ثلاثة من انواع الرجال / بقلم د.نجيب صعب أبو– سنان
2014-04-24 13:00:32
  لقد منّ الله على خلقه  باسمى ما يمكن أن يحسن المرء فيه تصرفا وهما العقل والحكمة , الا أن هذه تتفاوت من أنسان لآخر ومن أمرىء لآخر , وكثيرون في هذه الدنيا يحسنون التصرف ويحكمون عقولهم في سدادة الرأي وحسن المعاملة , والتواضع والعمل الطّيب , والتحكم في الامور خاصة لدى وقوع أمر قد يتطلب التريث وعدم التسرع , وعندها يحكّمون العقل لا العاطفة , وبهذا يلهمهم رب العالمين التقيد بالصبر وبالتروي وبالحكمة . وفي هذه الأمور وغيرها يكون المرء في الخط الصحيح , وكثيرون أيضا لا يتخذون التروي والحكمة والتعقل خطاً  في حياتهم . بل يلجأون إلى تصرفات غريبة بعيدة عن الحكمة , ربما تكون مطيعة للعاطفة والتي من شأنها أن تؤدي بصاحبها الى الطغيان , الى التهًور من خلال التسرع وعدم أخذ الامور بالترّوي والتريث والحكمة, وقد تحدث نتيجة ذلك امور بعيدة عن الأنسانية نتيجتها سلبية بدون منازع , سلبية ليست فقط على اصحابها وربما تكون ايضاً على المجتمع .
وفي هذا السياق أود أن أنوه الى ثلاثة أنواع من الرجال , وطبعا ما يقال عن الرجال فما من شك أنّه يخص النساء أيضا . 
النوع الأول : الرجل الثرثار , هو ذلك الشخص الذي يحدثك عن الغير , وقد يكون الحديث ايجابيا في بعض الوقت , في غالب الوقت قد يكون سلبيا بمعنى  القدح والذم والانتقاد النابع في غالب الأحيان  من الحسد والأنتقام واللغو وكثرة الكلام والنفاق والرياء او الحط من قيمة هذا وذاك , وعلى كل الأحوال  الأغتياب بين الرجال والثرثرة صفة قبيحة يترتب مقاومتها بقدر الأمكان لأقتلاعها من صفوف وشرائح المجتمع .
والنوع الثاني : الرجل اللبق , ذلك الرجل الذي يعد لبقاً اي متحكماً في نفسه يعرف ما له وما عليه وبكل تحكم وحكمة يحدثك عن نفسك , وهذا لا يعني ان كل ما يتفوه  به كذباً او صحيحاً , يتحدث بلباقة امامك , وربما يخفي في داخله عكس ذلك والأمثلة في هذا المضمار كثيرة , وبهذا الصدد يجب قولها صراحة  ان اللبقين امثال هذا وذاك يعتبرون في بعض الأحيان من اخطر الناس على محدثيهم ويصح هذا القول : 
يعطيك من طرف اللسان حلاوةً             ويروغ منك كما يروغ الثعلب 
ويترتب هنا الحذر منهم علّهم يعملون ما يمكن بلباقتهم على التمكن من محدثهم للنيل منه بكل طريقة يرتأونها بموجب تخطيطاتهم وبرامجهم , وعليه هؤلاء في نظري يجب اتخاذ موقف معين وعدم الأطمئنان اليهم  .
والنوع الثالث : الرجل الأناني , هو الذي يحدثك فقط عن نفسه فأنانيته قاتلة , لا تترك خيراً للاخرين ,انانينه تقدًس كل امر يهمه , وتضعه من خلال حديثه طبعاً فوق الجميع في كل ما يفعل  وفي كل ما يمارس , وتصرفه في كل امر هو الأفضل  وهو الأنجح لو كان  خطأ , هو الأنسان الذي لا يخطىء , هو الأنسان المثالي , هو الأنسان صاحب المبدأ  وهو الرجل المستقيم  وهو ... وهو... طبعاً حسب رأيه هو . 
وأذا تحققنا الأمور بدقة وجدناها عكس ذلك تماماً ومن باب الأنانية  يدعّي كل شيء  لنفسه , وهنا ينبغي السماع فقط او الأجابة بحكمة لأن أمثال هذا وذاك  يشكّلون  مرضاً خطيراً في المجتمع  ويجب وضع النقاط على  الحروف  معهم بدراية  بحنكة وحكمة . 
وخلاصة القول ان الأنواع الثلاثة الآنفة الذكر  لكل منها نوعية خاصة  فأنصحهم بأن تكون الثرثرة على الغالب ايجابية بشكل عام  , وان اللباقة يجب ان تكون نظيفة بمعنى اللباقة "الموضوعية" , والأنانية يجب تقف عند حدّها , لأن في كل هذا اصلاح للفرد نفسه , لذويه , لمحيطه ولمجتمعه .
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق