كلّنا صحفيون...ولكن ! بقلم: عصام ابو دوله
2010-02-18 23:11:18
اصبح العالم صغيرا, وانكمشت الكرة الارضيه, وغدت قريةً صغيره لا غامض فيها ولا مجهول. انها العولمه التي تكشف النقاب عن مضامين الناس وشؤونهم وشجونهم. فلا اسرار بعد اليوم ولا هيمنة ولا احتكار للمعلومة والخبر!

لقد اصبح كلٌ منا صحفياً, يلتقط الصوره بهاتفه النقال, ويوزعها عبر الشبكات الالكترونيه الاجتماعيه كالفيس بوك وغيره. البيوت والمكاتب والمصالح والمصانع والشوارع مزروعةُ بالكاميرات التي تسجل وتوثق كل حركه. فالى اين المفر؟ لا اسرار بعد اليوم ولا لبس وغموض.

 المواقع الالكترونيه والصحف المحليه كثرت وتنوعت, وكلها تبحث عن الخبر غير العادي لتنشره على صفحاتها. كلنا نستعمل الكاميرات لنقل المعلومه مقرونةً بالصور التي تضفي المصداقيه على الخبر. المصداقية مطلوبه ولا عيب في تكريس التكنولوجيا الحديثه لمصلحة المتلقي.

في الاعلام, عزيزي القارئ, هناك الخبر الميداني, العادي والمصوّر, وهو خبز الصحفيين, الا ان الاعلام لا يتوقف عند هذا الحد, فهو واسع وفيه الاخبار وفيه الوثائق التاريخيه, وفيه الموقف والراي والفكره والرساله. للصحفي راي, وللمحرر راي وللكلتب راي وللقارئ راي! فهل اقحام الراي الشخصي امرٌ مشروعٌ في الكتابة الصحفيّه؟ تختلف الآراء حول هذا الشأن وتميل لترجيح اعطاء الكاتب الصحفي حق التعبير عن رايه الخاص ازاء هذا الخبر او ذاك.
يدور حديثنا عن الصحافة بشكلٍ عام, والصحافة منوعه, فمنها المقرؤة ومنها المسموعة ومنها المرئية ومنها الالكترونيه. الصحيفة والاذاعة والتلفزيون والانترنت وسائل اعلاميه غدت جزءاً من حياتنا اليوميه, ومنها نستقي المعلومه والخبر, ونطلع على راي هذا الكاتب أو ذاك.
صحافتنا العربيه هنا, في البلاد, ما زالت وللاسف, تفتقر للكوادر الصحفيه عالية  القدرات والمهنيه, والاسباب كثيره ومتنوعه. وليس بامكاننا الاشارة باصبع الاتهام الى هذا او ذاك. لغتنا العربيه ركيكةٌ وضعيفه لاننا لا نقرأ, ولا نهتم بتنمية قدرتنا اللغويه وهي الوسيلة التي من خلالها نكتب الخبر ونصيغه ليفهمه المتلقي بسلاسة ودون لبس وتعقيد.
المدارس والمؤسسات التعليميه لا تشجع على دراسة اللغه العربيه كما يجب! والوزارة المعنيه, معنيةٌ ربما بطمس معاليم اللغه وارباك الهويه! وهنا يكمن الامر. فلغتنا عبارة عن مزيج من العربية والعبريه والانجليزيه, وصحفيونا, ولا نجمل, يعرفون القليل من العربيه والقليل من العبريه والقليل من الانجليزيه, وليس على هذه الشاكله تؤكل الكتف!!
كانا صحفيون! هذا صحيح. كلنا ننقل الخبر وبسرعه الى الجماهير وهذا صحيح, لكن السؤال المطروح هو كيف ننقل الخبر؟ وباي شكل وباي مصداقيه؟ ومن المنتصر في الصراع التاريخي الاعلامي المعروف ما بين السرعة في نقل الخبر والدقه في تفاصيله؟! اسئلة كثيره ما زالت مطروحة في هذا السياق, وهي اسئلة هامه تنتظر النقاش والحوار,  فاين منابرنا ومؤسساتنا الاعلاميه المفتوحه لمثل هذه الامور الصحفيه المبدائيه؟
كلنا عزيزي القارئ صحفيون...ولكن! مع تحياتي...عصام ابو دوله          
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق