطاعات، تاليا كتاب الله ساعات متتاليات، قائما بالفروض الواجبات، راغبا في النافلات، لا تمل الخير ولا أهله، ولا تتذمر مممايقضي به الله ويفعله، بل كنت راضيا، صابرا، شاكرا، ذاكرا، متعظا وواعظا، مرشدا مهتديا وهاديا، رحمك الله يا شيخنا الفاضل، وألهمنا واهلك وذويك وعائلتك بالروح والجسد الصبر والسلوان، وأسكنك فسيح الجنان، والحمد لله على ما أعطى واخذ انه الرؤوف المنان . وتعازينا لعموم أبناء الطائفة في كل مكان، وإنا لله وانأ إليه راجعون .

وكانت وفاة الشيخ أبي جمال نصر الدين حسين علي نصر الدين  صبيحة يوم الثلاثاء الموافق لتاريخ 26/7/2011  وقد شيع جثمانه الطاهر المئات من رجال الدين من الجولان والجليل والكرمل وتمت الصلاة عليه الساعة الثالثة بعد الظهر في بيت دالية الكرمل في دالية الكرمل  ودفن في أرض الخلوة التي أقامها وكان سايسها رحمه الله وأبقاكم .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق