ابتسامة روحاني ودِعة عبّاس - راضي كريني
2013-10-09 08:29:10
يقال: إذا شبع الحمار قام بالرفس، وإذا جاع قام بالنهيق.

إذا تأكّد بنيامين نتنياهو-بيبي مِن تفوّق قوّته العسكريّة فإنّه يقوم بالاعتداء على دولة مجاورة أو على الشعب الفلسطينيّ وشعبه، ثمّ يجد لنفسه عذرا؛ ليقنع القيادات الأمنيّة وليبرّر أهميّة الضربة الاستباقيّة؛ فتنشأ حالة الإجماع القوميّ؛ فتطرب الغالبيّة العظمى من الشعب الإسرائيليّ وتضطّرب الأقليّة لسماع قعقعة السلاح وصوت طبول الحرب. أمّا إذا شكّ بقوّته، وشعر بضعفه وبعجز الإدارة الأمريكيّة أمام الإجماع الدوليّ، وأمام عظمة دبلوماسيّة الرئيس الإيرانيّ، حسن روحاني؛ فإنّه يأخذ بالصراخ الهستيريّ المزعج لسامعيه.

جنّ جنون بيبي عندما شعر أنّ ابتسامة روحاني في هيئة الأمم المتّحدة قد أذابت الجليد القائم بين إيران والاتحاد الأوروبيّ، وهدمت الأسوار والسدود المقامة ما بين إيران والولايات المتحدة، و...

فادّعي أنّ ابتسامة روحاني في الجمعيّة العامة للأمم المتحدة هي تغطية لما تفعل يداه، وأنّ روحاني لا يختلف عن أحمدي نجّاد، وأنّه ذئب في ثوب حمل يسعى لتدمير إسرائيل، وهدّد بيبي باتخاذ إجراء منفرد لمنع إيران من الحصول على قنبلة نوويّة، وحذّر الغرب من التعامل مع الحكومة الإيرانيّة الجديدة، و...؛لذلك على المجتمع الدوليّ أن يشدّد من العقوبات المفروضة على إيران وإلاّ...؛ فتزايد الضغوط لم يعزّز من فرص نجاح الدبلوماسيّة، حسب رأي بيبي، لذلك فهو يحدّد أربعة شروط لإيران كي يرفع يده عنها:

1- أن توقف تخصيب اليورانيوم.

2- أن تخرج اليورانيوم المخصّب من أراضيها.

3- أن تفكّك البنية التحتيّة التي تمكّنها من تسريع التنمية النوويّة.

4- أن توقف العمل في فرن المياه الثقيلة، المعدّ لإنتاج البلوتونيوم.

فيرد ويزأر أوباما/ريتشارد قلب الأسد المأزوم: بأنّ استخدام القوّة العسكريّة ضدّ إيران ما زال خيارًا مطروحًا، على الرغم من تبادل البسمات والمكالمات الهاتفيّة، والإطراءات والتصريحات بتخفيف بعض العقوبات المفروضة على إيران بعد أن تثبت، خلال الاجتماع الذي سيعقد في 15 الشهر الجاري، مع الدول الستّ العظمى: الصين وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، أنّها ستتّخذ خطوات ملموسة لإبطاء تخصيب اليورانيوم، وستسمح بالمراقبة/بتسليط الضوء على برنامجها النوويّ.

لكن، ثمّة دلائل تشير إلى عجز الإدارة الأمريكيّة عن تنفيذ العقوبات والتهديدات، والبرهان أزمة الميزانيّة، والخلافات مع الجمهوريّين، واتهامهم بتعطيل الكثير من الوكالات الحكوميّة، نتيجة لعدم موافقتهم على تمويل برامج وأنشطة حكوميّة، مثل الرعاية الصحيّة.

إن كان بيبي يعرف القصد من وراء ابتسامة حسن روحاني، ويعرف أهميّة التهديد بالقوّة العسكريّة، ويعترف بالجدوى المحدودة للعقوبات الاقتصاديّة؛ فليفسّر لنا القصد من وراء دعة ورقّة محمود عبّاس، أم أنّه يترك هذا الأمر للأزعر ليبرمان؟

لماذا يقيم بيبي الدنيا ولا يقعدها عندما يشرح الفلسطينيّ، بدون تهديد، للعالم عن الانفجار الآتي لا محالة إذا فشلت المفاوضات، وإذا أفشلت إسرائيل تحقيق الحلّ العادل وإقامة الدولة الفلسطينيّة وعاصمتها القدس بالطرائق السلميّة؟!

هل يرى بيبي بمحمود عبّاس ذئبًا في ثوب حمل أيضا؟!
هل على محمود عباس إيقاف التخصيب البشريّ؛ كي يرفع بيبي احتلاله عن فلسطين؟! أم على محمود عباس أن ينقل رجال فلسطين "المخصّبين" إلى خارج الأراضي الفلسطينيّة؛ كي ينجح بيبي في خلق الدولة اليهوديّة الطاهرة؟!
يبطر الأحمق في نعمائه    فإذا ولّت، تولاّه الحنق
كحمار السوء إن أشبعته   رفس الناس، وإن جاع نهق
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق