شخصيات محلية | النكبة واثنان وستون عاماً من اللجوء بقلم : بهاء رحال

الاحد 19.05.2024

اخبار

الرئيسية >> شخصيات محلية

(اضف تعقيب)

النكبة واثنان وستون عاماً من اللجوء بقلم : بهاء رحال

2010-05-18 11:23:10

بقلم : بهاء رحال

في حضرة النكبة تسقط الكلمات أمام الفاجعة الكبرى التي ألمت بالشعب الفلسطيني وأرادت طمس هويته التاريخية والوطنية التي حملها جيلاً بعد جيل، وحافظ عليها ضد كل محاولات الشطب والإبادة التي تعرض لها والتي استهدفته بشكل مباشر وحاولت عبر عمليات التزييف والتزوير التي قامت بها عصابات الاحتلال بأن تلغي هذا الحق الذي لا يقبل الانتقاص منه ، وهاهو اليوم وبعد اثنان وستون عاماً يؤكد أن ذاكرته أقوى من كل الأسلحة والقنابل الذكية والعنقودية التي حاربته ، وان حقه في هذه الأرض لا يسقط ، هو حق لا يقبل النسيان ويرفض كل أشكال المساومة عليه لأنه حق الفلسطيني الأول الذي وطئت قدماه هذه الأرض.

الخامس عشر من أيار، يوم النكبة ويوم الهجرة ويوم الترحيل ألقصري واجتثاث الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه ، من مدنه ، من قراه التي دمرتها مجموعات الهاجاناة وشتيرن الصهيونية النازية التي قامت بطرد السكان بقوة السلاح والقتل المباح ، وقد ارتكبوا عشرات المذابح والمجازر بحق المواطنين أصحاب الأرض التي حرقوها واستباحوها بكافة الوسائل وكان ما كان من هجرة شعب بأكمله وسط حالة من الصمت العالمي وذهول من الجيوش العربية آنذاك التي تقهقرت أمام اكبر عملية سرقة في التاريخ ، أمام اكبر عملية إجرامية عرفتها البشرية ومع سبق الإصرار والترصد وبتعهدات أصدرتها الدول الغربية المستترة بغطاء الحضارة والديمقراطية والقيم السمحى ، حيث وفرت لهذه المجموعات المجرمة الغطاء وسهلت عمليات الاستيطان بأرض ليست لهم وليست من حقهم .

اثنان وستون عاماً هي دورة الزمان الفلسطيني المنكسر على جدران النكبة والتي نحن اليوم نقف في حضرتها بحزننا وجرحنا، نحلم ببرتقال يافا وكرمل حيفا وذكرياتنا الحاضرة هناك وتاريخ أجدادنا الباقي شاهداً على حقنا المغتصب ، حقاً أبدياً لا يسقط ولا يُنسى مع تقادم الزمن كما كانت أمنياتهم التي عبروا عنها بمقولتهم الشهيرة (الكبار يموتون والصغار ينسون) .

اثنان وستون عاماً لم ننسى نسيم هوائك الدافئ، لم ننسى نشيد الحياة فيك، لم ننسى رائحة النرجس على سفح الكرمل ، ونحن نستذكرك وأنتِ الحاضرة فينا بألم وحسرة وانكسارنا أمامك طالما بقينا بعيدين عنك حتى نعود إليك يا حيفا وعكا ويافا يا كل فلسطين التاريخية لتعود الحياة فينا وتعود الحياة فيكِ وينصرف كل العابرون.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير

تعليق فيسبوك

تعليقك على الموضوع