أهمية المخيمات الصيفية بقلم: جريس حبيب الياس
17/07/2017 - 10:29:37 pm

أهمية المخيمات الصيفية بقلم: جريس حبيب الياس

في هذه الايام، ايام العطلة الصيفية، تقام المخيمات الصيفية لطلاب المدارس والروضات في شتى المواضيع الترفيهية، الرياضية، التعليمية، التثقيفية والابداعية.

قبل بضع سنوات (ايام الوزير شاي فيرون) تحركت وزارة المعارف وعملت على تمويل المخيمات الصيفية للصفوف الاولى والثانية والثالثة وأجازت للسلطات المحلية تفعيلها بشكل مباشر أو توكيل جهات اخرى لتفعيلها، أما مجلسنا المحلي نأى بنفسه عن تفعيلها رغم أنه يملك الامكانيات المالية والقوى البشرية لتفعيلها دون ان يكلفه الامر شاقلًا واحدًا، ومن لا يعرف فليعرف أنّ مجلسنا يملك الكوادر الكافية والمؤهلة لتفعيلها لكافة الاعمار ولفترات طويلة وبتكلفة زهيدة فلديه قسم معارف ومركزان ثقافيان ومركز بايس والعشرات من موظفي المدارس ووفرة من المعلمات والمعلمين ذوي التخصصات والكفاءات العالية.

وتجدر الاشارة والتذكير لمن نسي أو تناسى الى انّ المجلس المحلي في الماضي غير البعيد اقام المخيمات الصيفية ودعمها بالقوى العاملة والتكاليف واكتفى بجباية رسوم رمزية من الأهل ودعم العائلات المستورة ووحد في مخيماته ابناء وبنات القرية من شرقها الى غربها ومن جنوبها الى شمالها.

والسؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح: لماذا يتهرب المجلس المحلي من هذه المسؤوليات البديهية تجاه أبنائه وبناته وأهاليهم، ولماذا يترك ساحته للمؤسسات الدينية للقيام بهذه المهام، وقد لفت الكثيرون انتباه المسؤولين لهذا التقصير الصارخ، لكن الأمر – للاسف الشديد – لم يحرك لديهم جفناً وكأن الأمر لا يعنيهم ولا علاقة لهم بذلك.

الشكر كلّ الشكر للمؤسسات التي تنظم المخيمات الصيفية لفترات قصيرة مضطرة لجباية مبالغ لا بأس بها من المشاركين، الامر الذي يشكل عبئًا ماديًا على الاهالي والانكى انه يحرم الكثيرين من المشاركة فيها لأسباب ماديةُ وعقائدية وعقيدية.

اعود واؤكد ان المخيمات الصيفية ليست فقط للتسلية والترفيه وقضاء الوقت، وهي ليست مجرد ترتيب وتنظيم الاوقات في العطل حين يكون الاهل في أشغالهم، وهي ليست مجرد الحماية من قيظ الصيف وأخطاره. فهي ترعى المواهب وتفجر الطاقات الكامنة في اجيال المستقبل وتثقيفهم في امور لا تتطرق اليها المدارس كما وتنمي وتقوي مكونات شخصية الانسان الوطني وتصقل هوية ابنائنا وبناتنا وتفتح أمامهم مناهل الثقافة والحضارة.

وتتضاعف اهمية المخيمات الصيفية في غياب حركات الشباب والشبيبة في مجتمعنا مستثنيًا الحركة الكشفية الاورثوذكسية، فمن - يا قوم – المسؤول عن هذا؟

واضح ومؤكد اني أُحمل المجلس المحلي رئيسًا وأعضاء مسؤولية هذا التقصير مطالبًا اياهم طرح هذا الموضوع على طاولة الدراسة والبحث، فالأمر يستوجب التفكير والتخطيط والتدبير خاصة وانتم وليس احد غيركم، المسؤول عن تربية وتثقيف الاجيال الصاعدة وحمايتها من الانزلاق هنا وهناك.

وفي الاخير ارجو وآمل ان يجد هذا التوجه آذانًا صاغية وقلوبنا نيرة وعقولاً متنورة وارادة صلبة لتدارك الامر وايجاد الحلول اللائقة والمناسبة، والكف عن تحميل الحكومة والوزارات هذا التقصير، في حق أبنائنا وبناتنا مذكرًا اياهم بالمثل  العربي البسيط والأصيل "ما بِحُك جلدك إلا ظفرك".



المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق