واقع القرى الغير معترف بها في النقب ...إلى متى ؟؟
2013-07-02 10:03:14

رغم صعوبة تعريف الأمن والأمان ، ورغم شمولية وتشعب هذا المفهوم حتى أنه أصبح قابلا للتعديل ، وقد يكون التعريف الأنسب هو أن الأمن والأمان يمثّل الحاجة والمطلب الأساسي للحفاظ على حياة كريمة ومريحة.
" يبدو أننا مضطرون لأن نتعايش مع أزمات متصاعدة وحالة توتر متزايدة ، ولن يكون في مقدورنا أن نتجاهلها ، كما لن يكون في استطاعتنا أن نمنع تأثرنا بتداعياتها "..هذا هو حال نساء القرى الغير معترف بها في النقب ، وهذا ما تسعى للبحث في حيثياته طالبة الدكتوراه ورئيسة قسم الطفولة المبكرة في كلية سخنين لتأهيل المعلمين المحاضرة أبتسام مرعي-سروان التي اجتهدت في تنظيم لقاء لأمهات بدويات من القرى الغير معترف بها في مبنى الجامعة العبرية في القدس ..أليكم نص الرسالة الذي وصل من الجامعه العبرية بناءً على رغبه الأمهات المشاركات بنشر الرسالة

في اللقاء الذي نظم في الجامعة العبرية على يد طالبة الدكتوراه ابتسام مرعي- سروان وطاقم "نيفيت" (נבט)، استمعنا إلى أقوال 33 من الأمهات البدويات من القرى الغير معترف بها  في النقب حول تعريفهن لعوامل الخطر التي تجابه الأطفال في هذه القرى. "نيفيت" هي دفيئة حاضنة للأبحاث بمدرسة الخدمة الاجتماعية والرفاه الاجتماعي في الجامعة العبرية و"معهد حروف" (חרוב)، والتي تبحث المخاطر والتأثيرات البيئية والعلاقات المختلفة التي تؤثر على الأولاد والعائلات في مجموعات عدة، من بينها البدو في النقب.
طلبنا من الأمهات أن يبعثوا لنا صورا تتعلق بمصادر الأخطار التي تواجه أطفالهن. في اللقاء المذكور عرضنا الصور المرسلة واستمعنا إلى وجهات نظر الأمهات وتفسيرهن حول ما يظهر في الصور. لقد أجمعت الأمهات بأن الأخطار في القرى الغير معترف بها هي جزء لا يتجزأ من نمط حياتهن وحياة أطفالهن. فهي تأتي من الصحراء كالعواصف الرملية وصعوبة المناخ الصحراوي الحار جداُ بالصيف والبارد في الشتاء بالإضافة إلى كثرة الفئران والثعابين والعقا

           ثعابين بالقرب من البيوت              خزان جمع المياه للاستعمال المنزلي  

كما وأشارت الأمهات إلى أخطار عديدة أخرى تنبع من انعدام البنية التحتية كالكهرباء والماء وتصريف المجاري والتي تولد ظروف معيشية صعبة كالحفر الكثيرة ومصارف المياه والمجاري المفتوحة والتي يحتمل سقوط الأطفال بها. كذلك مجمعات النفايات القريبة من البيوت والتي تجلب البعوض والكلاب والقطط الضالة حيث تضطر الأمهات لحرق النفايات مما يؤثر سلبا على مجاري التنفس.
 أن انعدام الشوارع في هذه القرى ووجود خطوط سكك حديدية تمر بالقرب منها، تؤدي إلى حوادث دهس عديدة. وقد أشارت بعض الأمهات إلى الأخطار الناجمة عن نار الطهي المتواجدة بالقرب من الأولاد مما يؤدي إلى إصابات وحروق تسبب تشوهات بسبب انعدام الإسعافات الأولية وصعوبة الوصول إلى المراكز الطبية في القرى المجاورة. كما أن عدم وجود ذكر لهذه القرى على الخرائط الرسمية وانعدام الشوارع وعناوين السكن لا يسمح بوصول الإسعاف بالوقت مما يؤدي إلى تفاقم الحالات المرضية والموت أحيانا. 
  
        
                                                           تراكم المهملات وحرقها

وقد اشارت الامهات الى اأخطار معيقة للتطور مرتبطة بوجود نقص كبير بالأطر التعليمية  في الطفولة المبكرة وانعدام أماكن ترفيه في ساعات الفراغ  مثل حدائق الألعاب ونتيجة لذلك يصل الأطفال للصف الأول دون تحضير رسمي ملائم. كذلك شددت الأمهات على مشكلة عدم وجود اطر او فعاليات لا منهجية للأطفال بكل الأجيال. هذه الصعوبات  تتفاقم بالأخص في العطلة الصيفية، بأشهر الصيف الحارّة، حيث يزيد الملل والتوتر والضغط مما يؤثر على الأولاد وعلى العائلات. أن الازدحام الشديد في الباصات التي تقل الأولاد للمدرسة حسب قول إحدى الأمهات يشكل خطرا آخرا "الباص المخصص لخمسين طالب يصعد فيه عدد مضاعف من الطلاب وبدون مرافقة وذلك بسبب نقص الموارد" وقد بكت الأم عندما ذكرت حادثةً قطعت بها رأس احد الأولاد عندما أخرجها من شباك الباص!!! 
                                                            
 الأولاد في طريقهم إلى المدرسة

أما الأخطار النابعة من الصعوبات الاقتصادية ونسبة البطالة العالية والفقر الشديد فقد أشارت أليها الغالبية العظمى من الأمهات ومثالا على ذلك عدم التمكن من السفر إلى العيادات خارج القرية بسبب التكلفة العالية. 

                   


                                                                   البيئة المحيطة بالبيوت

الخطر للأطفال يأتي من "طبيعة الحياة" في هذه القرى، أنها ليست طبيعة بالمفهوم المعروف.... فهي متعلقة بمن يهدم البيوت في القرى الغير معترف بها أمام أعين الأطفال كما حدث قبل أسبوعين. فقد روت إحدى الأمهات "عندما دخلوا القرية لم يكن بها سوى النساء والأطفال. لقد أطلقوا الرصاصات المطاطية!!! الرصاصة التي تصيب طفل ابن سنتين من الممكن ان تدخل الى جسده من طرف وتخرج من الطرف الآخر...ناهيك عن الأضرار النفسية كالكوابيس بالليل وعدم القدرة على النوم. لقد رأيت الأولاد يرسمون جرافة الهدم ويعلقونها على خزان المياه ثم يرجمونها بالحجارة". "نحن لا نسكن في قصر" قالت أم أخرى "نحن نبني بيوتنا لكي نحمي أولادنا من الحر ومن الحيوانات المفترسة، فكيف نحمي أولادنا من الخطر بلا بيت؟ كيف نربيهم على حب دولتهم؟ لقد بكى اليوم ابني الصغير قبل خروجي من البيت خوفا علي من اليهود" 
                     

                                                                         هدم البيوت بوجود الأطفال

قبل أن تغادر الأمهات طالبت أحداهن أن لا ننساهن "نحن شفافات عادة لا احد يرانا " وأضافت: "يروننا فقط قبل الانتخابات أو عندما يأتوننا لهدم البيوت"

نحن نراكن أميرات الصحراء نساءً تعشن في ظروف شبه مستحيلة .. نساءً محترمات ونزيهات، نساءً مكافحات من اجل المحافظة على أطفالهن، حالمات بمستقبل أفضل. لقد كنتن بمثابة معلمات لنا ونجحتن بذلك بإخلاص وعلى أحسن وجه .
-----------------------------------------------------------------------------------------
إننا نتقدم بجزيل الشكر إلى الأزواج الذين قاموا بدعم الأمهات وتشجيعهن للمشاركة في البحث
من اجل وصف واقع حياتهن ومصادر الأخطار لأولادهن ، كما ونشكر أمل سويطي من قرية جديدة الجليلية التي وصلت إلى جامعة القدس من أجل مشاركتهن بقصائد شعرية ، كما وحيّتهن بقصيدة نبطية تخص أهل النقب والصمود.
 
توثيق: ابتسام مرعي- سروان, د. هيلا اوتو. د. استر بامبرغر, روتي سنش, دعاء إبراهيم, شيرا لبيدوت. يعيل كريمغولد وبروفيسور دوريت روأير ستراير.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق