لغة المناشير... وإبر الدبابير...بقلم:- شريف صعب- أبوسنا
2013-05-11 07:49:01
لغة المناشير... وإبر الدبابير...بقلم:- شريف صعب- أبوسنان
ها هو العرس الديمقراطيّ يقترب من قرانا وحاراتنا وبيوتنا وسيزور كل مكان في ظهرانينا: دار- دار،بيت- بيت، زنغا- زنغا! يا لها من فرحة عارمة ستعمّ جميع أبناء شعبنا العربيّ في هذه البلاد العامرة التي يرعاها ربّ العالمين برعايته والتي تملؤها خيرات الارض وتتكدّس فيها أصناف المأكولات والمشروبات والفواكه والخضراوات، فحمّل ولا حرج! يا لها من سعادة لا مثلها سعادة. لقد علَّمنا النّظام الديمقراطيّ في دولتنا أن نحاول أن نكون ديمقراطيين ليبراليين، إخوة في معتقداتنا وخطوطنا وآمالنا وآلامنا ، دون وجل. ليس الفضل في ذلك لدولة إسرائيل فقط، إذ كان قد سبقها منذ مئات لا بل آلاف السنين أُناس أحرار منزّهين، قياديين ما زالت أسماؤهم تلمع فوق رؤوسنا حتى يومنا هذا، أناس عرفوا وقالوا ورفعوا شعارات حريّة الرّأي والمبدأ والمشرب... ولم ننسَ المقولة الشهيرة المعروفة التي أطلقها القائد الخالد سلطان باشا الأطرش : "الدين لله والوطن للجميع!" ومقولات أخرى مثل:"أكبر الجهاد قول كلمة حقّ أمام سلطان جائر!" ولم ننسَ كذلك قول الخليفة العظيم ،الفاروق،عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص:" متى إستعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحراراً!؟" ما أجمل هذا القول وما أطيب معانيه، فلكلِّ منّا رأيه وله الحريَّة في اتخاذ قرارهِ بنفسه... والحكمة هي في نجاحه أو في عدم نجاحه بإقناع الآخرين برأيه... وليس بفرض الرأي على النّاس قسرًا. فقد رودَحَ الكِرام الأباةُ على مدى العصور القول المشهور:" ما نطيع اللي يجينا بالعناد...!" لقد كتبتُ في مقالة سابقة حول رأيي في شخصية رئيس المجلس المحلي العتيد، في كلِّ زمانٍ ومكانٍ وليس في مكان محصور، وكانت إحدى أُمنياتي أن يتحلّى بالأمانة والإخلاص وبالضّمير الحيّ وتمنّيت أيضاً أن يضع جميع المرشحين للرّئاسة أياديهم ببعض ليعطوا للمواطن صورة خلاّقة عن حسن النوايا، عندها،أُؤكّد بأنّنا سنحظى بأفضل رئيس لخدمة الشعب، وعندها فقط يكون العرس الديمقراطيّ قد اكتمل قولًا وفعلًا! لكنّ مجتمعنا العربي ما زال مُصرًّا على النأي بنفسه عن هذا المنطق وما زال "العرس الديمقراطيّ" بالنّسبة له بمثابة معركةٍ جبارةٍ في سبيل الحياة أو الموت خصوصًاً لبعض المرشحين وذلك... لخدمة المواطنين والقرية ولرفعها إلى أعلى درجة في سلم الحضارة..!! ومعركة الحياة والموت هذه تصحبها أساطيلٌ من الطّبول والزّمور وعظائم الأمور... من أجل الوصول إلى الهدف! إلاّ أن كل ذلك لا شيء أمام معركةٍ قبيحةٍ يقوم بها عدد من المرشحين ضد بعضهم وضد مؤيديهم تلك هي معركة "المناشير" ،خصوصًا غير الموقّعة من قبل كاتبيها... ممّا يسبب إفساد الظّنون ويزيد كميّة الأحقاد والكراهية عندهم مما يرفع من منسوب العصبيّة وربّما يجلبُ العنف. ففي هذه المعركة كل شيء حلال: الشّتائم والقذع والتّشهير والتّجريح والتّهويل والوعيد ثم استعمال كلمات نابية لا تنطبق والمنطق الأدبي والبشريّ ولا حتى ال...! يؤسفني أن نصل بالعرس الديمقراطي إلى هذا الحضيض، ولكن لا عجب في ذلك إذ أن هذا يذكرني بعرس عادي عندنا نحن العرب، "تقدح" فيه "الطوش" لأمر تافه رخيص، فيتحّول الفرح إلى فوضى و"مقت" وتضيعُ الفرحة !! كلّ المرشّحين للرئاسة يدّعون استماتتهم في سبيل خدمة المواطن... وفي الحقيقة لا فرق بينهم وبين شلّة غوّار الطوشة في "صحّ النوم" عندما كانوا يعلنون عن برنامجهم الإنتخابي... لتطوير البلد والذي وقفت في مركزه... مصلحتهم الشخصية... والجيبيّة، إن صحّ التّعبير!! يزيد المرشحون الطّين بلّة بتصرّفاتهم غير الدّيمقراطيّة وهم يُفسدون الجوّ العام في قراهم عند استماتتهم لكسب الكمّ الكبير من الأصوات بوسائل فاسدة فاشلة وغير ديمقراطيّة... فقط من أجل الوصول إلى منفعتهم، وهدفهم يبرّر كل الوسائل الباطلة على حساب قلّة من الأشخاص من عديمي الكرامة والضّمير.. ويا للأسف!! ومع اقتراب موعد الإنتخابات، يومًاً بعد يوم، يزيد تسارع السّباق حتى يصبح نوعًاً من الجنون كجنون مجموعة من الذّئاب مكشِّرة عن أنيابها وهي تحيط بطريدةٍ وقعت مسكينةً... وكل واحد يريد تمزيقها إربًاً إربًاً والتهام أكبر الحصص... ولهؤلاء يجب أن نقول :" إياكم والتّخمةَ!" فلا تكونوا كخفافيش اللّيل أو كالدّبابير بل كونوا في القفار كفراشات الأزهار الهائمة في وضح النّهار. وحتى نبقى حضاريين أناشدكم أيها المرشحون أن تعودوا إلى أنفسكم، فتحاسبوها وأن تعدّوا للعشرة ثم تجعلوا المحبّة والأخوة والإبتسامة نبراسًاً لكم كي تبقى قرانا الجميلة آمنة، حضاريّة تسودها الألفة والرّوح الدّيمقراطيّة الطّيبة... وأن تدفنوا الضّغائن!!
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق