السلوكيات والتصرفات ترجمة للأفكار بقلم د.نجيب صعب –ابو سنان
2014-06-16 12:40:38
حياتنا اليومية إن كانت في البيت , الأسرة , الناحية ,الحارة ,القرية وربما في المحيط القريب والبعيد أيضا زاخرة والحمد لله بكل ما هبّ ودبّ من التصرفات الايجابية منها والسلبية , والسلبية أو الايجابية تقاس بالطبع بالمدى النسبي لهذا الفرد أو ذاك , وما من شك أنّ هذه التصرفات , التفوهات , وربما التبجحات  أياً كانت لا ريب أنها صادرة عن أفكار من منطلق انّ النهج أو التصرف مهما وكيفما كان يعتبر بحد ذاته وبصدق ترجمة لما يجوب في أفكار هذا الفرد أو سواه فيما يقوم به من سلوكيات بمختلف الأشكال 
 فطالما الأمر كذلك فلا عجب أن نرى في ثنايا المجتمع وشرائحه وأطيافه , وقد يجوز أيضاً في مختلف طوائفه وملله أموراً وتصرفات قد يعجب لها أو يستهجن لها العقل والإدراك السليمين , خاصةً وأنّ هذه التصرفات إذا أمعنا النظر وعدنا إلى الوراء قليلاً لوجدناها منهجاً مقصوداً وليس صدفةً.
  جيداً أن تكون التصرفات والسلوكيات  ترجمة للأفكار , وجيد جداً أن تكون هذه التصرفات والأفعال في مكانها ومرتبتها الايجابية , وممتاز أن تكون بنوايا سليمة وطيبة وعن أمانة , وإخلاص وبدون مواربة أو خلل في النهج واعوجاج في المعاملة وربما تجني في بعض الأحيان . 
  كثيرون من بني البشر من الجنسين ومن كل الفئات والطوائف هم كذلك , كثيرون أمينين على ذويهم وأصدقائهم وزملائهم في العمل أو في غير العمل .
   وكذلك عزيزي القارئ عزيزتي القارئة إذا تروينا قليلاً وسَبْرنا غور ثنايا الأمور وتصرفات الناس, بدون عناء أو تعب نتيقن أنّ الأمور ليست هكذا في كثير من الأحوال .
   وأصارح في كلماتي هذه كل من يهمه الأمر دون التعرض لأي كان من قريب أو من بعيد , بل أود أن أعرض ظاهرة أو وجهة نظر , حيث أنني متأكد جداً أنني لست لوحدي في هذا المضمار , وإنما كثيرون من يَعون هذا الأمر , إلا أنهم لا يقدمون على إظهار أو إبراز السلبيات في التصرف أو في التعامل , فالتوهم الكاذب , والاتهام الفارغ , والشكوك المفتعلة والتي في غير مكانها , ومحاولة النيل من الآخرين بواسطة ما ذكر , أو بطريقة حياكة بعض الأمور التي لا تمت للواقع بأية صلة , أو التستر وراء الكواليس للحط من قيمة هذا وذاك , فمن هم قدوة في المجتمع في الصدق , الأمانة , الاستقامة والنزاهة الشخصية أو الاجتماعية في القول والفعل على حد سواء , لا تؤثر بهم الافتراءات , أو الافتعالات وربما ذلك يزيدهم تمسكاً في نهجهم السليم والصحيح الذي لم يكن مبنياً أو مرتكزاً يوماً من الأيام على كسب مادي أو عمل مصلحة خاصة على حساب الغير حيث أنّه لا يمكن تغطية الشمس بالعباءة .
   فإلى هؤلاء الذين يسبحون ويغرقون في شبر ماء , وإلى هؤلاء الذين يظنون سوءاً في الغير, عليهم أولاً تَفَحُص أنفسهم بدقة إن كانت لديهم القدرة على ذلك , وموازنة أفكارهم واستجوابها وبجرأة على ما تقوم من ترجمة عن طريق تصرفات وتفوهات لا تليق  بهم  أنفسهم وبالتأكيد لا بمن يقصدون أيضاً , لأنّ مراجعة المرء لنفسه ولتصرفاته تلزمه بإعادة عصر أفكاره من جديد ومصارحة النفس بمنتهى الصراحة , عندها يدركون جيداً أنهم قد أخطأوا الهدف في تعبيراتهم هنا وهناك حيث أنه ينبغي على أمثال هؤلاء أن يقيموا خطواتهم تجاه هذا وذاك ويضعوا لأنفسهم النقاط على الحروف لأنه بدون ذرة من الشك يستخلصون النتيجة , ويوحي لهم الضمير الحي مشيراً إلى أنهم قد تجنوا على الغير إن كانت لهم تصرفات غير مقبولة في بعض الأحيان .
   والأمثلة على التصرفات التي ذكرت يزخر بها المجتمع من جميع نواحيه والأفضل أن يدرك المرء أنه مخلوق غير منزّه عن الأخطاء , وسواه كذلك , وإن إنسان منحه الله نسبة محدودة من التفكير والإدراك وطبعاً ذلك يتفاوت من إنسان لآخر بقدره قادر , وما تبقى إلا أن يتقي كلُ إمرءٍ  ربه ويعمل بموجب الصراط المستقيم وما لا يقبله لنفسه عليه ألاّ يقبله للغير لأنّ في ذلك صلاح النفس وصلاح البيئة والمجتمع والمولى ولي التوفيق .  
 
 
  
   
 
 
    
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق