نشر الغسيل والغسيل الآخر..بقلم: د. نجيب صعب – أبوسنان.
2014-05-28 16:27:29
  نشر الغسيل العادي في البيت، في المؤسسة، في المكتب وفي كل إطار ذلك أمر لابد منه، وكذلك حيوي جداً ، لأنه دون ذلك لا يمكن ان تكون الامور كما يجب، فالنظافة من الايمان وهي ايضاً من مقومات الحياة السليمة.
 وكثيرات ربّات البيوت اللواتي تقمن يومياً وربما صباح ومساء يعملن بالغسيل حيث ان الامر يتعلّق بعدد الانفار في العائلة الواحدة، الاسرة الواحدة داخل البيت الواحد.. وهذا الغسيل اينما كان وأيّاً كان القائم به أو القائمة به في البيت وربما يكون في بعض الاحيان رب البيت او الزوج يقوم بذلك تمشيّاً مع الحضارة العصرية ومساواة بين الجنسين!!! حسب ما تمليه الظروف الحاضرة، وهذا طبعاً ليس لبّ الموضوع فيكون نشر الغسيل الذي سبق ذكره أمراً مستوجباً وقد يكون ذلك على الحبال داخل وخارج البيت وربما عن طريق الماكنات الخاصة بالتنشيف- نشافات، من أجل الحفاظ على هذا الغسيل وصيانته لأستعماله ثانية، وفي هذا الصدد تعني بربات البيوت وكل من يقوم بذلك بشكل عصري وبشكل مقبول ومنظّم، علماً بأن ألاغلب يعرف ويدرك جيداً أنه توجد حالات شاذّة لا تقوم بهذا الواجب بانتظام وربما في بعض الاحيان تمر أسابيع وأشهر دون حراك في هذا المجال، فهذا ألأمر يتطلّب مراجعة النفس وصيانة المرء خوفاً من وقوع أمور هو بالغنى عنها وقد يكون تفاديها بين يديه.
    فطوبي للنساء وربّات البيوت اللواتي يقمن بواجبهن في منازلهن ، وطوبي لمن يتقن ذلك في المؤسسات والاطر الفاعلة والتي هي بحاجة لذلك، إذن هذا أمر حيوي وطبيعي ومستوجب، الآ انه يوجد غسيل من نوع آخر .. فكثيرون من الناس من الرجال والنساء، من الشابات والشبان يقومون بنشر غسيل يختلف عن ذلك الذي تقوم به المرأة داخل المنزل ، ويترتب عدم نشره خارجاً بل الحفاظ عليه في إطار خاص ربما يكون سريّاً.
    ومن ينشر الغسيل الذي هو من نوع آخر وهو بمثابة الافصاح والاباحة بكل ما يدور داخل البيت الواحد ويبوح بالاسرار البيتية، الاخوية، العائلية والتي ينبغي ان تبقى في إطار معين ولا حاجة لنشرها على الملأ، أو الافصاح عنها خارج إطارها لأنه في ذلك يبدأ دور التصدع العائلي والاخوي في الاسرة وفي المجموعة.
    فكثيرون من بني البشر يقومون بالتلاعب بالأعصاب وبالضمائر في البيت الواحد، في العائلة الواحدة.. وفي مجموعة الأصدقاء التي طالما كتمت أسراراً وعلمت الكثير بجدية وسرية في الصالح العام ولمصلحة المجموع؛ وفجأة تسمع هنا وهناك أمر ما يدور بينها من أعمال، والمقصود به هذا الغسيل الذي يقوم نفر معين بالاباحة به أو بنشره بين الناس، الامر الذي قد يسئ لأفراد الاسرة الواحدة، البيت الواحد أو المجموعة الواحدة.. أياً كانت هذه المجموعة وربما تكون تنظيماً محلياً، أقليمياً وقطريا و يقصد ببعض الاحيان الحط من قيمة هذا او ذاك او المس به لأغراض على الغالب تكون خبيثة.ً ونشر الاسرار او الامور المتفق عليها على الملأ امر غير محبوب، غير مقبول، وقد يكون منبوذاً لدى الغالبية الساحقة من أفراد المجتمع.
    وخلاصة القول أعزائي القراء أن غسيل البيت والاسرة والاطار او المجموعة ونشره أو تنشيفه أمر طبيعي وينبغي القيام به بكل جديّة ومتابعة للحفاظ على النظافة وعلى سلامة وصحة الجمهور القريب والذي يستعمل هذا الغسيل المكوّن من أقمشة وملابس وغيرها.
    إما أن يقوم المرء بنشر غسيل العائلة والمقصود مجريات الامور الداخلية على الملأ وإلاباحة بها خارج البيت والاسرة والاطار والمجموعة وربما يكون في بعض الاحيان تجريح بالآخرين من ذوي الشأن أمر في نظري قبيح، ويترتب تجنّبه، وان يقوم المرء ايضاً بالاباحة ببعض النظم المتبعة داخلياً  في البيت والاسرة والمجموعة ربما يدعو ذلك الى خلافات وصراعات ومشاحنات قد تكون عواقبها وخيمة الخ... ففي هذه الاحوال يجب بل يترتب على المرء ان يكون عقلانياً والا يندفع وينجر وراء مقاصد وهمية وعلى الغالب تكون واهية وهو بغنى عنها بدون ريب، والافضل للمرء ان يكون نموذجاً حيّاً للسرية ، ونموذجاً للحفاظ على الاخوان وعلى سرية البيت والاسرة والاطار الذي يعتبر نفسه عضواً او عنصراً من أعضائه وعناصره، لأن ذلك ينطوي على الفائدة الكبرى والتصرف العقلاني السليم الذي يصبو له البيت والاسرة والاطار والمجموعة حيث ينعكس ذلك ايجابياً على المجتمع الذي يحتفظه وهو جزء لا يتجزأ منه.   
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق