اكاديمية العنف في مجتمعنا : قلي كيف أعيش؟ بقلم / محمد حسني عرار
2014-03-04 14:06:59
في مستهل مقالنا سوف نطرح ظاهرة تستشري في مجتمعنا وتتأصل يوما بعد يوم بقوة وحدة لا متناهية، فهي تشكل الشجرة المسمومة التي تبث لنا ثماراً مسمومة تلوث اجسادنا، ومناخنا وارضنا وسجيتنا التي جبلنا عليها وجبل عليها من سلفنا من الأجداد في سالف العهد القديم.
هي قضية نحاول ان نتجاهلها من جدول اعمالنا، او حتى نقلب الصفحة بدون ان يشعر احد بدافع الخوف، او مثلما يقول مثلنا الفلسطيني : " بمشي الزيك الزيك وأنا مالي" أو كمثل أخر : " الباب الي بجيك منو الريح سدو واستريح" ، أي بمعنى اخر : امشي بقرب الحائط فلا شأن لي ولا دخل لي، ( وأنا مالي).
العنف كظاهرة تأكل الأخضر واليابس تلقى دعماً كبيرا من قبل المسؤولين، كبار السن، وجهاء  العائلات وتلقى دعما ماديا ومعنويا غير مسؤولا، متناسيين جميعا ما يسببه هذا الوباء من قتل للأبرياء واعاثة الفساد وتربية الأحقاد بين الناس.
فأين هي الاشكال اذا ؟
المشكلة في اشكال العنف " الأكاديمي " الجديد وهو عبارة عن خطة وضعها ابناء المجتمع الواحد يقوم بتطبيقها بدون قصد، أو عن قصد ولكن تطبيق عملي ومفيد يروح ضحيته الكثير من الشباب والضحايا بشكل اسبوعي والدليل على ذلك صفحنا المحلية التي باتت عبارة عن صحف لإعلان وفيات ضحايا العنف.
هذا العنف يأخذ شكلا جديدا نقسمه لعدة أقسام متصلة ببعضها البعض:
1. العنف الفردي والذي ينبع عن فرد يعاني من ظواهر الشذوذ النفسي في شخصيته او الشذوذ المجتمعي بسبب الاحوال الشخصية او الظروف الشخصية التي يمر بها هذا الفرد والتي تخلق منه شخصية "المنتقم" من المجتمع الذي ظلمه في فترات معينه من حياته.
2. العنف الجماعي : وهو تجمهر مجموعة من الأفراد الذين يعانون من شذوذ في نفوسهم أو شخصيتهم، فهم يتعاملون مع الآخرين على انهم جماعة " القبضايات" ويشكلون معا "عصابة" تعيث بين الناس الفساد في حالة تعرض لهم احدا باستعمال السلاح الغير مشروع قانونيا.
3. العنف الممنهج: وهو عبارة عن اكاديمية لتأهيل الأفراد الذين يعانون من ظواهر الشذوذ المذكورة تعطيهم بعد انجاز فترة التأهيل اسم جديد مغاير للاسم المكتسب عند الولادة أو اسم عائلة جديد، وسيارة فاخرة  تليق بالخريجين الجدد ، أو قطعة من السلاح الغير مشروع ليكون هذا الفرد جزء من الجماعة الكبيرة .
4. شبكة مكونة من عصابة ضخمة " المافيا المنظمة": وهي عبارة عن شبكة موزعة في جميع البلدان يختلف اشكال واعمال العنف لدى الأفراد المنتسبين اليها فمنهم : من هم مسؤولين عن عمليات القتل المنظم، واخرين عن عمليات بيع المخدرات، واخرين يلبسون ثياب الاحترام بين الناس ولكنهم يديرون اعمال مشروعة تخصص لدعم شبكة الاجرام الكبرى ، ومنهم من يعمل على غسيل الأموال، واخرين مسؤولين عن الجباية " ضريبة امان" من الضعفاء.
هل بتنا مجتمع جافالمشاعر ؟ خالٍ من الانتماء؟
هذه هي الحال التي قادتنا اليها قياداتنا الجماهيرية العربية المفقودة اليوم، فالكثير من القياديين والمسؤولين على صلة مباشرة في هذه "الاكاديمية" وهم جزء منها يساهم في اعطائها الغطاء الازم وذلك بواسطة ما يسمى ب " الوساطة" لدى الدولة أو الحكومة ، كما ان الاستهتار الذي يغمر البيوت في عملية التربية لدى الأبويين آل الى هذه الحال المتدنية والتي تريق الدماء، وأي دماء هذه التي تراق ؟ غير دماء ابنائنا وبناتنا ؟
واي حياة هي الحياة التي باتت مثل الغاب الذي يحكمه قانونا واحد : " القوي يأكل الضعيف" !!! 
هل هي جاهلية جديدة؟ 
قلي كيف نعيش ؟ 
كيف يكون لنا وقتللإبحار في العلم ! أو في التقدم الحضاري ؟ أو في ان نضاهي الأمم !
هل كان هذا هو حلم من سبقونا ؟ هل هكذا يكون المجتمع الفلسطيني الذي يحارب من اجل قضاياه الرئيسية ؟
فعلا قلي : كيف أعيش ؟
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق