هل سنعيد التاريخ يا مصر ؟ بقلم : طارق بصول
2013-07-17 09:27:53

الحمد لله رب العالمين الذي يلطف ويرحم عبده ويغفر له كل ذنبه اذا تاب ,  والصلاه والسلام على سيدنا محمد الهادي الامين.

عندما نتحدث عن مصر فنتحدث عن دوله شموليه , اي انها تشمل مجالات عديدة , فقد قال الله تعالى  {اهبطوا مصراً فإنَّ لكم مَّا سألتم} (البقرة :61)  وسكانها اناس طيبين فقد قال الله تعالى {ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين} (يوسف :99 ) .
من الناحية الجغرافية فمصر لها مميزاتها الخاصة فمن حيث الموقع تقع حول حوض البحر الابيض المتوسط ونفوذها تمتد على قارتين شبه جزيرة سيناء بآسيا وباقي مساحة الدولة بأفريقيا , نهر النيل العظيم القلب النابض لمصر- جمال الدلتا في الشمال والصحراء  الغربية والشرقية لها  مميزاتها من ناحية تكونها وامتدادها , اما من الناحية التاريخية خاضت مصر عدة احداث تاريخية حولتها الى محرك دول الشرق الاوسط من اهمها , العهد الفرعوني وحكمه الطاغي , المماليك , حمله نابليون, صعود محمد علي للحكم , ثورة عرابي وثورة 1919 وقمة الاحداث  كانت ثورة الضباط الاحرار عام  1952. هذه الاحداث ابقت معالم تاريخية وأثرية اهمها الاهرامات. امتازت مصر ايضاً بمجالات ادبية وثقافية مثل : الشاعر الكبير احمد شوقي , والكاتب العريق نجيب محفوظ , ولا ننسى كبار مشايخ  ألامه كالشيخ عبد الباسط ومحمد صديق المنشاوي والعديد من خرجي جامعة الازهر.
هذه المميزات قد تفتقدها العديد من الدول الغربية ألمتطورة , يتم المحافظه على هذه المعالم والمميزات الفريدة  من قبل سكانها فقط من خلال ترابطهم وتلاحمهم وغير ذالك سوف يؤدي الى الهلاك. ولكن ما يحدث اليوم بمصر هو العكس فقد تعاني هذه الدوله العريقة  من انشقاق بين صفوف الشعب الواحد بين مؤيد ومعارض للرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي , فظاهرة سفك الدماء تنتشر تقريباً بكل محافظات مصر وكل يوم هناك خسائر بالدماء , هذه الدوله اصبحت  ساحة معارك بين صفوف الشعب الواحد يشاهده دول العالم المختلفة  بتمتع.
اذا استمر الوضع القائم بمصر على ما هو عليه فمصير هذه الدوله سيكون احتلال واستعمار , فالتاريخ شاهد على ذالك فكل مرة  شهدت  مصر حرب اهلية فكان مصيرها الى هلاك واحتلال خارجي ولم يزول هذا الاحتلال الى بتوحيد صف الشعب الواحد.
ففي عام 1798  عاشت مصر فترة انشقاق بصفوف شعبها بين مؤيد للمماليك القوة الحاكمة وبين المعارض هذا الانشقاق ادى الى  احتلالها من قبل نابليون الذي صال وجال بخرابها وهدم العديد من الاماكن التاريخية وقهر شعبها , هذا الاحتلال لم ينتهي إلا بتوحيد صفوف الشعب والالتفاف حول محمد علي عام 1805  الذي اجتهد ببناء مصر الحديثه , بعد منتصف القرن  التاسع عشر وجراء النعم  المتزايدة  ووفاة محمد علي انشق الشعب المصري مرة اخرى  وبدأت احداث العنف والقتل بين صفوف الشعب من اجل الحصول على كرسي الحكم فكانت النتيجة احتلالها من قبل الانجليز هذا الاحتلال قوم فقط عند تلاحم الشعب عام 1881 ثورة عرابي , هذه الثورة لم تحقق اهدافها , ولكن استطاع الشعب المصري اعادة الكره مرة اخرى عام 1919 بقيادة سعد زغلول , هذه الثورة كانت مفتاح لاستقلال مصر بعد قرون من الزمن , عام 1952 ثورة الضباط الاحرار فهي رمز كل الثورات في العالم العربي التي انهت فترة حكم الملك فاروق المقرب لبريطانيا.
اذاً يمكن ان نجمل بأن كل مره انشق فيها الشعب المصري كان مصيرها  الى استعمار خارجي الذي يمكث عقود من الزمن ولم يقهر إلا بتوحيد  صفوف الشعب الواحد. فلا بد من الشعب المصري ايقاف الفتنة والانشقاق وسفك الدماء والجلوس للتحاور وإلا سوف يعاد التاريخ مرة اخرى !!!.
الحمد لله رب العالمين.

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق