ايلين نمر مارون - كفرياسيف 

من خلال قصص العنف باشكاله التي تحتل الصحف ومواقع النت الاخبارية ومن خلال برامج الراديو التي تتيح للفتاة ان تتكلم عن العنف الذي تتعرض له ومع اخفاء الهوية وهويتها بالتحديد ما كان من قلمي الا ان ينبض ويخط على ورق ابيض كنقاء قلوب العذراوات اللواتي اغتيلت عذريتهن من انسان قريب ,وبات هذا القريب بالنسبة للفتاة امام المجتمع انسان مجهول الهوية .....والاسباب معروفة ... 

وردة في البستان

مميز شكلها ولونها اجمل الالوان

عذب عبيرها

تجذب كل انسان ...

لكن

سرعان ما اتى الخريف

واخذ العطر منها

سرق الوانها

بعثر اوراقها

باتت ورقة خريف على قارعة الطريق ...

من دون سابق انذار

اسودت الالوان وعم الدمار

وسرا من الاسرار اصبحت حكايتها ..

حكاية صامتة

تغري الكثيرين

ذئاب بشرية وومضات حلم احرقه الانين ..

لحظة نهب ذلك الشيء

لم يتركوا اي شيء....اي شيء

مضوا في دربهم غير ابهين ..

وتلك الوردة

حين صعقها الخريف

اشارت الايدي اليها

وكل الافواه الجائعة

اقتربت للقياها

اقتربت تربت على صدرها عوضا عن كتفاها ...

غاصت في ذلك الفصل القاتم

وكان الخريف لا ينتهي

والافواه تبقى مفتوحة على مصراعيها

لا تشبع ...

كوردة يابسة في الطريق

بحثت عن ظل ما

وحين وجدت

ضمها ..حماها من اشعة الشمس الحارقة

فلذة كبد خاف عليها

اجلسها في حضنه

وهنا في هذا المكان

اغلق حضنه كذئب مفترس واكلها ..

الوردة اليابسة تحجرت

وبذلك الصدر الحنون صدمت

من كان يسقيها كل يوم

من كان يعتني بها ....ذهلت !!

صرخت اليه رد لها الصرخات

في قلبها

في صمتها

ومضى في طريقه ولم يسال

تابع الاعتناء بها

كان شيئا لم يكن ....شيئا لم يكن ...

وتلك الوردة

لم تعد وردة ...

قال لها

"لحظة ضعف انسي الامر"....

يا حضني كيف انسى

يا نفسي وذاتي كيف انسى

يا صدري كيف انسى ...؟!!!

انت من تنسيني فكيف انسى ؟!!!!

تساؤلات كثيرة انتابتها

وكان شيئا لم يكن ..

اقتنعت بانها يابسة متحجرة

لكن لا يعلم احد

فما زال ذلك الحضن يعتني بها

وينثر من عطرها كل يوم

ليفهموا ان شيئا لم يكن ...

ويبقى القناع ابتسامة

وسرعان ما يتمزق القناع ... 

هنا انهي كلماتي بان القناع سرعان ما يتمزق وينكشف كل شيء وهنا تتلقى الفتاة رصاصة اخرى وهي نظرة مجتمعنا الراقي للضحية فتفضل الفتاة الحل الاسرع والاسهل (الانكار ومن ثم تعاود الصمت) .