إلى أين وحتى متى سيستمر وضع التربية والتعليم المتدني في يركا
2010-09-17 09:43:37

أهالينا الكرام، بعد التحية ، ها نحن نبتدئ سنة دراسية جديدة, وبهذه المناسبة ارتأيت أنه من المهم التوجه إليكم, لطرح حقيقة وضعنا الصعب في جهاز التعليم واقتراح بعض الحلول،وذلك على ضوء ظواهر سلبية عدة, انتشرت للأسف في مؤسساتنا التعليمية في الآونة الأخيرة، منها :

تراجع حاد في نسبة مستحقي شهادات البجروت في السنوات الأخيرة في يركا لأسوا مكان، مقارنة بمعدلات أخرى كما يلي:
السنة
يركا
المغار
بيت جن
جديدة مكر
الفريد يس
طمره
2009
36.6
73
69.4
58
74
51
2008
33.2
60
58
57
77
51
 
 
 
 
كرمئيل
يكنعم
حيفا
مسجاف
شوهم
الوسط الدرزي
المعدل الإقليمي
58
62
69
72
87
60.2
64.2
54
61
64
71
79
49
61.6

ظاهرة "النقل" والغش في امتحانات البجروت, والتي وعلى الرغم منها, ما زال تحصيلنا من اوطا النسب في الدولة.
ظاهرة الانحرافات السلبية والعنف في المدارس بين الطلاب، وأحيانا بين بعض من يقف على راس جهاز التربية والتعليم.
ظاهرة انتقال طلابنا لمدارس خارج القرية مما يشير إلى عدم ثقة البعض في جهازنا التعليمي وفشل الطرق الحالية المتبعة في مدارسنا.
الوضع الصعب لبعض مدارس مثل الإعدادية والثانوية الشاملة, لأسباب عديدة تبحث، الأمر الذي أدى مثلا، إلى عجز الأخيرة دفع رواتب لمدة أربع اشهر، وعدم حصولها على رخصة "إدارة سليمة" من مسجل الجمعيات لسنة 2010، مما ينعكس سلبيا على أولادنا.
على ضوء هذه الظواهر وغيرها، علينا جميعا كأولياء أمور, لجان أهالي وجمعيات التدخل في المسائل التعليمية, إذ انه لا يعقل أن نمر مر الكرام على هذا الخلل التعليمي والتربوي في يركا وكأنه شيء لم يحصل والكل على ما يرام. هذا وبالأخص بعد أن طرا تحسن في المؤسسات التعليمية, بكل ما يتعلق بالبني التحتية وحصولهم على ميزانيات شهرية، فبات الآن أوان التفرغ للمسائل التعليمية. ومساندة لما ذكر أعلاه, واستنادا لتجربتي من سنوات عملي السابقة كرئيس للجنة الأهالي المحلية ولجمعية يركا التطوعية, رأيت انه ليس من الضروري فقط، بل من منطلق الواجب والالتزام إطلاعكم على بعض الحقائق، الأحداث والمستجدات التي تحصل في مؤسساتنا التعليمية:
عدم السماح للجان الأهالي بالتدخل في المسائل التعليمية في المدارس وحصر مسؤولياتهم بجمع تبرعات, فعاليات اجتماعية وباللوازم المادية كأوراق, حبر وغيرها. متجاهلين بهذا حقنا كأولياء أمور, المطالبة بحقوق أولادنا- فلذات أكبادنا، والتأكد أنهم متواجدون في أيادي "أمنة"- بها وضعنا وأودعنا أغلى ما نملك- حتى يحصلون على أفضل مستوى تعليمي. وهذا بنظري ليس حقا ديمقراطيا فقط وإنما واجب ملزم علينا القيام به. لكن وللأسف, وعلى مدى السنين, لم يفهم هذا الحق على حقيقته, على الرغم من أن هدفنا كان دائما وابدأ تقديم الانتقادات البناءة بما فيه مصلحة أولادنا، لان المسالة مصيرية بالنسبة لنا، وليس تجريحا شخصيا ضد أي كان.
رفض مديري المدارس والقائمين على أمور التربية اقتراحاتنا وطلباتنا بإجراء فحص مهني للأسباب التي أدت إلى هذا الخلل التعليمي، على يد مختصين، حتى لو كانوا متقاعدي سلك التربية والتعليم, على الرغم من أن الفحص المطلوب يهدف فقط إلى مسح نقاط الضعف, استخلاص العبر والعمل حسبها لتحسين الأوضاع, وليس بغاية إلقاء اللوم على هذا أو ذاك.
رفض مديري المدارس، بمبادرة منهم، تعميم التحصيل التعليمي عندهم، مثل رفضهم نشر النتائج العامة لامتحانات مقاييس النجاعة والنماء (מיצ"ב) لكل المدارس والاكتفاء بإعطاء الأهل علامة الطالب دون مقياس نسبي كمعدل الصف أو المدرسة، نسبة لباقي مدارس القرية والدولة. فالمدارس والوزارة تخفي معطيات عديدة وكأنها سر قومي, متجاهلة أهمية نشر كامل المعطيات بشفافية لإعطاء صورة حقيقيه لوضع المدارس النسبي في الدولة وحثهم على المنافسة الايجابية والتفوق.
مديرو المدارس لا يبادرون إلى إطلاع الأهل على معلومات هامة مثل: فحوى مناشير المدير العام للوزارة (חוזרי מנכ"ל)بما يخص مشاريع حيوية لمصلحة الطلاب, منها: حق الأهل اختيار ووضع برنامج لمواضيع تعليمية إضافية لأولادهم (תל"ן)، مشروع "استلاف الكتب" (השאלת ספרים) الذي يهدف لتخفيف عبء المصاريف والمحافظة على الممتلكات، ومشروع خزائن شخصية لكل طالب لمنع أمراض ووجع الظهر والتقييد بالوزن المسموح لحقيبة الطالب، وغيرها من معلومات ومشاريع هدفها تقليص الفجوات التعليمية والاجتماعية بين الطلاب.
الحرص على إخفاء حقائق وشكاوى عديدةوإنكار "حق المواطن أن يعرف"، بالأخص "كتم أفواه" معلمين وأهل من تقديم أي اعتراض أو انتقاد مما يدل على رغبة الجهاز التعليمي "بالهدوء الصناعي" لا غير.   
انعدام روح المبادرة والعطاء والتطوع وعدم استعداد المسئولون التضحية خارج نطاق المنهاج وساعات العمل المحددة.
بعض أفراد توجهوا إلى محطة الكوابل الداخلية مؤخرا بمحاولة منع إجراء مقابلة مفتوحة بطريقة المواجهة لكل المسؤولين لطرح حقائق موجعة في جهاز التربية والتعليم في القرية, ومناقشة طرق حلولها، وبالتالي, لم يلبوا الدعوة للمشاركة في البرنامج.
 
واليكم بعض الاقتراحات والحلول التي من الممكن أن تعود بالفائدة علينا وعلى أولادنا جميعا:
أولا وبدون شك، أن الأهل هم المسئولون المباشرون على تربية وسلوكيات أولادهم، ولكن هدف هذا المنشور أكثر- تسليط الضوء ولو لمرة واحدة فقط، على دور الهيئات التدريسية، وتحميلهم ولو قسط واحد فقط من المسؤولية لهذا الخلل التربوي والتعليمي. من الجدير ذكره والتشديد علية أن الوضع والحال والمستوى يختلف من مدرسة إلى مدرسة ومن مدير إلى مدير ومن معلم إلى معلم. (اقلب الصفحة)
على مديري المدارس والهيئة التدريسية ككل قبول لجان الأهالي المدرسية والمحلية كعضو فعال في اتخاذ القرارات, وليس فقط في مسائل البني التحتية, أو كذراع عسكري والية ضغط على السلطة، وعليهم تقبل النقد البناء وعدم التهرب من المسؤولية على الوضع الراهن، بحيث أن العديد من المشاكل هي "إدارية" بحت وممكن علاجها عن طريق الإدارة الصحيحة والسليمة.
فحص مسألة الاستمرارية في جميع المراحل الانتقالية, ابتداء من الروضة حتى الثانوية، بهدف التأكد من أن الطلاب قد استكفوا كافة المواد المستحقة في كل مرحلة. وبهذا الكف عن إلقاء المسؤولية كل على المرحلة أو الشعبة السابقة، فهناك ثغرات في نهاية كل مرحلة, بسبب عدم استكفاء المواد الملزمة حسب المنهاج- تتراكم وتكبر مع السنين وتنعكس سلبيا على نتائج امتحانات البجروت. فالثانوية هي المرحلة النهائية, وبالطبيعة فهي تستند على محصول التلاميذ المستجمع على مدار 12 سنة.
العمل على رفع مستوى التعليم العالي, وليس على مستوى الشعارات, وإنما بالعمل على تهيئة شروط قبول أولادنا في الجامعات. وذلك عن طريق فحص جذري للخلل التعليمي من الروضة وحتى الثاني عشر، إذ اتضح للأسف الشديد، فشل الطرق الحالية المتبعة على يد الوزارة و/أو مؤسساتنا. فليس من الحكمة الاستيقاظ متأخرا من غفلتنا في المرحلة الأخيرة وإلقاء اللوم الكامل على المدارس الثانوية.
 محاربة ظاهرة "النقل" والغش في الامتحانات, فهي ظاهرة خطرة ومدمرة, وليست ألا "سرقة" في وضح النهار مدعومة أحيانا من مديرين, معلمين ومراقبين, وتعود على مجتمعنا بالدمار. فهي تؤدي إلى رفع وهمي لمعدل الطلاب والمدارس في امتحانات البجروت, هذا الوهم يتلاشى سريعا مع دخولهم الى الجامعات, ويؤدي إلى عدم قبولهم للمواضيع المميزة والمهمة, أو إلى تغيير مسار التعليم والاكتفاء أحيانا بلقب BA عام ومن ثم استكمال دورات تدريس "הוראה" والرجوح للتدريس في مدارسنا كمعلمين غير أكفاء، وهكذا تكتمل الدورة ونظل قابعين في أماكننا, لا نتقدم, ونفتقر إلى المواضيع المميزة, والاهم تفتقر مدارسنا للأكفاء الذين اختاروا مهنة التعليم بإرادتهم وإيمانهم بقدسية الرسالة، وليس بمحدودية معدلاتهم.
على المدارس العمل على المنافسة الايجابية بينهم في مجال التحصيل التعليمي, وليس فقط في الفعاليات الاجتماعية، حب الظهور وعدد الصور المنشورة على مواقع الانترنت. فكل مدرسة تصرح بأنها الرائدة والمميزة, وتعمم انجاز محدد تميزت فيه عن باقي المدارس, بينما تمتنع عن نشر معطيات من مجالات أخرى سبقتها إليها مدارس أخرى. مثال على ذلك رفض مديري المدارس المنافسة في مسابقة المعلومات العامة والتي بادرت إليها "جمعية يركا التطوعية".
العمل بشفافية والكف عن إخفاء المشاكل, وإعطاء الأهل المعدل ألتحصيلي لأولادهم مقارنة بالمعدل في المدرسة والقرية والوسط الدرزي والإقليمي العام. وكذلك تعميم معدل التحصيل في مدارس القرية المختلفة مقارنة ببعضها وبالمعدلات الأخرى, وذلك بهدف حث المدارس بهيئاتها التعليمية وطلابها على المنافسة الايجابية وكمحفز لتحسين إيدائهم المهني لاحقا.
محاربة ظاهرة التعيينات السياسية "للمقربين وليس للملائمين" على حساب الجودة, وإجبار المسئولين إجراء مناقصات لتعيين المعلمين والمديرين "الملائمين" وإلزام المرشحين اجتياز امتحانات خاصة خارجية (אבחון כח אדם/מרכזי הערכה). كما ويجب على كل من بلغ السن المسموح للخروج للتقاعد، أن يفسح المجال لإدخال دم جديد والتحرر من الطرق والمناهج الروتينية الرافضة للتجديد.
العمل على وضع برنامج تعليمي متشابه لكل المدارس الابتدائية, وكتب متشابهة، فالطلاب ينتقلون إلى المرحلة الإعدادية بمستويات مختلفة من المعرفة (كالإعراب والكسور)، والبعض لا يجيدون حتى القراءة والكتابة، مما يعرقل مجرى التعليم في الصفوف السابعة.
الالتفات إلى الطلاب الضعفاء ودعمهم وإثرائهم بشكل خاص (وعلى الأخص عندما لا يجيدون الأهل القراءة والكتابة) والعمل على تحسين تحصيلهم لتقليص الفجوات. فالهيئات التدريسية لا تبادر ولا تقوم بواجبها في هذا الصدد, ومثالا على هذا أنهم افشلوا, بعدم اكتراثهم, مشروع مساعدة الطلاب الضعفاء والتي كانت قد بادرت إليه "جمعية يركا التطوعية"، حيث قمنا على مدار سنتين بإقناع المئات من طلاب الثانوية ضمن مشروع (מחויבות אישית) بدعم ومساعدة طلاب الابتدائيات الضعفاء مجانا في الوظائف ألبيتيه. ولكن عدم التجاوب من قبل المدارس وعدم الاستعداد للتطوع والمناوبة لإنجاح هذا المشروع المهم أدى إلى إيقافه ويمكن تجديده لاحقا.
العمل على وضع برنامج وظائف بيتيه متوازن فلا يعقل أن يقضي الطالب ساعات طويلة برفقة أهله في تحضير وظائفه، وأياما أخرى يرجع الطالب دون وظائف البتة، أحيانا بسبب نسبة عالية من غياب المعلمين. بالاضافه يعطى الطالب مهام ووظائف دون تهيئته بالقدر الكافي ودون توجيهه إلى مصادر ملائمة كالكتب والموسوعات (عدا عن الانترنت)، فيعجز عن القيام بها وحده ويستعين بأهله أو حتى بال "copy & paste" من الانترنيت دون أن يفهم أو أحيانا دون أن يقرا حتى ما طبع، والاسوا أن هذين الحلين ليسا بمتناول يد جميع الطلاب والنتيجة أن الفضل الأول في تفوق الأولاد يعود للأهل وليس للمدارس.
مطالبة المفتشين بالقيام بواجبهم, فقد اتضح حسب تصريح احد المديرين أنه "لا يوجد أي مفتش يفحص معلم"- أي لا يحضرون دروسا, ويكتفون بزيارات سطحية غير عملية في المدارس. لذا علينا التوجه إلى الوزارة وإلزامها بعلاج فوري لهذه الظاهرة.
العمل على تقليص ظاهرة التسرب من التعليم في المرحلة الثانوية، وعلاج هذه الظاهرة باكرا ومن جذورها، حيث يبدأ الطلاب بالهروب من الدروس في الصفوف الإعدادية والانحراف إلى التدخين والعادات السلبية, تاركين من ورائهم أهلا غير مبالين- ساذجين- مطمئنين أن أولادهم على مقاعد الدراسة، وحين لا يجدون من يردعهم ويوجههم فتكبر معهم هذه العادة حتى تنتهي بهم خارج المدارس كليا.
 
أخيرا، علينا جميعا أن نتحمل مسؤولية ما آل إليه وضع التعليم في قريتنا، ولا اقصد بما ذكر أعلاه أن القي كامل اللوم على المؤسسات فقط. إذ للجان الأهل والأهالي دور جوهري في تحديد مصير أولادنا، ابتدأ من رياض الأطفال التي بحاجة لمن يمثلها ويطالب بحقوقها، وحتى مراحل الثانوية والعليا، والاهم انه كل هذا يتم إذا اتخذ المسؤولون مهنة التدريس كرسالة وليس كمهنة سهلة المنال ومكان عمل فقط.
 
بهذه المناسبة اشد على أيادي جميع المتطوعين والمتبرعين في الأطر المختلفة في يركا على عطائهم المثالي، واخص بالذكر: أعضاء جمعية يركــا التطوعية، إدارة جمعية الثانوية الشاملة الجديدة, رابطة الأكاديميين وغيرهم، على ما يحرزونه من تقدم للمجتمع اليركاوي. وأتمنى لجميع الطلاب والأهالي، ومؤسساتنا التربوية، سنة جديدة سعيدة، مثمرة، مليئة بالانجازات والتعاون التام بيننا لمصلحة أولادنا.    
 وكل عام والجميع بألف خير. بإخلاص واحترام أرز حبيش رئيس "جمعية يركا التطوعية"
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق