الراي الحر | ليبرمان ملك إسرائيل / راضي كريني

الجمعة 26.04.2024

اخبار

الرئيسية >> الراي الحر

(اضف تعقيب)

ليبرمان ملك إسرائيل / راضي كريني

2014-04-09 09:03:47

أستبعد أن تكون تصريحات أفيغدور ليبرمان، وزير خارجيّة حكومة إسرائيل اليمينيّة، يوم الأحد الأخير، في المؤتمر السنويّ لجريدة "جيروزاليم بوست" في نيويورك، حيث أعلن أنّه يفضّل الذهاب للانتخابات على أن يتحقّق مخطّط كيري ويتمّ الإفراج عن الأسرى، وعلى تشكيل حكومة جديدة تضمّ أحزاب المتديّنين وحزب العمل و... أستبعد أن تكون لردع الإدارة الأمريكيّة، كما أستبعد أن تسقط تصريحات ليبرمان بعيدًا عن رغبة/شجرة بنيامين نتنياهو-بيبي، رئيس حكومة إسرائيل.

اتّبع ليبرمان أسلوب بيبي ذاته، وقلّده في إلقاء التصريحات الدراماتيكيّة: أوّلا في المكان؛ من على منصّات الإدارة الأمريكيّة (بإنجليزيّة مغايرة عن بيبي)، وثانيّا في الأسلوب؛ لإثارة الجدل ولإعاقة الحلّ السلميّ، ولابتزاز السلطة الفلسطينيّة والإدارة الأمريكيّة(إطلاق سراح بولارد) سياسيّا، ولجرّ الجامعة العربيّة إلى خانة صفر التأثير، وليعلن لليمين المتطرّف، في الليكود والبيت اليهوديّ و...، أنّه هو ملك إسرائيل، وهو فقط الحامي للائتلاف الحكوميّ، وليشلّ تحرّكات أعضاء الحكومة الذين يلعبون دور الشرطيّ الجيّد والهزيل، مثل تسيبي ليفني مسؤولة ملفّ المفاوضات، رئيسة حزب "الحركة"، ويائير لبيد وزير الماليّة، ورئيس حزب "هناك مستقبل"، و...

منذ 1988ربط ليبرمان مصيره بمصير بيبي الذي ترك العمل الدبلوماسيّ؛ سفير إسرائيل في الولايات المتّحدة، واحترف العمل السياسيّ ودخل البرلمان في قائمة الليكود، معًا احتلاّ المناصب اليمينيّة الواحد تلو الآخر، واتّفقا على العمل المتبادل النفع، إلى أن يخلف ليبرمان (الناطق بالروسيّة) بيبي (الناطق بالإنجليزيّة) في رئاسة الحكومة وفي ... لذلك أستنتج أنّ تصريحات ليبرمان لن تكون إلاّ بالتنسيق مع بيبي ولخدمته حين لا يستطيع الأخير أن يبوح بها، بحكم مركزه وجبنه. كذلك لم تكن تصريحات ليبرمان السابقة: أنّ عبّاس ليس شريكًا للسلام ويجب التخلّص منه، والحاليّة: تفضيل الذهاب إلى الانتخابات والتخلّص من دور الشرطيّ الجيّد، شاذّة عن سياق وأهداف السياسة البيبيّة-اليمينيّة-الإسرائيليّة-الرسميّة، المتمثّلة باستمرار الإملاءات والاحتلال والتوسّع الاستيطانيّ و"المفاوضات".

على ماذا يعتمد ليبرمان؟!

على ضعف السلطة الفلسطينيّة وحلفائها، وعلى انحياز راعي المفاوضات لصالح إسرائيل، وعلى يمينيّة غالبيّة المصوّتين(بعكس غالبيّة الإسرائيليّين) في انتخابات إسرائيل، القطريّة والمحليّة؛ وعلى اقتراب نهاية الحكومة. فغالبيّة المصوّتين الإسرائيليّين تعتقد أنّ الفلسطينيّين هم سبب التوتّر في المنطقة، وهم الذين يرفضون الحلّ السلميّ، وهم الذين يدعمون ويشجّعون الإرهاب و... ويرفضون الاعتراف بيهوديّة الدولة، وهم السبب في انتشار فكر الفقر وفقر الفكر في ...

فلماذا لا يُسقط ليبرمان الحكومة، ويفرض انتخابات برلمانيّة ليفوز بحصّة الأسد المشتهاة في العضويّة، وليسحق ليفني ولبيد وليمحوهما عن الخارطة السياسيّة الإسرائيليّة؟!

إن كان بيبي يريد أن يخيفنا بما يخيفه من ليبرمان؛ فنقول له: "حيّك بغير هالمسلّة"؛ لأنّنا لا نتوقّع منه ومن حكومته المفاجآت؛ لكنّنا نشعر بالقلق إزاء المخاطر المهدّدة للمنطقة بأسرها، نتيجة لسياسة القوّة والعدوان والنهب والسيطرة والطمع التي تمارسها حكومات إسرائيل و... المتنامية في المنطقة.

لذلك بعد توقيع أبو مازن على وثائق الانضمام إلى 15 منظّمة ومعاهدة واتفاقيّة دوليّة، يجب ألاّ يقتصر ردّ القوى والفصائل الفلسطينيّة على قرار التوجّه إلى المؤسّسات الدوليّة على التثمين والترحيب والتنويه و...؛ بل أن يثابروا على إنهاء الانقسام وإجراء الانتخابات الرئاسيّة والتشريعيّة، واستئناف الانضمام إلى كافة الهيئات والمعاهدات الدوليّة، بدون ربط هذه الخطوات بسيرورة المفاوضات وبعمليّة الإفراج عن الأسرى، وأن يسيروا "دوز دوغري" على طريق التحرّر من الاحتلال.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير

تعليق فيسبوك

تعليقك على الموضوع