هل نحن على أعتاب أربعة شهور من المفاوضات الحقيقية, أم لهو سياسي؟
2010-03-07 18:17:35

أخيرا أعلنت لجنة المتابعة العربية يوم  الأربعاء الماضي في القاهرة موافقتها على إجراء مفاوضات فلسطينية _ إسرائيلية غير مباشرة لمدة أربعة شهور قادمة , وتأتى هذه الموافقة تلبية لرغبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي حرص دوما على الحصول على دعم عربي لاى حركة فعل سياسي فلسطيني لحمل العرب على تحمل مسؤولياتهم, بجانب حرصه على انتزاع موقف اسرائلى واضح بوقف كامل النشاط الاستيطاني في جميع الاراضى الفلسطينية بما فيها القدس كشرط واضح لبدء اى عملية تفاوضية مع اسرئيل , لكن تحت ضغوط أمريكية وأوروبية شديدة وغياب موقف عربي فاعل لدعم الموقف الفلسطيني اضطر الرئيس محمود عباس بقبول شكل المفاوضات غير المباشرة شريطة أن يحتضنها العرب رغم عدم الالتزام الاسرائيلى الكامل بالشرط الفلسطيني وهو الوقف الكامل للنشاط الاسرائلى في الاراضى الفلسطينية بما فيها القدس., وتخلى إسرائيل مؤقتا عن غايتها بان تكون هذه المفاوضات مباشرة دون وجود وسيط بين الإطراف.

 
السؤال الكبير المطروح اليوم هل إسرائيل اليوم مؤهلة لخوض مفاوضات حقيقية من شانها أن تفضي بنتائج ملموسة على الواقع في ظل القضايا المطروحة للمفاوضات وهى قضيا الحل الدائم؟؟
 
منذ الحادي والثلاثين من آذار مارس 2009 تحكم إسرائيل حكومة يمينية متطرفة جدا , جزء واسع من أقطابها يرفض من حيث المبداء الوجود الفلسطيني في فلسطين ويرفض تقديم اى تنازلات للفلسطينيين , وهذا ما أكده الرئيس الاسرائيلى شمعون بيرس في محادثات مغلقه مع مقربيه حين قال: " لن يستطيع نتنياهو التقدم في عملية السلام في ظل الائتلاف الحكومي الاسرائيلى الحالي الذي يسيطر عليه اليمين".
 
كل متتبع للشأن الاسرائيلى يتذكر تجربة نتنياهو خلال تطبيق اتفاق الخليل الذي وقع عليه شخصيا حين عجز عن إتمام تطبيق هذا الاتفاق تحت ضغط حلفائه من اليمين الاسرائيلى المتطرف والذي اعتمد عليه كحليف استراتيجي في كل محاولاته الوصول إلى سدة الحكم في إسرائيل.
 
فهل يستطيع نتنياهو اليوم إدخال حزب كاد يما إلى ائتلافه الحكومي؟ وتعزيز حكومته بعناصر اقل تشدد ؟ ويفوت الفرصة على اليمين من إمكانية فض الائتلاف الحكومي الحالي وإفقاد نتنياهو الحكم عند اى لحظة احتكاك حقيقي مع قضايا التسوية مع الفلسطينيين ويكون بذلك تخلى عن محاولته الاخيره لإحداث انشقاق دخل حزب كاد يما وضم سبعه من أعضائه لائتلافه الحكومي , بسبب علاقته السيئة مع زعيمة الحزب ليفنى.
من جهة أخرى ياتى هذا الإعلان عن بدء المفاوضات غير المباشرة في الوقت الذي تدور سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بين التزامها التاريخي بأمن ومصالح إسرائيل ومشاكلها الحقيقية في أفغانستان والعراق , رغم وجود رغبة أمريكة , أصابها الفتور,في ترسيخ صيغة معينة للحل السياسي في الضفة الغربية.
من جهة أخرى سوف تدور هذه المفاوضات في ظل الانقسام الفلسطيني الحاد وغياب إمكانية تنسيق المواقف بين قيادات الشعب الفلسطيني المتخاصمة.
في فلك الاستعداد الفلسطيني _ الاسرائيلى لانطلاق هذه المفاوضات الغير مباشرة تحت رعاية أمريكية في الولايات المتحدة الأمريكية بعد القمة العربية المقبلة المزمع عقدها في ليبيا بعد أسبوعين تقريبا , يدور الحديث عن عقد لقاء مرتقب بين الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية والمحامى الاسرائيلى "يتسحاق مولكو", يسعى خلاله الدكتور صائب أن تتناول المفاوضات غير المباشرة مواضيع التسوية الدائمة وخاصة مواضيع الدود والقدس واللاجئين , في الوقت الذي يسعى ميتشل مساعدة الأطراف على تحديد النقاط التي يجب التفاوض عليها والخروج بقرار مشترك بشأنها.
 
ويبقى السؤال المفتوح , في ضل معطيات الواقع الفلسطيني والاسرائيلى والعربي والدولي الذي سبقت الإشارة إليه,
هل بإمكان هذه الجولة من المفاوضات أن تكون جولة حقيقية تؤدى إلى نتائج حقيقية ملموسة,تفرض في نهاية المطاف إلى سلام حقيقي يحترم إلى حد مقبول الكرامة الوطنية الفلسطينية تقبله الأجيال ؟؟
أم تكون أربعة شهور من اللهو السياسي؟
 
                                                                 فريد حماد قديح
                                                    المختص في الشؤون الإسرائيلية
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق