بـدايـةً ، إسْـمـحـوا لـي أنْ أخـاطـب حـبـيـبـتـي فـأقـول لـهـا رغْـمـاً عـنْ أنـوف الـحـاقـديـن : إسْـرائــيـلُ ... يـا مُـهْـجـةَ قـلْـبـي ونـبْـضَ الـشـرايـيـن . أعـايـدكِ فـي عـيـدكِ الـخـامـسِ والـسـتـيـن بـبـاقـةِ حُـبٍّ مـن الـفُـلِّ والـيـاسـمـيـن . عـروس الـشـرْقِ أنْـتِ ، لا بـلِ الـعـالـمِ أجْـمـعـيـن وكـلّـمـا كَـبُـرْتِ زادكِ جـمـالاً ربُّ الـعـالـمـيـن . دُمْـتِ حـبـيـبـتـي إلـى يـوْمِ الـديـن !!!.
أمـا بـعْـد ، فـبـالـنـسْـبـة لـلْـمـحْـنـة الـتـي يـمـر بـهـا أبْـنـاء جـلْـدتـنـا ، دروز سـورْيـا ، عـلـيْـنـا جـمـيـعـاً كـدروز إسْـرائـيـل أنْ نـقـدّم لـهـمْ يـد الـعـوْن قـدْر الـمـسْـتـطـاع ، بـلْ فـوْق الـمـسْـتـطـاع إذا أمْـكـن ، وذلـك مـنْ مـنْـطـلـق حـفْـظ الإخْـوان كـمـا يـمْـلـيـه عـلـيْـنـا ديـنـنـا الـشـريـف ، وعـمـلاً بـالـمـثـل الـقـائـل : " نـاصـرْ أخـاكَ ظـالـمـاً أوْ مـظْـلـومـاً " !!!.
أمـا بـالـنـسْـبـة لـمـيـولاتـهـمْ وقـراراتـهـمْ ومـواقـفـهـمْ الـسـيـاسـيـة ، فـلا شـأْن لـنـا بـهـا ، ولا يـحـقُّ لـنـا أنْ نـتـدّخـل بـشـؤونـهـمْ تـمـامـاً كـمـا لا يـحِـقُّ لـهـم الـتـدخـل فـي شـؤونـنـا .
هـمْ أدْرى بـمـصْـلـحـتـهـمْ ، ولـعّـل هـذا الإنْـقـسـام بـيْـنـهـمْ فـي الآراء بـيْـن مـؤيـد ومـعـارض لـلْـنـظـام ، يـصـب فـي مـصْـلـحـتـهـمْ فـي نـهـايـة الـمـطـاف ، خـاصّـة بـعْـدمـا تـعـذّر عـلـيْـهـمْ إتّـخـاذ مـوْقـف الـحـيـاد !!!.
والـكـلام الـذي سـبـق ، يـنـطـبـق تـمـامـاً عـلـى إخْـوانـنـا دروز الـجـولان الـذيـن وُضـعـوا فـي مـوْقـف لا يـحْـسـدون عـلـيـه ، ويـتـعـرّضـون لـضـغـوطـات لا تُـحْـتـمـل ، وأقـل مـا يُـمْـكـنـنـا الـقـوْل لـهـم فـي هـذه الأوْقـات الـحـرجـة :
نـحْـن مـعـكـمْ فـي الـسّـراء والـضّـراء ، نـفْـرح لـفـرحـكـمْ ، ونـحْـزن عـلـى حـزْنـكـمْ ، نـفْـتـخـر بـكـمْ ونـؤيـدكـمْ مـهْـمـا كـانـتْ مـواقـفـكـمْ ، لـكـنّـنـا نـرْجـوكـمْ أنْ تـتـوّعـوا وألا تـدعـوا أصـابـع الـفـتْـنـة تـسْـتـمْـلـكـكـمْ فـتـفـرقـكـمْ .
أنْـتـمْ سـوريـون ، ولـكـمْ الـحـق فـي تـقْـريـر مـصـيـركـم ، ومـنْ يُـعـيـبـكـمْ إنّـمـا يُـعـيـب نـفْـسـه ، فـكـمـا لـنـا الـحـق أنْ نـخْـلـص لـوطـنـنـا ، يـحـق لـكـمْ ، بـلْ مـنْ واجـبـكـمْ الإخْـلاص لـوطـنـكـمْ !!!.
نـكِـرة ومـعْـتـوه ومُـتـعـجْـرف يـتـراقــصــون عـلـى الـدمـاء
أكْـثـر مـا يُـثـيـر إشْـمـئْـزازي ، هـمْ هـؤلاء الـمـهّـرجيـن الـراقـصـيـن عـلـى الـدمـاء ، أمْـثـال ذلـك الـنـكِـرة الـتـافـه " ضـيـاء الـعـبْـدالـلـه " والـمعْـتـوه " ولـيـد جـنـبـلاط " والـمُـتـعـجْـرف " قـاتـل الـسـعـادة وعـديـم الـمـنْـفـعـة " !!!.
أمـا الأوّل فـقـد تـوّعـدنـا بـتـحْـضـير تـوابـيـت لـنـا لـنـعـود بـهـا خـاسـئـيـن عـلـى حـدّ قـوْلـه ، ولـه أقـول :
خـسـئْـت أنْـت ومـنْ ولـدك ومـنْ أيّـدك ، نـحْـن دروز إسْـرائـيـل ، مـنْ لا يـعْـرفـنـا يـجْـهـلـنـا ، فـإيّـاكَ أنْ تُـجـربـنـا !!!.
أمـا الـثـانـي فـيـذكـرنـي بـتـلْـك الـظـاهـرة الـغـريـبـة الـتـي تـحْـدث حـيـن يـخْـرج قـطـيـع الـحـيـتـان إلـى الـشـاطـئ لـيـنـتـحـر ، وقـدْ إسْـتـدّل الـعـلـمـاء عـلـى أنّ جـنـونـاً يُـصـيـب زعـيـم الـقـطـيـع ، فـيـتـوجّـه إلـى الـشـاطـئ ، ويـتْـبـعـه الـقـطـيـع إلـى حـتْـفـه ، وعـلـى مـا يـبْـدو فـإنّ الـجـنـون قـدْ أخـذ مـن الـبـيـك مـأْخـذا ، الأمـر الـذي يـجْـعـلـه يُـحـاول دائـمـا جـرّ الـدروز إلـى الـهـلاك .
إنّ مـا يـفْـعـلـه الـيـوم هـذا الـثـعْـبـان مـعْ دروز سـوريا ، جـرّب أنْ يـفْـعـلـه سـابـقـاً مـعـنـا نـحـن دروز إسْـرائـيـل وفـشـل ، حـيـنـمـا طـالـبـنـا بـلا وجْـه حـق رفْـض الـخـدْمـة فـي الـجـيْـش ومـقـاومـة كـيـان دوْلـتـنـا ، ثـمّ عـاد الآن
لـيـنْـعـتـنـا ب " الـمـرْتـزقـة " ، ولـمْ يـكْـتـفِ بـذلـك بـلْ حـاول تـحْـريـض دروز الـجـولان عـلـيْـنـا .
كـلّ هـذا يُـمْـكـن يُـنْـسـى وأنْ يُـغْـتـفـر ، لـكـنّ مـا لا يـمْـكـن أن يُـنْـسـى وأنْ يُـغْـتـفـر ، تـلْـك الـفـتْـوى الـنـكْـراء الـتـي تـحـلّـل هـدْر دمـاء دروز سـوريـا الـمـؤيـديـن لـلْـنـظـام ، وعـنْ هـذا أقـول :
بِـئْـس الـولـيـدِ أنْـتَ يـا نَـحْـسَ الـشـوف
أجُـنِـنْـتَ لـتُـبـيـح دمـاءَ بـنـي مـعْـروف !!!
إتّقِ الـلـهَ فـي أقْـوالـك قـبْـلَ أفْـعـالـك
الـحُـروفُ تـقْـتـل أحْـيـانـاً كـمـا لـمْ تـقْـتُـل الـسُـيـوف !!!.
أمـا ثـالـثـهـم " قـاتـل الـسـعـادة وعـديـم الـمـنْـفـعـة " فـهـو أسْـوأهـم وأخْـطـرهـم ، وعـنْـه يُـقـال : " إذا كـان الأصْـدقـاء هـكـذا فـمـا حـاجـتـنـا بـالأعْـداء " و " إذا كـان الـقـريـب هـكـذا فـلا عـتـب عـلـى الـغـريـب " !!!.
ذلـك الـذي يـسْـكـن بـيْـنـنـا ، ويـأْكـل مـنْ أكْـلـنـا ، ويـشْـرب مـنْ مـائـنـا ، ثـمّ يـبْـصـق فـي بـئْـرنـا ، ويـبـيـع لـحْـمـنـا ويبيح دماءنا .
ذلـك الـذي كـبـر ومـا زال يـكـبـر عـلـى أكْـتـافـنـا ، ولا يـتـوانـى عـلـى تـصْـغـيـرنـا وتـهْـمـيـشـنـا وجـعْـلـنـا أُضْـحـوكـة عـلـى ألْـسِـنـة أعـدائنا .
هـذه الـمـرّة تـخّـطـى صـاحـبـنـا جـمـيـع الـخـطـوط الـحـمْـراء ، فـفـضـحـنـا بـدون تـأْنـيـب ضـمـيـر ، عـلـى جـمـيـع الـمـواقـع الـعـربـيـة ، ووصـف إسْـتـعْـدادنـا دخـول الأراضـي الـسـوريـة لـمـسـاعـدة إخْـوانـنـا هـنـاك ب " الـضـجـيـج الـمـصْـطـنـع " ،
ولـمْ يـخْـلُ وصْـفـه مـن الإسْـتـخْـفـاف والإسْـتـهْـزاء بـنـا ، ولـمْ يـبْـخـلْ بـالـقـذْف والـتـشْـهـيـر بـمـنْ وقـفـوا وشـاركـوا فـي الـمـظـاهـرة الـتـضـامـنـيـة مـع دروز سـورْيـا ، ولـمْ يـسْـلـم الـشـيْـخ مـوفـق مـنْ شـرّه ، فـشـكّـك فـي تـصْـريـحـاتـه ونـوايـاه وقـدْرتـه عـلـى إتْـخـاذ الـقـرارات ، وبـإخْـتـصـارٍ شـديـد يـمْـكـنـنـي الـقـول أنّ مـقـال صـاحـبـنـا لا يـرْتـقـي إلـى مـا فـوْق مـهْـزلـة أخْـلاقـيـة وعـلـيْـهـا شـهـود !!!. وخـتـامـاً أقـول : عـيـونـنـا عـلـى أخْـوانـنـا فـي سـورْيـا وقـلـوبـنـا مـعـهـمْ ، وإذا لـزمَ الأمْـر سـتـقـودنـا نـخْـوتـنـا لـنـصْـرتـهـمْ عـلـى كـلّ مـنْ يـعـاديـهـم ، ولـنْ تـمْـنـعـنـا عـنْ ذلك أسْـوارٌ عـالـيـة وأسْـلاكٌ شـائـكـة ، ولـنْ نـطْـلـب الإذْن لا مـنْ ضـيـاء ولا مـنْ ولـيـد ولا مـنْ عـديـم الـمـنْـفـعـة !!!.
ألـسـلام خـتـام