يهودية الدولة الفاشية
2010-10-12 19:25:23
بقلم بهاء رحال
قانون جديد ، الهدف منه تطهير ما تبقى من السكان الأصليين في فلسطين التاريخية الذين سكنوا هذه الأرض منذ أول الزمان وبنوا فيها حضارتهم وتاريخهم وحافظوا على هويتهم رغم تتابع الحروب والنكبات التي وقعت على هذه الأرض منذ فجر التاريخ ، ورغم الآف الغزاة الذين مروا من هنا ثم رحلوا وذهبت ريحهم وبقي الفلسطيني يبني ويعمّر ويطور حضارته الإنسانية والوطنية على مرّ العصور .
 
قانون جديد ، فاشي الشكل ونازي المضمون صدر عن حكومة نتنياهو ليبرمان الإستيطانية في مسعى منها لتهجير ما تبقى من السكان العرب الفلسطينيين الأصليين الذين صمدوا وصبروا في مدنهم وقراهم ولم تجبرهم كل الحروب ووسائل التهجير القمعية على الهجرة ، بل تشبثوا أكثر وأكثر ورفضوا كل قوانين اللجوء وحافظوا على حقهم بالعيش في مدنهم وقراهم رافضين لقوانين الإحتلال محافظين على هويتهم الوطنية والقومية التي لم يستطع الإحتلال إنتزاعها لأكثر من إثنان وستون عاماً وها هو اليوم يحاول بهذا القانون أن يسقط قوميتهم وولائهم العربي من خلال إنتزاع إعتراف شخصي من كل مواطن عربي بأن إسرائيل دولة الشعب اليهودي ، هذا القانون الفاشي الذي هو صنيعة نتنياهو وليبرمان ومعهم كل المتطرفين في دولة الإحتلال يكشف حقيقة هذا الكيان المبني على الإستيطان والإحتلال والتطرف والنازية الصهيونية.
 
فاشية دولة الإحتلال لا تتوقف عند حد معين فلا حدود للنازية الصهيونية التي يتخذها نتنياهو وليبرمان ومن معهم من أمراء الفاشية الجدد وحكام دولة الإحتلال ، والهدف منها تفريغ الأرض من سكانها الأصليين وزرع قطعان المستوطنين المستوردين من كل أصقاع الدنيا بدلاً منهم ، كما وأن هذا الأمر لا يقتصر على ( فلسطينيي 48) بل يشمل كل من هو فلسطيني في القدس والضفة الغربية وحتى في قطاع غزة ، وما هذه الخطوة إلا تجسيد علني وصريح لما يخطط له وما يحاك في دهاليز السياسة الإسرائيلية.
 
إنها سياسة التطهير العرقي والترحيل الجماعي التي تتبعها حكومة الإحتلال ذاتها ولكن هذه المرة جاءت بشكل مختلف فما نص عليه القانون الفاشي الجديد لم يسبق لأي إحتلال آخر على مر التاريخ أن فعله ولم يسبق لأي قوة نازية أو فاشية إقترفت مثلما إقترف هذا الإحتلال اللعين دون أن يقف العالم المتحضر وقفة في مواجهة هذه الممارسات والقوانين ذات الشكل والمضمون الإستعماري الفاشي الذي تحاول به دولة الإحتلال تهجير المتبقى من السكان الفلسطينيين من أراضيهم ومدنهم وذلك وصولاً الى أهدافهم بتحقيق الدولة الفاشية للشعب اليهودي التي تسعى حكومة اليمين إليها بشكلها العنصري المتطرف وتحاول إنتزاع إعترافاً عربياً وفلسطينياً بذلك – شكل من أشكال الهراء السياسي – الذي تستخدمة حكومة الإحتلال ضاربةً بعرض الحائط كل القوانين الإنسانية ومفاهيم الحرية والعدالة التي لا تعرفها هي لأن الإحتلال وحدة يكفي كي يسقط هذه المفاهيم والحقوق .
 
 
القانون الذي أقرته حكومة الإحتلال قبل أيام ، إعلان واضح وصريح لفاشية هذه الدولة وعنصريتها وهي تحدي واضح للعالم المتحضر الذي يسوق حروب الحرية والديمقراطية على الآخرين بينما إسرائيل التي أعلنت عدائها للإنسانية وللحرية والعدالة فلا أحد يجبرها على العدول عن قراراتها ولا قوة تردعها وتوقف فاشيتها المتغطرسة .
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق