ثمّة بديل راضي كريني
28/06/2017 - 09:47:52 am

بعد انسحاب الجنرال عميرام ليفين من التنافس، بقي ثمانية متنافسين على منصب رئيس حزب "العمل"، في الانتخابات الداخليّة التي ستجري في 4-7-2017. يمثّل المرشّحون خطّين: الأوّل، يدعو إلى ترشيح رئيس حزب العمل على رأس قائمة الانتخابات البرلمانيّة، ومن ثمّ، بعد  ظهور نتائج الانتخابات، يتمّ دعوة القوى المناهضة لسياسة اليمين الفاشيّ برئاسة بنيامين نتنياهو؛ لتشكيل حكومة برئاسة الأوفر حظًّا.  والثاني، يدعو إلى تشكيل تحالف قبل الانتخابات، بين قوى سياسيّة فاعلة، ومناهضة لسياسة بنيامين نتنياهو، ومن ثمّ يُجري هذا التحالف انتخابات داخليّة لاختيار  قائده الذي سيرأس قائمته البرلمانيّة، وفي حالة فوزه يعمل على تشكيل ائتلاف حكوميّ، وأقوى ممثّل لهذا الخطّ هو  يتسحاق هرتسوغ، رئيس الحزب الحاليّ  الذي يتطلّع إلى تشكيل حلف يخوض الانتخابات بقيادة إيهود باراك، رئيس الحكومة السابق.

يعتقد غالبيّة المراقبين والسياسيّين و... أنّه من الصعب أن يتغلّب مرشّح حزب العمل على بنيامين نتنياهو في تشكيل الحكومة القادمة، بينما يعتقدون أنّ بإمكان إيهود باراك، إذا فاز بقيادة التحالف، المنوي تشكيله قبل الانتخابات، التغلّب عليه.

ويؤكّد باراك في خطاباته، وتصريحاته، و... الأمنيّة والسياسيّة على أهميّة  "الطلاق"  من الفلسطينيّين، والبدء بحلّ الدولتين، وبإجلاء بعض المستوطنين؛ لكي لا تنزلِق إسرائيل إلى مأساة دولة فصل عنصريّ (حسب تعبيره)، وإلى اغتصاب القانون الدوليّ والإسرائيليّ، وإلى حرب أهليّة تنهي الصهيونيّة، كما جرى في بلفاست والبوسنة وجوهانسبورغ.

تقول هيلاري كلينتون في كتاب مذكّراتها "خيارات صعبة" (ص 303) إنّ بيبي نتنياهو قال لها ما نصحته مارغريت تاتشر، رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، بعد فشله أمام باراك على رئاسة الحكومة، نصحته: "أن يتوقّع دائما ما هو غير متوقّع"!

وأنا  كقرويّ، تعلّمت من ليالي السمر مع الأجداد والجدّات؛ أن "نتوقّع العاطلة قبل المليحة"! و"  إن كان أبوه يجبّرها بعد ما تنكسر، فأبوي كان يجبّرها قبل ما تنكسر"! لذلك أتوقّع أن نطرح بديلا مفاجئًا للحسابات الأمنيّة التي تستدعي أمثال باراك، بديلا سياسيًّا قادرا على إسقاط بيبي، وأن لا نتقيّد بمعادلة هرتسوغ.

قرأت مقال  رئيس القائمة المشتركة، النائب أيمن عودة، في ملحق الاتّحاد، يوم الجمعة الماضي، فجبّرها قبل أن تنكسر، وشخّص: إنّ نتنياهو الأكثر تذويتًا لوزن المواطنين العرب، يحقّق هدفه بعزلنا الطوعيّ نحن لأنفسنا بذرائع "النقاء الأيديولوجيّ"! ولكنّه يتلقّى ضربة قاسية لو وضع ممثّلو المواطنين العرب وحلفاؤهم اليهود وزنهم الكميّ والنوعيّ في معادلة واسعة لإسقاطه مع حكومته الأكثر تطرّفًا، وإذا كنّا نستطيع أن نساهم بقوة في إسقاط حكومة نتنياهو؛ فهل نحجم؟!

التقيت النائب أيمن في واجب عزاء، وأبديت له حماسي للفكرة، وذكّرته بما كتبته في يوم 8-6-2017، في الاتّحاد، كنت كتبت: " لا تكفي مواجهة سياسة التمييز والانتهاك والتعدّي على حقوق الإنسان وحريّته و...، خصوصا إذا كانت هذه سياسة عنصريّة ومنظَّمة وممنهَجة، بالمؤتمرات والندوات و.... والإضرابات والمظاهرات (العربيّة)، والتوجّه للهيئات الدوليّة فقط، رغم أهميّتها و....  كذلك الآن لا نستطيع أن نقوم بثورة أو انقلاب ضدّ هذه السياسة الفاشيّة و... لكن،  نستطيع أن نسهم في توحيد كلّ القوى السياسيّة العربيّة واليهوديّة، ... وأن نجعل من يوم الانتخابات البرلمانيّة طفرة فاصلة بين تراكمات كمّيّة تقدّميّة وتحوّلات إستراتيجيّة كيفيّة بعيدة المدى. ".

 

 

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق