حين جلست اليوم باكرا,ارتشف قهوتي الساخنة في شرفة منزلي التي تطل على القسم الكبير من قريتي,انطلقت مخيلتي  لماضينا الجميل ,وذكرياتي ,وذكريات اجدادي واهلي الذين قصصوها لنا في صغرنا,فاندمجت في سيل دماءنا وامتزجت في شرايين ذهننا راسخة,لا تتحرك,وتكبر مع سنواتنا,وايامنا. فمن شرفتي ارى جامعنا المبجل واذكر قصة جدي واهلي عندما احتضنوا جيرانهم ممن تهجروا من قرية عمقا وكويكات,واتوا واستقروا بين اهالي بلدتنا العريقة من ابناء معروف وعيسى. فاستضافوهم في بيوتهم,وأقتسموا واياهم زادهم,وماءهم,واراضيهم.وبعدها استقبلوهم كمواطنين لهذه القرية الكريمة.
وهكذا على مر السنين كانت الالفة منهجها,والمحبة عادتها,والاحترام طريق التواصل بين مللها. فالكل عايشوا حياتها بمرها وحلوها وفرحها وحزنها وهكذا تبقى قريتنا ابية حرة انقى و اصفى من الماء الزلال .
وها انا جالس اليوم في شرفة  منزلي اتامل  اجمل نسائي وارحم امهاتي  واطيب صديقاتي قريتي الحبيبة ابو سنان. فبها ولدت وبها كبرت و بها ساشيخ وهل اريد ان  اتركها لاطفالي على حالها هذا  ؟
وبما اننا اليوم على مشارف الحملات الانتخابية و الدعايات السياسية نريد ان نختار قائدا لمجلسنا واعضاء لادارته  وناس يحرصون  على مصلحة قريتنا الحبيبة لا بد لنا برهة تفكير ولحظة تنوير.
اريد ان تكون أمنا أبوسنان بأحلى الأوصاف,وأجمل الحالات.
أريدها مثالية, يقتدى بها بكل القرى الأخرى.
أحلم بأبوسنان الحبيبة, وفي هذه الفترة العصيبة,والحساسة أن تنهج منهج آبائنا وأجدادنا على جميع طوائفهم. محبة أبوسنان أكبر محبة ومصلحتها أعلى من كل المصالح. إنها أمنا فهل يقبل أحد بإيذاء أمه؟, وهي أختنا وهل يرضى أحد السوء لاخته؟, وهي شرفنا وشرفنا عظيم وهي احترامنا وإحترامنا كبير .
فيا أهالي قريتي الحبيبة, يا جيراني في الكراج, والمنزول وظهر أبو الحصيني, ويا اخوتي في الهدفة والخروب ووادي أبو الذهب, واخوتي في رأس الكرم, والوادي الشرقي, والمخشش, يا أهلي الأحباء في أبوسنان الحبيبة, تعالوا نعبر الإنتخابات وإحترامنا لبعضنا مضمون, تعالوا نختلف في  الآراء فهذه هي الديموقراطية ولكن نتفق أن مصلحة أبوسنان الحبيبة هي الأهم.
تعالوا نحافظ على نزاهة المسابقة وان لا نقبل الرشاوي, ولا نقبل بترخيص قيمتنا مهما كلف الأمر.
علينا أن نعلم كلنا على جميع ألواننا, أن صوتك هو عرضك,وفكرك وشرفك,وإسمك, فمن باع صوته باع كل شيء, فهل يقبل أحد أن لا يكون له عرض, وفكر, وشرف, وإسم, مقابل بعض الدولارات النتنة؟. وأما أنتم مرشحونا للرئاسة والعضوية وعلى إختلاف مللكم وطريقكم وأسمائكم, إستحلفكم الله أن تحافظوا على نزاهة الإنتخابات وإحترام ديموقراطية الإختيار, والأهم من كل هذا أن تحافظوا على عرض, وفكر, وشرف, وإسم ناخبونا وأن لا تعرضوا الأموال لشراء الناس المحتاجين.
تعالوا نحافظ على شوارع بلدتنا الحبيبة من المناشير والصور واللافتات فنحن كلنا اهل واولاد البلد الواحد,ونعرفكم جميعا على كل ما تتحلون به من صفات وقدرات,ولون العيون فلا داعي لملا حيطان بلدتنا الحبيبة بصوركم,ومناشيركم,ولا تعرضوا علينا محبتكم عنوه فهذا لن يفيد.
أدخلوا بيوتنا باحترام,أعرضوا علينا افكاركم وبرامجكم ودعوا لنا فرصة ألأختيار.
تعالوا مرشحونا ان نمسك الايادي جميعا ونجول بشوارع القرية ليروا الجميع بان كل المرشحون اخوان وانكم تقدسون حسن الجيرة والاحترام بين كل سكان قريتنا الحبيبة.
تعالوا نحترم كل إنسان على إختياره لمرشحه للرئاسة أو العضوية دون الشتم واللوم, والتوبيخ. تعالوا نتخذ من يوم الإنتخاب يوم عيد, ويوم المحبة, ويوم بلدتنا الحبيبة.
هل تعلمون أن أجدادنا وأباءنا حافظوا على بلدتنا الحبيبة لكي نأتي نحن ونعيش بهناء, وها قد أتى دورنا لنحافظ على بلدتنا الحبيبة لكي يعيش بها أولادنا أيضاً بهناء.
فأبوسنان هي الام لكل مواطنيها, فهي قرية أبناء محمد رسول الله كما هي بلدة أبناء عيسى عليه السلام, ونسل سلمان الفارسي صلاه الله عليه, تعالوا نتغاض عن المصالح الشخصية, العائلية, الطائفية, ونهتم فقط بمستقبل بلدتنا الحبيبة أبوسنان, تعالوا نختار الشخص المناسب للرئاسة والمناسبون للعضوية حتى نضمن مستقبل أفضل لأطفالنا.
علينا أن نوسع رؤيتنا لجميع الأبعاد والإتجاهات ونرى ونتعلم ما قد حصل في ربوع أخرى وبلدات مختلفة, وبلدان نائية وقريبة وان لا نرضى الا بالأفضل لمستقبل بلدتنا الحبيبة.
اتضرع لله عز وجل, وللأب والأبن والروح القدس وللحدود الخمس أن تبقى أبوسنان, بلد المحبة والإحترام, بلد الألفة والآمان, البلد الواحد لكل أهلها, وأحبابها, ومواطنيها, وطوائفها.
الله يخلينا حبيبتنا أبوسنان أبداً حبيبة .اخوكم د.عمار مرزوق