نظرة على كتاب: عرب جيّدون لهليل كوهين أ. د. حسيب شحادة جامعة هلسنكي
2015-03-05 16:40:53
הלל כהן, ערבים טובים. המודיעין הישראלי והערבים בישראל: סוכנים ומפעילים, משת’’פים ומורדים, מטרות ושיטות. ירושלים: כתר, u32  תשס’’ה, 307 עמ’.
هليل كوهين، عرب جيّدون/صالحون. أجهزة الأمن/المخابرات الإسرائيلية والعرب في إسرائيل: عملاء ومُشغّ  ّلون، متعاونون ومتمرّدون، أهداف وأساليب. القدس: كيتر، ٢٠٠٦، ٣٠٧ ص. 
 
د. هليل كوهين باحث ومحاضر إسرائيلي جامعي متخصّص في شؤون الشعب العربي الفلسطيني وعلاقته بالصهيوني  77 ة. ولد عام ١٩٦١ وتعلّم العربية بمخالطته العرب في قرى منطقة القدس وفي مخيم الجلزون. تناولت رسالته لشه 5ادة الماجستير موضوع “ لاجئو الداخل” وصدرت في كتاب عام ٢٠٠٠، أما أطروحة دكتوراته فكانت عن المتعاونين الفل  لسطينيين مع اليهود في فترة الانتداب البريطاني ١٩١٧-١٩٤٨، وصدرت في كتاب سنة ٢٠٠٤ تحت عنوان “جيش الظلا  04 ل”. الكتاب قيد العرض متوفّر أيضاً بالعربية، ترجمة السيد عصام عراف، ويجدُر بكل مثقّف عربي الاطّلاع عليه.
مهنة التجسّس والجاسوسية قديمة قدم الوجود البشري على وجه هذه البسيطة، مثلها مثل العهارة مثلا. يتأل e1ّف كتاب كوهين من سبعة فصول: بداية صداقة رائعة: نشوء طبقة المتعاونين/المخبرين؛ الشيوعيون ضد السلطة  ة والمتعاونون ضد الشيوعيين؛ مقتحِمو الحدود، متسلّلون، مهرّبون، جواسيس؛  أرض محروقة، المعركة على الأرضœ 3 ؛ يكوون الوعي، رموز، تفوّهات، تربية؛ عهد/تحالف الدم، الجنود العرب في الدولة اليهودية؛ الأخ الكبير، اللجان القطرية -، هيمنة حميمية. 
هناك خلاصة، تسع صفحات، في نهاية الكتاب، تتلوها ملاحظات مقسّمة وفق الفصول فلائحة مصادر ففهرست أبج  83 دي. اتكأ المؤلف في إعداد هذا البحث، في المقام الأول، على أرشيفات أجهزة الأمن الإسرائيلية المختلفة:!  أرشيف دولة إسرائيل؛ أرشيف جيش الدفاع الإسرائيلي والمنظومة الأمنية؛ أرشيف تاريخ الهاغاناه؛ الأرشيف الص  607 هيوني المركزي. لا يحيد المرء عن جادّة الصواب إن قال إن حالة العرب في البلاد ذات طابع فريد من نوعه، ل لا مثيل لها في أية دولة أخرى. أهل البلاد الأصليون الذين يُطلق عليهم أسماء كثيرة مثل عرب الـ ٤٨؛ عرب الداخل؛!  عرب إسرائيل؛ الأقلية القومية العربية في إسرائيل، القطاع العربي، غير اليهود في البلاد إلخ، أشير إ u1604 ليهم حتى مدّة  قصيرة بالاسم “عربي/عربية” في بطاقات هويّاتهم، وهذه الصفة لم ترد في أية بطاقات هوية أو جوا 'c7زات سفر في كافة الأقطار العربية. هؤلاء العرب، الأكثرية في البلاد منذ القرن السابع، أصبحوا بين ليل  577 ة وضحاها، أقلية بُعيد العام ١٩٤٨، إذ هُجّر قرابة السبعمائة ألف فلسطيني وأصبحوا لاجئين. أجهزة الأمن اليهود  10 ية المختلفة كانت قد اخترقت عرب البلاد حتى النخاع قبل قيام إسرائيل وحتى يوم الناس هذا. من أهدافها ال e1أساسية تفتيت النسيج  القومي والاجتماعي للعرب، انتهاج وتنفيذ سياسة ”فرِّق تَسُد” التي استخدمها الانتدا! ب البريطاني من قبل (divide and rule, divide et impera)؛ زرع جوّ متوتّر من الشكوك والحزازات بين الناس؛ مصادرة الأراضي؛ العمل من أج cل تحقيق مقولة: عرب أقلّ على أرض أقلّ؛ ضرب الحزب الشيوعي؛ تهويد الجليل كما حدث مثلا في صفد وطبريا؛ التشديد!  الدائم على المنافع الشخصية ووأد التوجّهات القومية الجماعية؛ تجهيل العرب وإبعادهم عن قوميتهم، أي  32  محاولة الأسرلة والتأسرل بعد العبرنة والتعبرن. ليس سرّا أن تعيين المعلّمين والمدراء والمفتّشين في الوسط   1575 العربي، كان وما زال لحدّ بعيد، يعتمد أساسًا على توجهاتهم السياسية ورضا أسيادهم عنهم، وهذه السياسة c9 أدّت إلى تدهور مستوى التربية والتعليم. أولئك المتعاونون مع السلطات الإسرائيلية أطلق عليهم الحزب الشيوع  10 ي، العربي اليهودي، اسم “الأذناب” وثمة أسماء ونعوت أخرى دارجة مثل: عميل، جاسوس، خاين، مبيوع، فسّا 'c7د. ويذكر أن السياسة الرسمية الإسرائيلية استغلّت وما زالت تستغلّ وجود نوّاب عرب في الكنيست لتلميع وجهها و  1587 سمعتها في الساحة الدولية، لا سيّما عندما ارتدى النوّاب العرب التابعون لحزب مباي (حزب عمّال أرض إسž 5 رائيل, מפא’’י ) الكوفيةَ وألقوا كلماتِهم بالعربية وأثنوا على إنجازات الحركة الصهيونية المتمثّلة بخاصّة ب  05 مكانة الدولة العبرية عسكريا. 
لا ريب في أن الانفصال عن القومية العربية يتجلّى بصورة قاطعة في الانخراط في الجيش الإسرائيلي. طرْح  2  فكرة تجنيد العرب المسيحيين في صفوف جيش الدفاع الإسرائيلي ليس جديدا ولم يبدأ بالكاهن جبرائيل نداف    وزمرته. نادى بذلك، على سبيل المثال، جريس خوري، ابن قرية الطيبة بالقرب من رام الله، الذي كان سكرتير بلدية   1581 حيفا الانتدابية. أرسل خوري رسالة إلى وزير الخارجية الإسرائيلي موشيه شاريت (ت. ١٩٦٥) عام ١٩٤٨ بهذا الص 'd5دد وضمّنها خطّة لإنشاء منظّمة مسيحية إسرائيلية هدفها نشر الدعاية الصهيونية بين مسيحيي الشرق الأوسط وفي   575 الدول الغربية. أمل، والأصح في تقديري توهّم، المسيحيون أن التجنيد سيوفّر لهم حقوقا كاملة ومتساوية   01 في دولة إسرائيل. ونذكر هنا أيضا محاولة إلياس مطر العيلبوني  في خمسينات  وستينات القرن الماضي، القاضية بتج  606 نيد أهل بيته وبعض المقرّبين للجيش الإسرائيلي، وكان المطران الأسبق مكسيموس الخامس حكيم (ت. ٢٠٠١) قد   571 أيّدها. رأى الجمهور العربي المسيحي بمثل هذه المحاولات ’’الجنون بعينه‘‘. 
انتهجت حكومات إسرائيل وما زالت تصعّد سياسة التمييز العنصري ضد عرب البلاد في أشكال وتحت مسمّيات وق deوانين عديدة؛ الولاء للدولة يعني نيل حقوق أكثر؛ محاولة بلورة هوية جديدة ”عربي إسرائيلي“ إلخ. لا ن 4ضيف أيّ جديد في قولنا إنّ سنّ القوانين التمييزية المتنوعة مثل منع إحياء ذكرى النكبة ومعاقبة المخالفين لا 7 يلغي المشكلة. النكبة مثلا ليست ذكرى تاريخية فحسب بل واقع معاش يومي ومستمر. من الواضح أن عملية الأس d3رلة والتأسرل منذ سبعة عقود وحتى الآن قد باءت بفشل ملحوظ. من أسباب هذا الفشل الأساسية كون الدولة اليهودية   1608 والحركة الصهيونية لم توفّرا لعرب البلاد أيّة وسيلة أو إمكانية حقيقية للانخراط الحقيقي والتأثير ف  10 ي الدولة. بين دفّتي كتاب كوهين مادة غنية جدا وموثّقة حول دور المتعاونين العرب منذ ما قبل قيام الدولة وحتى   1576 بداية القرن الحادي والعشرين في تزويد المعلومات وفي الوشاية لأذرعة الأمن الإسرائيلية المختلفة وعل 1اقاتهم مع مشغليهم، أسيادهم. لا ريب أن حالات مثل أولائك العملاء النفسية قبل الانزلاق وبعد التورّط جديرة ب  75 البحث النفسي والموضوع لم يُبحث بما فيه الكفاية وفق معرفتي المتواضعة في هذا المجال. من علامات هذه ا  04 لعمالة الخارجية التحدّث بالعبرية أو بعربية مطعّمة حتى التخمة بألفاظ وعبارات عبرية. ويبدو أن التصريح الآت aي الذي نُسب للجاسوس، أمين الحاج اللبناني، المعروف باسمه الحركي رومنغي، كان قد خدم إسرائيل في خلال!  ثلاثة عقود ناقلا لوحدة الاستخبارات ٥٠٤ معلومات هامـّة جدا عن فلسطينيي ليماسول ووصولهم للبنان بحرا. يقول   584 ذو الشاربين المفتولين ’’ألقت بي المخابرات الإسرائيلية ككلب ضال، أعيش في إسرائيل بوثيقة سفر مؤقتة  548 ، بدون أية حقوق، وبدون تأمين صحي‘‘. 
إزاء هذا الوضع التعيس يتساءل المرء بكل موضوعية: كيف من الممكن للدولة الإسرائيلية أن تحرز سلاما مق! بولا عادلا مع الدول العربية، مع قرابة الأربعمائة مليون عربي، في حين أنها لم تفلح بإنجاز هذا المبتغ  غى مع المواطنين العرب في مسقط رأسهم، زهاء المليون ونصف المليون 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق