الراي الحر | وخيرُ جليسٍ في الزمان كتاب !!! بقلم : د.نجيب سلمان صعب /ابوسنان

الخميس 02.05.2024

اخبار

الرئيسية >> الراي الحر

(اضف تعقيب)

وخيرُ جليسٍ في الزمان كتاب !!! بقلم : د.نجيب سلمان صعب /ابوسنان

2015-02-18 20:37:42

هذه العبارة نعرفها جميعاً منذ العصور العابره , وهي بالطبع لم تصدر عفواً وتُنشر على الملاً , وإنما صدرت او قيلت بشكل مدروس وبعد تفحيص وتمحيص , وبدون ريب بعد تجارب جمة توصل السالفون الى الأخذ بعين الاعتبار هذه الكلمات , لما تنطوي عليه من معانٍ اعمق بكثير من المعاني السطحيه التي قد يدركها المرء وكل حسب مزاجه وأهوائه .

وفي كثير من الاحيان ايها القراء الاعزاء يفقه قارئ هذه الكلمات ويدرك معناها بالكامل , وكذلك في كثير من الاحيان تُدرَك معانيها إلا انها تكون مقرونة باستهتار وربما استهزاء ,

ويمكن ان تكون ايضاً ملاحظات قد تحط من قيمه الكتاب هذا او ذاك .

وأني في هذه السطور صمّمت أن اقف الى جانب الكتاب كما وقف الكثيرون من الادباء وأرباب الفقه واللغة اقف الى جانب الكتاب ليس دفاعاً عنه , لأنه في نظري ليس بحاجه الى دفاع , الا اني بوقوفي هذا اعبّر عن مدى تقديري للكتاب , وارى كما نرى جميعاً تقريباً بأن الكتاب مظلوم في هذه الأيام , الكتاب مُهَمّش , الكتاب غير مُكترث به كما يجب , الكتاب يكاد يصرخ بصوتِ عالِ وكأني به يقول : ماذا فعلت ؟ لماذا هذا الفتور عني ؟ وهل لا يمكنني اسداء الكثير من المعلومات والقِيَم ؟ وهل تعود الامم بكاملها كل الى كتابه لينهل من جواهره ؟ وهل لا يكفي ما احتوي من القيم الانسانية والعلوم في شتى المجالات الحياتيه ؟ وهل تكفي الاختراعات التكنولوجيه والمواقع الالكترونية ؟ ومهما تقدمت وتطورت التكنولوجيا الحديثه هل يمكن الاستغناء عني ؟

في نظري كثيرة هي المساءلات التي يمكن للكتاب ان يطرحها ومثله يطرحها ايضاً الكثيرون في شرائح المجتمع على اختلاف منازلهم ومناصبهم ومكانتهم الانسانية , الاجتماعية , الادبية , والعلمية وحتى رجال السياسة .

وفي هذا السياق اود ان اتطرق الى بعض من الامور التي ينطوي عليها الكتاب , والتي تحثنا في الكثير من الاحيان للتوقف بعض الوقت عندها , فمثلاً ايها القراء الاعزاء . " الكتاب هو المعلم الذي يعلّم بلا عصا ولا كلمات ولا غضب , بلا خبز ولا ماء, بلا عقاب , إن دنوت منه لا تجده نائماَ , وأن قصدته لا يختبئ منك , إن اخطأت لا يوبخك ,وإن اظهرت جهلك لا يسخر منك ", هذا ما قالته اليزابت براونغ , وهذه الكلمات لها وقع عميق في النفس والشخصية , وتستوجب ادراكها وفهمها جيداً .

وفي مجال قراءة الكتب بودي التلميح الى ان الكتب التي تقرؤها يجب ان تختارها بعناية فائقة وبهذا تكون كأحد ملوك مصر الذي كتب على مكتبته : "عقاقير الروح " ويمكن ان ندرك مما كتبه هذا الملك أنه يمكن أن يكون قد قرأ كتب مكتبه بالكامل حتى توصل الى ما كتبه , وأظن أنه كان أوفى من اصحاب المكتبات البيتيه اللذين يجهلون معظم ما تحتويه كتب مكتباتهم , ولعلى أكون صائباً في هذه الملاحظه , على أمل أن أسدي نزراً يسيراً لصالح الكتاب , ولا اقصد أياً كان بل مجرد ملاحظه عامة .

اخواتي وأخواتي معشر القراء والأدباء والطلاب والشابات والشبان والأمهات والآباء اسمحوا لي أن انوة كالتالي : الكتاب جيد والذي يمكن ان يقع اختياركم عليه , ُيقرأ مرة في سن الشباب ومرة في سن النضوج ومرة اخرى في الشيخوخة ,حيث يعني ذلك في نظري ان هذا الامر كالبناء الجميل الذي يترتب أن نراه فجراً وظهراً وتحت ضوء القمر .

وفي ناحية اخرى اود أن اقولها صراحة ايضاً : يمكنك أن تكون سيّد الكتب لا عبدها, واقرأ لتعيش ولا تعش لتقرأ , لأنّ في ذلك أهمية كبرى في مصلحة المرء القارئ وكذلك في صالح الكتاب ذاته .

وكذلك أعزائي القراء ليس كل كتاب يمكن الاستفادة منه , فهناك بعض الكتب التي يمكنها أن تفسد الانسان كما يمكن أن يُفسد المرء صاحبه في بعض الاحيان .

وأخيراً لا بدّ لي من ألقول : أنّ هذه السطور تأتي فقط لحث الجماهير , كل الجماهير التي في غالبيتها تتحلى بالفتور عن قراءة الكتب , الأمر الذي يجب اعادة الاعتبار به وتقدير الامور من جديد انصافاً للكتاب لدى شرائح المتدينين والعلمانيين في مختلف اطياف المجتمع , علينا معاً جميعاً أن نعمل على تقريب الكتاب بمحتوياته المتنوعة, من الانسان , وألا يكتفي بما يراه ويقرأه بكل وسيلة أخرى , لأنّ الكتاب في نظري هو مرجع ولا يمكن الاستغناء عنه في أي زمان كان , فرفقاً به ورفقاً بنا نحن بني البشر , ذلك من أجل إثرائنا واستزادتنا بِكَمٍ وَكَيْفٍ اكثر من الثقافة والمعرفة .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير

تعليق فيسبوك

تعليقك على الموضوع