هناك من يعتقد أنه قادر على تزييف الحقائق، التاريخ، الحاضر والمستقبل بجرة قلم، وأنه قادر على برمجة الذاكرة الإنسانية لتنطق بما يهوى، هناك من يعتقد أننا في سبات دائم لا حياة بعده، وأن أرواحنا مستكينة استكانة الجماد، هناك من يجزم أن أجسادنا لا تقوى على الحراك فضلا عن أرواحنا، معتمدا في تقوية ذاك التبجح وتلك الوقاحة على مريدين يقفون خلفه ويتابعون تحركاته بحذر، فلا هم مقبلون على الحق ولا هم محجمون عن ظلمه، فالظل هو ما ينجذبون إليه ويبحثون عنه كلما تحرك لذلك الأفق، وإن كنا إحقاقا للحق نقول إنهم مع سياساتهم تلك يميلون يمنة ويسرة في سبيل الإيحاء محايدون يسعون للحق دون غيره.
نعم قد يتعامى العالم اليوم عن فساد الأسرائيلي وجرم أفعاله، ولكن التاريخ أبلغنا أن دوام الحال من المحال، وأن الشعوب لا تقبل الانهزام ولا الاحتلال ولا تدنيس المقدسات ولا تزوير التراث، بل إن إحجام بعض الأوساط الإعلامية والقنوات الفضائية هذه الأيام عن إيضاح حقيقة المحتل الأسرائيلي وتحركاته، كان سببا في تتبع الشباب لأخباره وأخبار حلفائه، والإعلان عن رفضهم لأي ظلم وتطاول سواء نالهم أو نال غيرهم، ومجرد النظر نظرة سريعة لما دخلت تلك المجندات الى الحرم الأبراهيمي