ليس أمراً طبيعاً أن تشدد قوات الإحتلال من هجمتها على مدينة القدس في هذا اليوم والذي يتصادف مع عيد المظلة اليهودي الذي يحتفل به اليهود كعيد ديني منذ العهد القديم وحتى يومنا هذا ، وبدلاً من أن تسكتين مدينة القدس في هذا اليوم وترتاح من قبضة السجان قليلاً وتهدأ شوارعها من أقدام الجنود ودورياتهم الراجلة التي تجتاح كل زقاقها القديمة ويفترس الجنود كل ما في طريقهم بصورة وحشية وهو أمر أعتيادي يمارسه الجنود كل يوم ، يأتون على شكل سرب متلاصق طويل ويمرون في كل إتجاه ممارسين التنكيل بحق المارة وأصحاب المحلات والمتجولين ويضربون بهرواتهم كل ما في طريقهم . 

 لم تهدأ القدس هذا اليوم بل تصاعدت هجمة الإحتلال عليها بعدما كثفت من تواجد قواتها المدججين بالسلاح وأدوات القتل وتحضر قطعان المستوطنين لأفتراس المدينة وسكانها ، وما كانت ساعات الصبح الأولى حتى انقضوا جميعاً عليها وكان أولى أهدافهم حي سلوان الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع أنواع الإعتداءات بشكل منظم ويحاك ضده في أروقة أجهزة الأمن الإسرائيلية أخطر المؤامرات ، هذا الحي الذي تتواصل عليه الهجمة الإحتلالية بصورها المتعددة وبشكل متواصل ومتتالي حتى في يوم عيد المظلة الذي أرادوا أن يحتفلوا فيه على الدم الفلسطيني مرة أخرى فكان دم الشهداء يعلوا في فضاء المكان منذ أن بدأت الهجمة متصدين لقطعان المستوطنين الذين عادوا أدراجهم يهرولون خوفاً ويتباكون على فشل مخططتهم مرة أخرى ، هذا المخطط الذي يهدف الى الإستيلاء على الحي والإستيطان فيه . 

ولم يكتفي جنود الإحتلال وقطعان المستوطنين بما أقترفته أيديهم في الصباح عندما قتلوا وجرحوا ونكلّوا بالمواطنين في حي سلوان المقدسي بل إستمر مسلسل الإعتداءات هذا حتى وصل لأقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك ومحاصرة المصلين فيه وإطلاق الأعيرة النارية وقنابل الغاز على المصلين ومحاولتهم تدنيس قدسية هذا المكان وإنتهاك حرمته وقداسته .

هذا ما كان في القدس وأكثر هذا اليوم ومنذ ساعات الفجر الأولى وحتى ساعات المساء ، مؤامرة كان يراد بها الأستيلاء على أحد الأحياء الفلسطينية في القدس ، وقد حيكت المؤامرة بعناية فائقه ، حصار محكم على كل أجزاء المدينة والحجة كانت عيد المظلة ، التي أستتروا فيه حتى ينفذوا مخططتهم وينقضوا على حي سلوان المستهدف منذ وقت طويل بشتى السبل والوسائل ، بينما الكل كان يظن أنهم في عيدهم لن تقترف أيديهم أي حماقة ولن تتلطخ أيديهم بالدماء ، وها هم  يثبتوا مرة أخرى عدائيتهم للإنسانية ويثبتون أنهم لا يحتفلون إلا على الدم الفلسطيني وهم يتراقصون على أشلائنا . 

القدس اليوم ككل يوم ، جنود مدججين بالسلاح ومستوطنين تجمهروا لتنفيذ إعتدائهم الوحشي على حي سلوان في القدس ، ليسقط الشهيد سامر سرحان   أثناء تصديه للمستوطنين الذين أرادوا أن يستولوا على بعض الأجزاء من الحي وقد أصيب أيضاً العديد من المواطنين الذين أحتشدوا دفاعاً عن ممتلكاتهم وبيوتهم وتصدعوا للجوم الذي قام به المستوطنين .