ألأديان في خدمة السلام بقلم: الدكتور نجيب صعب – أبو سنان
2014-04-14 12:32:34
الشعوب والطوائف والمذاهب من أقصى المعمورة الى أقصاها كل منها أعتنق ديناً، اتخذه المنبع الاول والموجه الاوحد لسلوكياته اليومية وتصرفاته المتوالية صباح مساء، حيث أرتكزت هذه السلوكيات على النواهي والتعليمات والتوجيهات المستقاة من هذا الدين أوذاك، وفي نظري ان الاحترام والتقدير واجب ومؤكد لكل من هذه الشعوب.. ومن هذه الطوائف والمذاهب والملل على تنوعها وإختلافها في طريقة العبادة وفي طريقة التعبير الانساني عن هذا الدين او عن هذا المسلك او ذاك.
   لا أود  هنا أن اتطرق الى اي تفسير في أية ديانة، وكذلك لا أود ان أدخل في نقاش هنا وهناك حول ركائز هذا الدين او ذاك، ذلك من منطلق اني أجلّ واقدّر كل دين، وكذلك أحترم وأقدّر كل انسان كما هو، حراً في اتباع هذا الدين او ذاك، لان الدين لله والوطن للجميع.
   واذا امعنّا النظر كل في دينه وكلنا معاً لوجدنا وبدون عناء يذكر ان جميع الديانات تدعو فيما تدعو اليه الى التفاهم، الى إحترام الغير، الى التقارب الى نبذ الممنوعات والتي من شأنها الاساءة الى بني البشر، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى جميع الديانات تدعو الى التآخي والى السلام في جميع ارجاء الدنيا، وبناءً على ذلك أقيمت الاطر المتنوعة والفاعلة في شتى الطوائف والمذاهب والديانات وجل ما تهدف اليه هو التعايش والتقارب والسلام.. بالاضافة الى إبراز المعتقدات والاسس التي ينادي بها هذا الدين او ذاك.
   فرجال الدين ايضاً من الديانات والمذاهب هم العنوان الاول لنشر بذور التقارب والتفاهم والسلام، وهم ايضاً العنوان والمصدر الاول لنبذ كل ما هو سلبي، او كل ما من شأنه تعكير صفو الحياة بين الطوائف اينما كانوا...
   وكثيراً ما نسمع وربما نرى ايضاً تصرفات كثيرة ومتعددة هنا وهناك وقد تكون في غالب الاحيان خارجة عن تحكّم رجال الدين وفي نهاية المطاف قد تسيء الى رجال الدين والى الجمهور برمته ، وكذلك قد تنعكس هذه التصرفات سلبياً على المجتمع.
   وهنا لا بد من التنويه الى القلة التي تأخذ الامور بالتهاون وبدون مبالاة وفي غالب الاحيان تتخذ بعض الشعارات التي لا تمت بما ينصّ الدين بأية صلة، وربما تسيء الى هذا الدين ومعتنقيه، هذا أمر وارد لدى جميع الديانات والمذاهب، وهذا المثال يجب مقاومته ونبذه بشتى الوسائل وبكل الطرق والامكانيات المتوفرة لدى جميع القياديين من هذه الطائفة أو تلك، وبدون شك هذا لا يقاس عليه ويجب الا يكون مقياساً يحتذى به بل العكس هو الصحيح.
   ولا بد كذلك الى التنويه والاشارة الى ان دور رجال الدين والقياديين الاجتماعيين معاً، مدعومين من الاكثرية الساحقة في كل شعب وطائفة للحد من مثل هذه الانفراديات التي بحد ذاتها بعيدة كل البعد عن أسس الدين ومصادرها، والتي ايضاً ينبغي معاً اقتلاعها من الاعماق.
   فالسلام الذي تنادي به الديانات جميعاً ليبدأ داخل الطائفة الواحدة وداخل الشعب الواحد، وعند التأكد من ازالة كل الشوائب بالتفاهم وبالتعامل النقي والصريح والصادق يمكن محاربة الظواهر السلبية التي من شأنها تعكير صفو الجو في صفوف المجتمع الواحد، شريطة ان يكون هذا التعاضد والتعامل منزهاً بعيداً كل البعد عن المآربة الخفيّة التي قد تؤدي الى تحقيق الهدف المنشود لا سمح الله الا وهو السلام والوئام بين الاطراف.
   فدور الاديان في خدمة السلام لا يقف عند السلام داخل الطائفة الواحدة، بل يتعدى ذلك، فالمبادئ الدينية لدى مختلف الديانات ونواهيها الاساسية تدعو الى المحبة، الى احترام الغير، الى السلام بين الناس، الى نقاوة المجتمع من الشوائب ومحاربة الشذوذ والانحراف الذي لا يحترم الا ذوي الاهداف والنواهي الخبيثة التي تعتبر سوساً ينخر نسيج العلاقات الاخوية بين ابناء جميع الطوائف وتهدد الحياة المشتركة والسلام الدائم بين الافراد والطوائف، وقد يتعدى ذلك العلاقات الدولية وبسط اسس السلام ومبادئه بين الدول لينعم العالم بأسره في الحياة ألآمنة والطمأنينة التي تنادي بها الديانات، وكذلك ضرب عرض الحائط المطامع الاخرى ليرتاح بنو البشر من القلق وعدم الاستقرار ايّاً كان مصدره بغية تحقيق سلام وتفاهم محليّاً .. إقليميّاً.. دوليّاً وعالميّاً لأن دور الديانات على أختلافها هو الأقوى في هذا المضمار.  
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق