ظاهرة العنف في البيت والمدرسة شعور يزعزع الأمان والطمأنينة لدى أطفالنا
2014-02-16 09:00:31

بقلم : نزيه توما
نلاحظ أن ظاهرة العنف في مجتمعنا تتصاعد يوماً بعد يوم وبشكل ملحوظ منذ فترة طويلة مما يُشعرنا بعدم الراحة والأمان والطمأنينة , وبالتالي فهذه الظاهرة تخلق في أنفسنا حالةٌ من الخوف والقلق تجعل من الإنسان شخصية عدوانية تنعكس على أولادنا في المدرسة , مما يعيق أهداف المدرسة وغاياتها .
إن التقّرب من الأطفال يعتبر عاملاً أساسياً في بناء مجتمعٍ راقٍ وناضج, ولذلك لم تترك الأديان خيراً إلّا وحثتنا عليه ولا شراً إلّا وحذّرتنا منه.
ولكن للأسف منذ الأزل آفة العنف موجودة ,وهي غريزة تلقائية تذكّرنا بقصة " قايين وهابيل ".
فهذا العالم يعرّض الناس وخاصةً الأطفال بشكل يومي إلى التعنيف الأسري . وبالتأكيد معظم الآباء كانوا معنفين في طفولتهم سواءً في بيوتهم أو في مدارسهم , بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة أو لأسباب أخرى تجعلهم في حالة دائمة من التوتر والإحباط , فانعكس هذا الأسلوب في التربية الخاطئة على أطفالهم . إن الشدائد تعيد الماضي وتخلق رغبة جامحة عند الطفل في العزلة والانطواء .
كيف يمارَس العنف في البيت والمدرسة ؟
إن الإذلال والسخرية من الطالب هما عاملان أساسيان ومحفزان في إبعاد الطالب عن مدرستهِ ومُدرّسيه ِ بشكل خاص وعن محيطهِ بشكل عام , فيزعزعا في داخلهِ شعور بعدم الانتماء لهذه المؤسسة فينفرُ من الجميع . السخرية أمام الرفاق والأصدقاء أو النعت بصفات مؤذية وبذيئة , أو الانتقاد المستمر لسلوكهِ وتصرفاتهِ يحط ّ من قدْر الطالب ويجعل منه طالباً عنفوانيا , ومن هنا يتحول الطفل من إنسان صالح إلى إنسان معنّف .
ظواهر العنف لا تقتصر على ما ذكرناه سابقاً فحسْب , وإنما هناك أسباباً أخرى تجعل منه معنّفاً أيضا والأمثلة على ذلك كثيرة فمثلاً : طريقة إجراء الامتحانات , الأبنية الغير ملائمة للتعليم , وزن المحفظة المدرسية , كذلك عدم السماح للطالب في إبداء رأيه والمناقشة في موضوع ما للتعبير عن نفسهِ , كل هذه الأسباب مجتمعة تولّد وتؤدي في نهاية المطاف إلى العنف الأسري والمدرسي .
يذكّرني أحد الطلاب عندما كنت مدرّساً حين قال : " أريد أن يدرك المعلم بأنني لست دمية  خالية من الشعور والتفكير , وأن لا يزلُّ في كلامهِ معي لأتفَهِ الأسباب , كما أريد أباً يقضي جانباً من وقتهِ في التحدث معي.  "
"أريد من أبي أو معلّمي ألّا ينتهجا أسلوب الدكتاتور في معاملتهما وحديثهما معي , ولا سيّما بعد أن شببتُ عن الطوق واشتدّ عُودي , وأن يفسحا لي المجال في الدفاع عن نفسي عندما أخطئ , ويسمحا لي بالتعبير عن وجهة نظري عندما تصطدم آراؤنا ".
 من "مجلة الهلال عن مجلة انجليزية ".
 
الخلاصة :
هنالك إجراءات يجب إتباعها لحماية طلابنا :
1.     نهج فلسفة تربوية جديدة تلغي العقاب على أنواعه .

2.     إعداد مسح سنوي لظاهرة العنف .

3.     تعيين هيئة خاصة من المعلمين والطلاب لمنع العنف .

4.     ضرورة مراقبة أبناؤنا بطريقة صحيحة من خلال متابعة تصرفاتهم .

5.     الحوار المستمر لنبذ العنف والخروج من دائرته ِ .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق