قرصنة وقتل بدم بارد
2010-05-31 23:07:30
بقلم : بهاء رحال

بالرصاص والقنابل انقض لصوص الكوماندوز البحري الإسرائيلي على أسطول الحرية القادم من تركيا و المتجه الى غزة في عرض البحر صباح هذا اليوم ، وسط المياه الدولية وعلى بعُد أميال من المياه الإقليمية لشواطئ قطاع غزة ، ركبوا بوارجهم وطائراتهم وهاجموا أسطول الحرية من كل اتجاه بالرصاص والقنابل وانقضوا دون واعز أخلاقي أو إنساني كعادتهم في كل مرة مما أودى بحياة عشرات المتضامنين القادمين لإغاثة غزة وأهلها المحاصرين وجرح المئات منهم وأسر كل من ركب البحر عبر أسطول الحرية واقتادوهم عنوة الى سجون أعدت خصيصاً لهم على مرفأ أسدود المحاذي لقطاع غزة  .

 كما في كل مرة تمارس عربدتها وتضرب بعرض الحائط كل القوانين ، وتمضي في تعدياتها دون اكتراث فهي لا تجد أي موقف جدي من الدول الكبرى في هذا العالم الصامت أمام كل ما ارتكبته وترتكبه في كل يوم من جرائم ، كما وان هذا الصمت وفر لها الغطاء ومنحها موافقة ليست علنية على تنفيذ قرصنتها وعمليات القتل وسط البحر كما منحها سابقاً غطاءً في الحرب على غزة ويوفر لها الحصانة في كل عمل إرهابي قامت وتقوم به دولة الاحتلال طوال العقود الماضية ومنذ قيامها وحتى يومنا هذا ونحن نرى ذلك الإرهاب والإجرام وتلك العربدة التي تمارس في وقت لا نجد فيه من العالم غير الشجب والاستنكار والتمني الذي لم يعد ينفع ولم يعد منطقياً أن يستمر الحال بهذا الشكل الهزلي الذي لا يطاق .
 
وسط ذهول كبير أفاقت الإنسانية جمعاء من نومها فجر هذا اليوم على خبر قرصنة الكوماندوز الإسرائيلي في عرض البحر ومهاجمته لأسطول الحرية ، أمر كان متوقع ، لكنه ليس بهذا الشكل الدموي وقد مارست إسرائيل قرصنتها في السابق ضد سفن فك الحصار ولم تسمح لها بالوصول الى شاطئ غزة ، لكنها في هذه المرة ، صبت نار حقدها على المتضامنين القادمين بالأسطول وأطلقت عليهم النار والقنابل وقتلت العديد منهم في جنح الظلام لتعلن أنها فوق السيادة الدولية والقانونية والإنسانية غي البر والجو والبحر ، وتعلن أيضاً أنها دولة الإرهاب والقرصنة بامتياز وأنها فوق كل القوانين وغير ملتزمة بمواثيق هيئات الأمم وأنها الدولة الوحيدة التي يحق لها ان تعمل كل شيء ضد الإنسانية وضد العدالة وضد القانون  .
 
وطالما بقي العالم بهذا الشكل ، يشجب ويستنكر ويتمنى على دولة الاحتلال التي لا تفهم لغة إلا لغة التهديد والقوة سيبقى الحال على ما هو عليه ولن تجد أي تغيير في السياسة الإسرائيلية لأنها دولة لا تعرف لغة غير لغة القوة ، الأمر الذي لا يبشر إلا بمزيد من الهيمنة والغطرسة والقتل ، فمتى يخرج العالم عن صمته ومتى تحاكم دولة الاحتلال على جرائمها.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق