الانتخابات المحلية ومحطة البقاء - زايد خنيفس
2013-09-25 12:07:47
لا يبقى من الوادي ومساره الا حجاره على امتداده ,ولا يبقى من معارك الانتخابات الا صور الساحات ولافتات على اعمدة الكهرباء وفي منتصف الشارع تطير في الرياح القادمة وتذوب كلماتها بمساحاتها مع اسراب المطر الاتي.

ولا يبقى من معارك الانتخابات الا ملامحها لان اصوات المرشحين تذهب بعيدا وصداها تبقى في أعماقنا.

كثير هم الذين لا يعرفون بأن الايام والسنين تطوى من رزناماتها دون ان نشعر والمحاسبة محطة لا بد منها.

جميل ان نتذكر اهلنا وجملة كان يرددها والدي ولا اعرف لماذا اتذكرها في هذه الايام وعشية الانتخابات تحدد صورة السنوات القادمة والجملة ( هناك عمى بصر وهناك عمى بصيرة )فليس كل من يرى بعينه يدرك الاشياء ويقدر الامور ويحسمها بأتجاه المصلحة العامة البعيدة عن اسطر الذات والمصالح الشخصية القاتلة والحديث ليس للكلام الانشائي لان اصحاب الحكمة وشموها على اجسادهم بل حفروها واستحضرها الفيلسوف المعلم كمال جنبلاط (نكون او لا نكون )تحدد في غالب الصور الحمل الثقيل والمسؤولية العليا في نقل مجتمعنا من مرحلة الخطر والزوال لمحطة البقاء على ارض من وصوا بأحرف البقاء .

المجلس المحلي والبلدي تكليف من الاهل وليس تشريف والمكلف بحمل الرسالة يبقى سندا بل كاسر الموج في وجه رياح الاعاصير والمكلف بحمل الرسالة تنام كل الاحياء بقلبه وضميره فتنام صورته بقلوبهم وافكارهم واستحضار القائد في صور المواقف وعندما كانوا يسألون القائد سلطان باشا الاطرش بأنك صنعت الثورة كان يشير بتواضع الى جماعته ورفاقه ويقول: هؤلاء هم الذين صنعوا الثورة واحدثوا التغيير في المفاهيم الوطنية وحب الاوطان .

الانتخابات وجدت في الاصل من اجل اعطاء الفرد حقه بتعبير عن مواقفة واراءه والبحث عن الحياه الافضل لنفسه ومحيطة ومجتمعه لان الفرد لا يستطيع ان يعيش لوحده في دائرة الحياه بل عليه ان يؤثر على مجراها ومسارها
وما الحياه الا امل يبحث فيه الانسان عن سعادته وحقه على اديمها .

الانتخابات منافسة من اجل ايصال الافضل الى كرسي القرار وليست بأي حال تجريح الاشخاص والبحث عن نواقصهم لان الكمال يملكه الباري بجلالة وعرشه والانتخابات برنامج عمل بعيد عن عصبيات قبلية وعائلية لان البلد في نهاية المطاف واوله للجميع والمحاسبة لا بد منها كل خمس سنوات وغير ذلك يضيع العدل من ميزانه .

مؤسسة البلدية والمجلس المحلي كانت في الكثير من الحالات وما زالت مصدر لازعاجنا وللعنف والاقتتال بدل ان تكون راحتنا وخدمتنا فغابت عنا حاجتنا لهذا المكان وكم تمنينا ان تدار بأيادي غريبة وعلى مفرق الامتحان كان بذلك عارنا بل ضعفا بطواحين الضواحي لا تحرك عجلاتها روافد غريبة فما اجملنا متسامحين والبلد زهرة في صدورنا فصوتنا الاول للبلد الباقي وصوتنا الثاني للخادم الامين والرسائل واضحة.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق