ماذا بعد كشف المستور
2011-01-29 13:04:02

الشيخ خالد مهنا رئيس الدائرة الإعلامية في الحركة الإسلامية...الداخل الفلسطيني
فيما كنا كعرب وفلسطينيين نتغنى بانجاز الشعب التونسي  ونعيش أفراحه ونردد بصخب ما قاله الشاعرا لعشماوي في تونسيته الخضراء:

(تــونُــسَ الــخــضــراءَ إنْ نـاداكِ شـعـري
واهِــنَ الــصـوتِ ، فـهـذا مـا اسـتـطـاعـا
 
نـحـنُ لـمْ نَـغْـفل ، فإنَّــــا في بـــــقـاعٍ
تــخـدِمُ الإســــلامَ ، مـا أغـلـى الـبـقَـاعَـا
 
رفــــرَفَـتْ رايَـاتُــــــنـا بـالأمــنِ حتَّى
أصـبـحـتْ فـي ظُـلْـمـةِ الـعـصـرِ شُــعـاعا
 
غـيـــــرَ أنَّـا مـا نـســــــيـنا كُلَّ شعبٍ
مـسـلـمٍ أورثَـهُ الـبـــــغيُ الصُّـــــداعا
 
نُــصــرةُ الــمـظـلـومِ حـقٌّ ، مـنْ تـراخـى
دونَــهُ ، ذاقَ انـكــــسـاراً و الْـتِـــيـاعـا
 
تُـونُـسَ الـخـضـراءَ إنَّ الـظــلـمَ لــــيـلٌ
سـوف يـلْـقـى ،كـيـفـمـا طـالَ ، انـقـشـاعا
 
إنَّـهـا سُنَّـــــةُ هـــــذا الكــــونِ مهْما
أســــرَفَ الــظَــالِـمُ وازْدَادَ انْــــدِفـاعـا
 
حـيـــنـمـا يـنـــــتـفـضُ الـمظلومُ يحمي
أرْضَــهُ مــمَّـنْ شـرى الـوهـــــمَ وبـاعـا
 
ويُـعـــــــيـدُ الـنـاسَ مـنْ رِحْلةِ وهـــمٍ
كُـلَّ مـن رافـق فـيـهـا الـوهـمَ ضـــــاعـا
 
لـيـتَ مـن يـسـرفُ فـي الـغـفْـوةِ يـصْـحـو
لـيــرى صَــرْحَ الــهــوى كـيـفَ تـداعـى
 
إنَّـه الـعــــدلُ ، فـهــــلْ يفهَـــــمُ باغٍ
أنَّ هَـــــدْمَ الـعــــدْلِ لا يـبـنـي قِــلاعا
 
إنَّـهُ الـعــــــــدلُ يُــريـحُ الـنـاسَ مـمَّنْ
مـــلأَ الأرضَ خِــــــلافــاً ونِـــــزاعـا
 
إَّنـهُ الـعـدْلُ ، فـمـنْ حقَّـــــقَ عـــــدْلاً
قـادَ فـي دوَّامـةِ الـبـحــــرِ الـشِّــــراعـا
 
تــونُــسَ الــخــضْـراءَ إنَّ الـحـقَّ غُـصْـنٌ
مُـثْـمِـرٌ يـجـنـيـهِ منْ مـــــدَّ الذِّراعــــا
 
جـامِـــــعُ الـزَّيـتــونـةِ الأسـمـى سـيبْقى
رمْــزَكِ الأســمــى ، فـزيــدِيـهِ ارتـفـاعـا )

بينما كنا نتابع بلهفة وشغف انتصار تونس الأسطوري وفيما كنا نستعد لالتقاط الصور التذكارية لسقوط الأنظمة الباغية  فرحين جذلى، داهمتنا فضائية الجزيرة برونق أدائها بكشف المستور لتعيدنا إلى المربع الأول ولتخطف منا فرحتنا وكان قدرنا اللازب يحتم علينا ان تبقى قلوبنا أخذة شكل الجمرة الحمراء.....

باغتتنا المفاجأة ولم تذهلنا وجفا النوم مضاجعنا.....

قبل اقل من أسبوعين نمت شاعرا محلقا ولم يكد ينتهي الأسبوع الثاني حتى راودني إحساس بان حربا عالمية تدور رحاها لتبتلع أحلامنا وتحرق آمالنا ...

كم كان يودي والشارع العربي برمته انفجر كالبركان رانيا لغد أفضل أن أكتب لفلسطين قصيدتي التي أفتش عنها من زمنٍ بعيد،ولكن جاءت الصدمة وتخمّر عقلي وتشوشت أفكاري ورؤاي

وتراكمت   الفجائع في نفسي، وسكت  الكلام عن الكلام وكدت اعجز  ان انطق بالكلام المباح، لان المخزيه اصابتنا في العمق  واهم ما فعلته بنا الوثائق  الدامغة أنها رمتنا من خلف مكاتبنا وغرست دبوسا حادا  في عقولنا  وقلوبنا ،وكسرت كل طواحين الهواء التي كانت في داخلنا  ...ثقبت كل أكياس الغرور والعنتريات التي كانت تملا جما جمنا ..

بعد كشف المستور لم يبق هناك أشياء تقال او لا تقال....لقد انكشف المسرح وتعرى الممثلون كلهم وصار بوسع  كل فلسطيني حر  ان يصرخ من مقعده...إلى أين انتم ذاهيون بنا؟؟لقد انكشف المسرح كله واذ بالمفاوض الفلسطيني  مجرد دمية واقل ما يمكن ان يفعل بنفسه ان يقوم بجلد نفسه علنا  أو يخضع نفسه للاستجواب والوصاية والمحاكمة ...وتلك اخف أنواع العقوبات.. ومن المعيب بحقنا بعد مشاهده الفيلم الدرامي ان نبقى على موقف الحياة نشاهد المآسي والفضائح والمخزيات ثم نتصارع كالثيران عبر الأثير ونتشاتم  ونخفش رؤوسنا ، أو نتعاطى حبوب النوم ومورفين(ما يطلب المستمعون) ثم لا نتأثر.
 
 
 

 من الواجب أن تكون صرختنا بحجم الطعنة،وأن يكون نزف أعمالنا بمساحة الجرح..فذاك أفضل من أسلوب التورية وخداع الذات....

.أن أخطاء المفاوض الفلسطيني النفسية والسياسية والسلوكية باتت مكشوفة كالكتاب المفتوح،وماذا تكون قيمتنا كشعب إذا آثرنا أمام كشف كهذا أن نظل نمارس دور المهرج.. نمسح جوخ المفاوضين وننافقهم ونرجو ودهم،فالقضية أكبر من معاشات ل 160 ألف موظف يأخذون رواتبهم من السلطة..

لم يعد بإمكاننا وقد أخزونا،وقريفونا،وفاوضوا على ثوابتنا..وأحرقوا عروس مدائننا الوقوف على الحياد فحيادنا نحن فلسطيني الداخل هو الموت بعينه..

لم يعد بوسعنا أن نقف أمام جسد المفاوض المريض نعالجه بالحجا بات والضراعات..

أننا نحب وطننا وشعبنا،والذي يحب شعبه يكوي جراحه بالكحول،ويكوي – إذا لزم الأمر،المناطق المصابة بالنار... فلعل وعسى بفعلنا هذا أن يتغير الطقس ونجد شمس فلسطين أشد بريقاً،ونجومها أكثر عدداً..

                                                                                          

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق