هل نستطيع أن نميّز بين قاطفي رؤوس عقلاء وآخرين حمقى؟! راضي كرينّي
2015-04-29 09:17:39
قطْع الرؤوس لم يبدأ بداعش ولم ينتهِ به، ولم يبدأ باحتلال فلسطين ولم ينتهِ به؛ فقصف المخيّمات الفلسطينيّة بالمدفعيّة، وحرق المواطنين الفلسطينيّين بقنابل النابالم، وتطاير لحمهم على أسلاك الكهرباء والتلفون،كما أراد موشي ديّان وحصل عند احتلال مخيّم عقبة جبر قرب أريحا في حرب حزيران 1967، هو الحلّ الأمثل وهو السلوك الذي يحاول أن يقلّده بعض وزراء الحكومة الإسرائيليّة، وعلى رأسهم أفيغدور ليبرمان وزير خارجيّة إسرائيل.
ألم يصرّح المستوطن والفاشيّ الصغير الأزعر أفيغدور ليبرمان بأنّ على الإسرائيليّ أن لا يكون أحمق وأن يعرف ويذوّت عدم وجود مكان هنا للعربيّ الفلسطينيّ الذي يرفع الراية السوداء في يوم النكبة في فلسطين، وعليه أن يبحث عن وطن بديل في الدول العربيّة التي ترفضه؟! ألم ينادِ بقطع رؤوس الفلسطينيّين الرافضين لسياسة الاحتلال الإسرائيليّة بالبلطة/بالفأس؟! (راجعوا محاضرة ليبرمان في أوائل آذار الفائت، أثناء المعركة الانتخابيّة في مركز متعدّد المجالات في هرتسليا).
وفي آخر تقليعة لليبرمان المرشّح لاستعادة حقيبة وزارة الخارجيّة، وللاستمرار في تمثيل الديبلوماسيّة الإسرائيليّة (كما نشرت صحيفة "هآرتس" يوم الثلاثاء 21-4-2015)، قام حرّاس الأمن الشخصيّ لليبرمان، من رجال الأمن العام (الشين بيت) بمنع فلسطينيّ من حصاد قمحه، المزروع في حقله/أرضه، لأنّه اقترب من سياج مستوطنة "نوكديم" حيث يسكن المستوطن ليبرمان!!
عرفنا عدّة أساليب/سيرورات وطرائق اتّبعتها وتتّبعها سلطات الاحتلال الإسرائيليّة لنهب الأرض الفلسطينيّة و"تطهيرها" مِن أصحابها الشرعيّين، لكنّنا لم نتوقّع استخدام حرّاس الأمن الشخصيّ للوزراء في هذا النهب والتطهير!! 
لا أستبعد أن تسنّ "الكنيست" في المستقبل قانونًا يجيز لرجال الأمن أن يعلنوا عن بعض الأراضي الفلسطينيّة بأنّها محميّة طبيعيّة أو "أراضي دولة" أو منطقة عسكريّة مغلقة أمام الفلسطينيّ ومزروعة بالألغام وجاهزة للتدريبات العسكريّة لفتيان التلال وتدفيع الثمن؛ كي تصبح مفتوحة على مصراعيها وآمنة ووافرة المزروعات والمياه أمام باقي المستوطنين المحتلّين!!
الأراضي الفلسطينيّة في المناطق المحتلّة هي مناطق محظورة أمام استخدام الفلسطينيّين، إذ يحظر عليهم المكوث فيها والبناء عليها واستغلال آبارها ومواردها الطبيعيّة و...وأن ترعى مواشيهم عشبها الأخضر بمسوّغات وبمسمّيات وبذرائع مختلفة كإعلان جزء من الأراضي "أراضي دولة" أو منطقة عسكريّة أو محميّة طبيعيّة أو ... أو تابعة لمستوطنة! 
كيف للفلسطينيّ أن يعيش فوق أرضه ما دام الاحتلال يمنعه ويحرمه من بحريْه وخيراتهما ( البحر المتوسّط في قطاع غزّة والبحر الميّت في الضفّة الغربيّة) ومن الخدمات الأساسيّة كالكهرباء، ومِن حفر الآبار واستخراج المياه ومن بناء المدارس والمستشفيات، ويقوم بتدمير اقتصاده واستثماراته السياحيّة و... وبهدم تجمّعاته السكانيّة، ويرفض ترخيص أبنيته بذرائع أمنيّة وعسكريّة (الأمن والعسكرة من اختصاص اليهوديّ وحقّه فقط)، ويصدر أوامر إخلاء ويصادر الأرض والمواشي والجرّافات و... ويفرض الغرامات الماليّة الباهظة على "المخالفين" المواطنين الفلسطينيّين و... ويحاصرهم بجدار الفصل والنهب العنصريّ، ويشغل أمّتهم العربيّة والإسلاميّة بداعش وبحروب الوكالة و... ويغرقها بالفساد والسبات؟!
لا تظنّوا أنّ الاحتلال الإسرائيليّ فرعون لا يُقهر، لا؛ فصراخ المحتلّ وكذبه وكراهيّته ووقاحته تتناسب طرديّا مع مسكنة الضحيّة وخضوعها إليه!
نعرف انّ الجهل الداعشيّ والظلام العربيّ يشلّ المقاومة الفلسطينيّة ويبطئها ويطفئ جذوتها، ولكن ماذا مع الغباء المتعمّد؟!
ما رأيكم بقول مارتن لوثر كنج: "لا شيء في العالم أخطر من الجهل الخالص والغباء المتعمّد"؟!
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق