زايد خنيفس. 

يصر النائب أيوب القرا في مواسم السنة أن يفاجئ المجتمع المحلي وأحيانا يفاجئ دول المنطقة بافكاره وهو الذي يصر على زج نفسه في محاور إقليمية مثل السلام مع سوريا والإصرار على بقاء قرية الغجر موحدة وهكذا ينطلق القرا من فترة إلى أخرى يعبر فيها عن أفكاره خاصة وهو الداعم لبقايا جيش لبنان الجنوبي المنتشرين في قرى ومدن الشمال فقد اخذ على عاتقه الحفاظ على كرامتهم .. وكانت أخر مفرقعات صديقنا أيوب القرا عندما وقف مقابل " بوابة فاطمة " الحدودية  واحتج على زيارة الزعيم الايراني احمد النجاد إلى الجنوب اللبناني فأطلق نحوه بالونات في اللون الأبيض والأزرق لكن حظ القرا لم يوفق وعندما اعادت الرياح المعاكسة هذه البالونات نحو مرسلها لينطبق المثل على السيد القرا " كاثوليكي أكثر من البابا "  وهكذا يواصل النائب مفاجأته دون سبق اصرار لتتوج مفاجئاته الأخيرة تصريحاته المتلفزة وعندما نسب اصول الدروز إلى احد الاسباط اليهودية والتي تاهت اربعين عاماً في جزيرة سيناء بل ذهب أكثر من ذلك لاثبات جيناتنا عندما قال في نفس المقابلة " ان الدروز الذين يؤمنون بزفولون " سبلان " والياهو " الخضر " ويترو " شعيب " المذكورين في التوراه ليثبت ان الدروز هم احد القبائل اليهودية  " وعندما أصر الصحافي في أسئلته قال القرا : الدروز حتى ألان لم يتكلموا عن حقيقتهم خوفاً من الملاحقات من أبناء الطائفة الإسلامية .

هناك من تاه اربعين عاماً في جزيرة سيناء لكن هؤلاء وجدوا أنفسهم في نهاية المطاف إلا أن هناك من ولدوا تائهين وما زالوا يبحثون عن الجزر .. ولا بأس في هؤلاء التائهين العودة إلى كتب التاريخ والحكمة الشريفة لعلها تكون بوصلتهم .. ولا بأس على هؤلاء معرفة سر الحاكم بأمره والعودة إلى الجزيرة العربية ومنابع النيل وغوطة دمشق وإقليم البلان وجبل العرب وقمة صنين ولا بأس على التائهين أربعين عاماً قراءة صفحات " عن معركة المزرعة " ودحر المستعمر الفرنسي في هضابها ووديانها وحجرها الأسود ولا بأس على التائهين أربعين عاماً زيارة ديوان القائد سلطان باشا الأطرش ليقرأ هناك على حجارته السوداء سيرة انتفاضة فارس عربي اعتز بفرسانه وبفرسه الجامحة .. ولا بأس على التائه القيام بزيارة خاصة لمكتبة المعلم كمال جنبلاط لعله هناك يجد على رفوفها مراجعا كتبت عن أصول الدروز فهؤلاء هويتنا لتبقى الحكمة الشريفة بوصلتنا في الدنيا وأخرتها..

من لا يجيد التجذيف فلا يجازف بشراعه ومن لا يعرف سر لؤلؤة الدين ودرره فلا يتقلد بشعاعه المتوهج ومن لا يعرف بأن العبور في معبر القنيطرة فيه من حفظ الإخوان فلا يتباهى في العمل الإنساني ..

وأخيراً صبرك يا ايوب ...