هواجس حول مشروع نقد الأديان : كميل فياض
2015-02-25 16:50:19
لو ان لجان بحث علمي من كل طائفة من المذاهب الدينية ، تقوم بتطبيق دراسة منهجية عقلية على اديانها ، لثبت ان جميعها ليس من عند الله ، حتى الله الذي بمفاهيمها هي جميعًا ، اما الله العرفاني فهو ابعد بكثير عنها .. واول حجة ان عالم تتعدد فيه الديانات بهذه الكثرة وتختلف وتتناقض الى تلك الحدود ، لا يمكن ان يكون مصدرها الكمال المطلق . وعلى فرض وجود هذا الاله المطلق الكمال والقدرات ، لا يمكن ان يترك تعريفه لاحد سواه ، والتاريخ يشهد صراع من مليارات الطرشان حول الله وخلقه وغاياته ، ويشهد تلال من الكتابات الصماء العمياء حول الله وخلقه وغاياته ، فهل الكمال المطلق عاجز الى هذا الحد عن تعريف نفسه بنفسه لخلقه ، كما تعرِّفنا الشمس  بنفسها عن نفسها وهي مخلوق من مخلوقاته ، كذلك النملة والنحلة الخ .. ! 
اقول مثلما تحررت البشرية من سيطرة الخيال الاسطوري وتعدد الالهة في الازمنة الماضية ، عليها ان تتحرر من الاله الواحد الغيبي ايضًا ، فما هو الفرق بين غيب يُصدِّر لنا تعددية ، وغيب يصدِّر واحدية ؟ الغيب هو الغيب والجهل القديم بالحقيقة هو ذاته الجهل فيما بعد ، طالما لا نملك اتصال مباشر لا وسائطي  بالحقيقة  ، كما حالنا مع الشمس والنمل والنحل ..  فعلاقتنا بحقيقة الشيء ليست علاقة ايمانية ، وليست علاقة تفسيرية او تأويلية ، بل هي علاقة وجود حي مباشر كلنا نشترك فيه وفي ادراكه سواسية ، تماما كالرياضيات ، 1  + 1 = 2  عند الجميع وبالبداهة ، عن الاسود والابيض والقديم والحديث والمريض والصحيح ، وحتى الهمجي والمتحضر لا يختلفا حول مبادئ العقل وبديهياته ..
طيب اذا كان الله الذي هو الكمال المطلق لا يتدخل في خلقه لفرط كماله فرضًا ، اليس اولى من بعده ان يتدخل العقل وهو مخلوق من مخلوقاته ..؟ لماذا اذن نقدس الايمان الذي يبني نفسه على منطق الفهم الاسطوري ،ونفضله على العقل المبني فطريًا على منطق علمي واقعي وسليم .. ؟  
 
 مظاهر المنطق الاسطوري في الحياة الدينية  :
في الواقع لو القينا الضوء على مظاهر الفهم والتقبل الاسطوري في الحياة الدينية ، لوجدناها عند جميع الاديان والمذاهب ، في اليهودية وفي النصرانية وفي الاسلام وفي المذاهب الضمنية ، وهذا يحتاج الى جهد املك الفكرة فيه ولا املك الرغبة ولا المروة  ولا التوفر لبعضه – على الاقل – في الوقت الحاضر ، حتى اضع ادلة وشواهد من الاديان نفسها على ما فيها من تناقضات وسخافات لا يقبلها العقل السليم .. 
وهناك حركة نقدية علمية منها الاكاديمي ومنها الحُر ، لدى مختلف المذاهب الاسلامية ، ضمت نخبة من مفكرين ومثقفين ، هي في تزايد عددي ونوعي متصاعد مع تصاعد التطرف والارهاب ، والحاجة للمواجهة في الاعماق والاسس ، التي قامت عليها خرافات الاديان واحقادها التي هي من خرافات الانسان واحقاده ، ليست من عند اله ولا من عند عقل ..
 
كميل فياض
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق