كيف أنقذ قسّام الطفل امه؟- سعيد نفاع
2014-08-02 11:15:38
كان حائط البيت قابضا على رجلي أم قسّام بشدّة لا يريد لها أن تتركه ردّا لجميلها، إذ لم تتركه حين مزّقت الشظايا ظهره وظلّ واقفا. وإن لم يقو على الوقوف أكثر فسقط ،إلا أنه اتخذ له متكأ على كتف أخيه تاركا لقسّام وأمه التي كانت زرعته الحياة  وسط عامود سحاب وأرته النور بعد انقشاعه، فجوة وكوّة.
نام قسّام ملء عينيه ربّما للظلام الدامس الذي كان يلفه، وللمرة الأولى دون أن تستطيع أمه أن "توسده" ذراعها، وإذ  تمطّى على راحته حين عفا عن عينيه طول النوم، تناول ثدي أمه البقي مدلى على صدرها النائم يدرّ رغم رطوبة جسدها الحمراء الساخنة. 
ترك الثدي واللبَان يسيل على ذقنه، وحين أدار عنقه الغض تلقائيا، أو راحة له، في الاتجاه المعاكس وداعب عينيه الصغيرتين النور الآتي من الكوّة التي تركها الحائط ، حتى راح يحبو متسلقا الرمال نحو النور وربّما نحو أصوات آتية عبر الكوة، دون أن تقوى مناداة أمه إياه بعد عجز ذراعيها، على  صدّه.
وقف المُسعف المغبّر الوجه والثياب فاقد النطق والحركة وقسّام يحبو خارجا عبر الكوة هادئا يشق طريقه حبوا نحو النور متخطيّا وعورة المكان.  
سعيد نفاع 
ال31 من تموز 2014
   
      
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق