محمد كرد علي – في حطط الشام :عزت فرح
2014-08-30 18:42:35
فكرة  محمد كرد علي  حول سوريا – العداء بينه وبين المستشرق لامنس
محمد كرد علي ولد عام 1875: امه كانت شركسية ووالده تاجر من اغنياء دمشق من اصول كردية. درس الفرنسية على يد معلم خاص. كان لديه مبداّ ان يقراّ اكثر مما يكتب. 
تاّثر في  ثقافته من استاذه الشيخ طاهر الجزائري ومن قراءته القراّن الكريم, يقول في نهاية كتابه خطط الشام المجلد السادس:
" كان العامل الاكبر في توجيه ارادتي نحو الدعوة الى الاصلاح الاجتماعي. والاقدام على التاّليف والنشر واشرابي محبة الاجداد والتناغي باّثارهم, والحرص على تراث حضارتهم استاذي الاكبر الشيخ طاهر الجزائري , فما زلت الزمه منذ اتصلت به الى ان ذهب الى ربه"
 كان كثير السفر فسافر الى القسطنطينية ومصر ولبنلن وجال في اوروبا اربع مرات وعلى اثر ذلك كتب " غرائب الغرب", كما كان لمحمد عبده في مصر تاّثير كبير عليه.
ان فكرة محمد كرد علي حول سوريا اقصد سوريا الكبرى كانت ناضجة وواضحة, فقد اعطى لاقسام سوريا اسماء ولكنه يعلق على هذه الاسماء على انها جزء لا يتجزاّ من سوريا كوحدة واحدة.
انه يعتبر  سوريا وحدة جغرافية واحدة وهي وحدة لغوية واحدة وفي راّيه انها وحدة لغوية وتاريخية واحدة.
 هل يتحدث عن سوريا  ايام المسلمين, ام يتحدث عن تاريخ سوريا وتاريخ السوريين قبل الاسلام.
ان المستشرق لامنس يعتبر الاسلام في سوريا طبقة دقيقة  حسب ما جاء في كتابه سوريا تلخيص تاريخي( بيروت 1921 مجاد 1 ص 108
لقد راّينا ان هناك اسبابا كثيرة دعت كرد علي ان يؤلف كتابه  خطط الشام منها
1- رجال الغرب كتبوا عن الحضارة والحفريات وعن اقتصاد هذا البلد, بينما نحن كتبنا عن  بلدنا قليلا بلغتنا نحن اي ان المؤلف اراد ان يسد  هذا النقص
2- جاء هذا الكتاب ليسد هذا القراغ الكبير وليكتب التارخ شاملا بقلم ابن سوريا. فان كتاب الاب لامنس المستشرق عن سوريا وكتاباته في مجلة المشرق في بيروت عام 1898 كل هذا كان محفزا لكتابة خطط الشام
3- من المهم بمكان ان نشير ان الكتاب نشر في زمن قسمت فيه سوريا الكبرى من قبل الدول الكبرى الاستعمارية المهيمنة بعد الحرب العالمية الاولى الى اربع دول, لذلك كان الهدف من كتابة خطط الشام ان يعيد المؤلف الى الاذهان اذهان القارئ العربي صورة سوريا الكبرى كوحدة واحدة. 
 مغزى  خطط الشام وفحواه
 بعد سرد مصادر الكتاب  بالعربية والتركية والاجنبية, يعطي المؤرخ سردا  عن مفهوم الكلمة ( الشام), حدود سوريا, جغرافيتها , سكانها والشعوب العتيقة العرب القدامى الفرس واهل الذمة الى ان يصل الى العرب في سوريا يخصص لهذا الشاّن 100 صفحة من اصل 300 , اما بقية الصفحات فمخصصة للتاريخ الاسلامي حتى الصليبيين هذا المجلد الاول صدر في دمشق  عام 1925
خطط الشام معناه شوارع او احياء الشام , وصف  محمد كرد علي في مذكراته كتابه واسلوبه.
في راي كرد علي ان المؤلفين المتاّخرين لم يكتبوا تاريخا حتى انهم لم يفرقوا بين التاريخ الحقيقي والقصص, ويضيف قائلا جهدت الا يكون الكتاب قصة او اسطورة بتاتا ويستطرد قائلا تحدّثت الى العقل اكثر من حديثي الى العاطفة.
ان التاريخ السياسي للكتاب اوضح اسباب الاحداث التي حدثت وبعدها وصلت الى الاساس. 
في راي صاحبنا ان التاريخ هو ابن الحرية والانفتاح والتحرر, يقول انه لايكتب التاريخ  حسب ميله وحبه انما يجب ان يبحث عن الحقيقة وليس فقط ان يسجل الحقيقة.
لقد حث وشجع اصدقاء المؤلف بعد ان وضعت الحرب اوزارها اقصد الحرب العالمية الاولى ان يطبع الكتاب حتى لا يضيع بحثه سدى.
 في راي اصدقائه كما يقول هؤلاء -ان  الشعب الذي يطلب ان يتحرر, واجب عليه ان يكون له تاريخ حتى يرجع اليه.
الناقد الكاتب عارف النكدي كتب نقدا عن كل جزء صدر من هذا الكتاب , وفي هذا الشاّن يقول محمد كرد علي في مذكراته:
في طبعي ارى ان الناس يحبون النقد, كذلك لم انشر المديح والتهليل للكتاب لا في الكتاب ولا في المجلدات والجرائد انما انشر النقد لهذا الكتاب وهذا ما فعلت.
 العداء بين محمد كرد علي والمستشرق الاب لامنس
من بعض النقاط التي اوردها صاحبنا في مجلة المجمع العلمي وكان عضوا فيه  يمكن ان نلاحظ العداء التاريخي والاختلاف في وجهات النظر بين الرجلين( لامنس ولد في بلجيكا وتركها  وهو ابن 15 عاما , اقام في بيروت , درس واختص بالتاريخ الاسلامي وتاّّثر بكثير من المستشرقين مثل غولدتسهر,, نلدكه وكيتاني واخرين تاّثر منهم تاّثرا بالغا بمعاداته للاسلام .
وساّتي على بعض نقده لكتابات لامنس في الموسوعة الاسلامية النسخة الاولى في كتاباته عن الشام. 
ادّعى  الاب المستشرق لامنس ان اهمية العرب في احتلالهم لسوريا كان هدفهم الغنائم ليس الا,وتفنيدا لهذا الراي وردا عليه يقول كرد علي ان جيش  خالد ابن الوليد ضم 35 الف جندي كيف يمكن ان نسمي جيشا كهذا وبهذا العدد عصابات والكلام عن تلك الايام حيث عدد الجيوش لم يكن كيومنا من حيث العدد.
 كما يدعي المستشرق لامنس ان تاّثير الحضارة العربية زمن الامويين كانت في الشعر وان زعيم هذه الحضارة الشعرية كان الاخطل الذي كان مسيحيا كما هو معروف
 كيف لنا ان نتجاهل ترجمة كتب الطب والتنجيم عن اليونانية التي تمت بناء على طلب خالد بن يزيد , خالد هذا يقول كرد علي اسس المكتبة الاولى في دمشق وفي بلاد المسلمين قاطبة.
 اتفق الاثنان( كرد علي ولامنس) في امر واحد بالنسبة للامويين: ان تاريخهم لم يرق الى الموضوعية لانه كتب زمن العباسيين, لامنس ايّد الامويين لان دولتهم كانت علمانية وهو اي لامنس كان متعصبا ضد الاسلام.
يقول لامنس في كتابه( سوريا) عندما كتب عن الحركة القدرية ان هذه الحركة تاّثرت بمواطنين مسيحيين في سوريا, وهو راّي غير صحيح ولا دقيق كما يرى كرد علي.
كما يتجاهل لامنس من محاولات الخليفة الاموي الاول معاوية من اقامة  اسطول بحري, ولا يذكر  اساطيل الطولونيين والفاطميين التي نقلت مدة 400 سنة بضائع وصلت الى البلاد الاوروبية.
يتطرق لامنس الى افكار ابن تيمية يدعي بانها كانت رجعية وان تاّليفه كان مشوشا وكان يحارب افكارا تجديدية, ويجهد نفسه ان يوّدي  بابناء جلدته الى التعصب كما لا ياّتي لامنس على افكار كبار العلماء العرب عن ابن تيمية.
ان خالد  بن يزيد هذا النجم مذكور عند لامنس بسطر واحد مع ان خالدا  هذا بتعليماته ترجمت العلوم من السريانية واليونانية والقبطية الى العربية.
يذكر لامنس الاديرة التي اقامها الصليبيون في جبيل وطرطوس وبيروت ويتناسى انه منذ القرن الخامس الهجري كانت في سوريا مدارس مهمة حتى للطب والهندسة كما ورد على لسان محمد كرد علي في مجلة المجمع العلمي في دمشق.
لامنس مسرور من ان كرد علي اعتمد في كتابه خطط الشام على 695 مصدرا من ضمنها 100 مصدر اجنبي ولكن ضعف كرد علي انه يذكر المصدر دون ان يذكر  الطبعة وعدد المجلدات ورقم الصفحات.
 ويقول  لامنس كيف يمكن لكرد علي انه لايذكر كتبا مهمة عن الشرق وسوريا دون ان يذكر المستشرقين الانكليز والالمان مثلا كيتاني لديه كثير من  المعلومات القديمة والحقيقية عن موضوع احتلال العرب لسوريا , ادعى لامنس انه لا يمكن كتابة تاريخ الامويين مثلا دون قراءة ما كتبه المستشرق الالماني ويلهاوزن وان كرد علي ذكر مصادر لا يعرفها وانه قد اخطاّ في تفسير نصوص فرنسية.
اعتمد كرد علي على مؤلفين عرب مثل الواردي الذي قال انه في معركة اليرموك اشترك200 الف جندي بيزنطي واخيرا بامكاننا القول:
 نجد ان المؤلفين كرد علي ولامنس لكل منهما اتجاه هجومي على الاّخر وان كتاب محمد كرد علي خطط الشام هو جواب لتقديرات لامنس ووجهة نظره حول وظيفة العرب عامة والمسلمين خاصة في تاريخ سوريا
 
عزت فرح -  كفرياسيف
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق