العقيد... والعقيدة الثابتة بقلم زايد خنيفس
2014-07-25 15:38:44
للأسف الشديد قرأت تعليقات في أعقاب إصابة العقيد غسان عليان، قائد وحدة جولاني، فبعضهم تمادوا بتعليقاتهم عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وهناك أشخاص تجاوزوا الخطوط الحمراء، نشكّك بهويّتهم وبمصدر إقامتهم، فالبعض منهم تمنّى الموت للعقيد. 
الحقيقة التي لا غبار عليها وهنا لا نكشف أسرارًا عسكرية، عليها تعتيم من الرقابة العسكرية، الجيش الإسرائيلي يضم في وحداته جنودًا وضباطًا من كل الطوائف العربية في البلاد لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا أقحم البعض مقام النبي شعيب في هذا السجال أليس شعيب عليه السلام خطيب الأنبياء؟ والفاتح صلاح الدين الأيوبي المسلم الشريف من رمم مقامه؟ 
من لا يعرف عليه أن يُدرك جيّدًا، أن عدد العملاء في قطاع غزة والضفة الغربية، ضِعف عدد الجنود الدروز في الخدمة الإلزاميّة والذي يجهل ذلك، نوجهه إلى وزارة الدفاع، لعلّها تعطيه الأرقام السرية وأنصح بعدم الدخول بالتفاصيل، لان قوة إسرائيل ليست وليدة الصدفة، بل لأن هناك خلف الشريط، عيون العُملاء تراقب ما يحصل في الضفّة الغربية وقطاع غزّة.
غسان عليان يتحمّل حرية اختياره لطريقه، كما يتحمل مئات الجنود في مختلف وحداتهم من العرب على اختلاف طوائفهم، خيار طريقهم ومن حق كل واحد أن يأخذ موقفًا من هؤلاء، ما دُمنا في مساحة الديمقراطية، لكن أن نُحمّل غسان عليان مسؤولية خيار قرار الحرب على غزة، متجاهلين أسباب قرار الحكومة، يوضَع في خانة الابتعاد عن الحقيقة.  وغسان عليان من الدوحة التوحيدية والتطاول من البعض على هذه الدوحة بكاملها هي خطيئة ومحاولة لرفع منسوب العواطف البعيد عن العقل  لا نعرف نتائجها وهي نصيحة ان نكون واعين ومدركين لأهمية الحفاظ على نسيجنا الاجتماعي .
من حق الشعب الإسرائيلي العيش بسلام ومن حق الشعب الفلسطيني العيش بكرامة، لكنّنا أمام ثلاث فئات، فئة تُقدّس الموت وفئة تقدس الحياة وفئة وقعت ضحية لمشروع التكفير والموت وإن جاز لي أن أذكر، بأن أعود إلى مشاهد سيطرة حماس على غزة في عام 2007، عندما داس رجال هذه الحركة صور القائد أبو عمار وألقوا من السطوح أبناء حركة فتح وقتلوهم في الشوارع، تناسوا في نشوتهم الانتقامية، أنهم يقتلون أبناء جلدتهم.
من لا يعرف، فإنّ جَد العقيد غسان عليان، المرحوم الشيخ حسين عليان، صاحب الفضل الأول، ببقاء المئات من أبناء الشعب الفلسطيني في زمن النكبة وإرجاعهم إلى بيوتهم، إن الذي يرفض معرفة هذه الحقيقة، فهذه مشكلته وعلينا واجب التوضيح. 
كافر، من لا يَعرف أحرف الإنسانية... من يرقص على جثث الضحايا... كافر وملحد من يقتل الأطفال والأمّهات والقاصرين والعُجّز الراقدين في بيوتهم ينتظرون تناول الإفطار الرّمضاني... كافر من يطلق الصواريخ على مدن البلاد قاصدا قتل الأبرياء. 
المهم المحافظة على مشاعر هادئة، مبتهلين إلى الله تعالى عشية عيد الفطر، أن تنتهي الحرب قريبًا. 
في كل الحالات نتمنّى الشفاء العاجل لكل الجرحى الأبرياء من أبناء الشعبين ورحم الله كل شهداء هذه الحرب ولا نستثني أحدًا ولا نتمنّى الموت لأحد، ففي السّماء رقيب وعلى الأرض بشر وعقيدة ثابتة. 
فمنك يا مولانا السلام وإليك يعود السلام... إن جَنَحوا للسّلم فاجنح لهم، صدق الله العظيم... سيبقى شهر رمضان رحمة لأصحاب القلوب الغليظة.
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق