قدسية واستراتجيه المكان وآثار حضارة الزمان بقلم : طارق بصول.
2014-04-20 09:44:30
بسم الله الاول دون بداية والآخر دون نهاية الملك له الحمد  والشكر والصلاة والسلام على سيدنا وشفيعنا محمد ابن عبد الله.
كثرت في الاونه الاخيرة اكتشافات علماء الاثار لبعض المواقع والأماكن الاثريه  في البلاد منها معدات اثريه  وأخرى مواقع تاريخيه  فمثلا قبل حوالي شهر تم اكتشاف  بمنطقه البروة معدات ترف من العهد ألروماني وقبل اسبوعيين تم اكتشاف بمنطقة القدس بعض الاضرحة  وعظام لبني البشر من العصور القديمه (قبل الميلاد ) وفي الاسبوع الاخير تم اكتشاف بمنطقه المجيدل معدات من العهد الفرعوني.
هذا المقال سوف يقف حول العوامل لوجود حضارات مختلفه ببلادنا عبر التاريخ  ومعرفة حجم الاثارات التي ابقتها الدول العابره على المدى الجغرافي. بلادنا تتميز بعاملين اساسيين اديا الى خطف انظار الدول والامبروطوريات عبر التاريخ  وهم :
 أ- كونها مهد للديانات السماويه الثلاث, اي قدسية المكان.
 ب- كونها  تتميز بموقع استراتيجي  هام, بحيث انها جسر بين ثلاثة قارات (اسيا – اوروبا –افريقيا) وحضنت الطرق التجاريه التاريخية كطريق الملك التي مرت من النقب  وطريق البحر التي مرت  عبر  الساحل  وطريق الجبل  التي مرت  من على قمم جبال يهودا- السامرا-الجليل.
هذين العاملين كانا  مفتاح لسيطرة  الامبروطوريات القديمه على البلاد  قبل وبعد الميلاد. ولكن  هنالك اختلاف حول حجم الاثار التي ابقتها كل دول او امبروطوريه على المدى الجغرافي للبلاد,فحجم وكمية الاثار التي بقيت وراء كل امبروطورية تأثرت من العامل الذي بسببه   سيطرت الامبروطوريه على البلاد, فعندما كان السبب ديني , اي انه متعلق بقدسية المكان استثمرت الامبروطوريه  كثيراً  بالمدى الجغرافي من خلال إقامة  المراكز الادارية  والمدن وشبكة المواصلات مثال : الدوله الرومانية القديمه والمتاخره اي بعد نشر الديانة النصرانيه والبيزنطنيه عند سيطرتهم على البلاد وبسبب تعلقهم بقدسية المكان اقاموا المدن والطرقات التي مازالت حتى يومنا هذا وتحولت الى اماكن تاريخية واثرية مثل : قلعة متسادا قرب بحر الميت التي بنيت من اجل تثبيت استيطان اليهود وقلعه المنافوري في الجليل الغربي التي بنيت على يد البيزنطيين لتثبيت حكمهم بالبلاد المقدسة, اما الإسلام فمنذ  ان فتح البلاد اهتموا كثيراً بترميم المسجد الاقصى وتوسيعه وحتى انهم اقاموا المدن كالرملة على زمن الامويين.
بالمقابل الدول التي استغلت بلادنا كمعبر من مكان الى اخر او كخط فاصل (اي استراتيجية المكان) لم تبقي الكثير من المواقع  الاثريه او انها ابقت الشيء القليل فمثلاَ: اسكندر المقدوني الذي احتل  البلاد  عام 332 ق.م كان هدفه الاساسي العبور من اليونان بالغرب الى الهند في الشرق لم يبني او  يقيم اي مركز او موقع لحكمه, فقد اكتشف علماء الاثار بعض المعدات الحربيه لجيشه  قرب بحر الميت لا اكثر , اضف الى ذلك دولة فرنسا بالعصر الحديث عندما ارسلت نابليون لمصر لاحتلالها من اجل استغلال الاراضي الخصبة بها وصل للبلاد واحتلها من اجل اقامه حد فاصل مع العثمانيين ولم يهتم باقامه مشاريع او مراكز اداريه بها. 
مثال اخر بريطانيا  التي سعت عبر التاريخ بالسيطرة على البلاد من اجل الوصول  الى الهند ولم تهتم بإقامة اي مشروع  على المدى الجغرافي,ولكن منذ منتصف القرن ال-19 عندما غيرت اهدافها واهتم رجال الدين المسحيين وخاصة الطائفة البروتستانت البريطانيه  بالبلاد المقدسة بدأ العمل على اقامه المشاريع والمراكز التعليمية والطبية التي ابقت اثارها  حتى يومنا, مما يؤكد بان  عندما كان هدف بريطانيا بالسيطرة على البلاد هو استراتجي لم تهتم بإقامة المشاريع والمواقع الاداري  بها, ولكن عندما تحول الهدف ديني استثمرت بالعديد من المشاريع.
للختام : علم الاثار يعد  من اهم العلوم التي يعتمد عليها بمجال الجغرافية – التاريخية,فمن خلالها يتم معرفة الاسباب التي ادت الى التغيرات  على  المدى الجغرافي,فهذا المقال وبعون الله  تعالى حاول قدر المستطاع برهنة مدى علاقة المواقع الاثرية بنظرة الدول المستعمرة للبلاد, فعندما كان الامر يتعلق بقدسية المكان كان حجم المشاريع اكبر والآثار أوضح , ولكن عندما كانت المصالح استراتيجية كالعبور من مكان لأخر فكانت الاثار اقل واكتشافها اصعب.   
الحمد لله حمداَ يوازي نعمته ويدفع نقمته ويكافئ مزيده.
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق