ألـراقـصـون عـلـى الـدِمـاء !!! (بقلم:علوش حديد/دالية الكرمل)
2013-04-19 16:07:21

بـدايـةً ، إسْـمـحـوا لـي أنْ أخـاطـب حـبـيـبـتـي فـأقـول لـهـا رغْـمـاً عـنْ أنـوف الـحـاقـديـن : إسْـرائــيـلُ ... يـا مُـهْـجـةَ قـلْـبـي ونـبْـضَ الـشـرايـيـن . أعـايـدكِ فـي عـيـدكِ الـخـامـسِ والـسـتـيـن بـبـاقـةِ حُـبٍّ مـن الـفُـلِّ والـيـاسـمـيـن . عـروس الـشـرْقِ أنْـتِ ، لا بـلِ الـعـالـمِ أجْـمـعـيـن وكـلّـمـا كَـبُـرْتِ زادكِ جـمـالاً ربُّ الـعـالـمـيـن . دُمْـتِ حـبـيـبـتـي إلـى يـوْمِ الـديـن !!!.

أمـا بـعْـد ، فـبـالـنـسْـبـة لـلْـمـحْـنـة الـتـي يـمـر بـهـا أبْـنـاء جـلْـدتـنـا ، دروز سـورْيـا ، عـلـيْـنـا جـمـيـعـاً كـدروز إسْـرائـيـل أنْ نـقـدّم لـهـمْ يـد الـعـوْن قـدْر الـمـسْـتـطـاع ، بـلْ فـوْق الـمـسْـتـطـاع إذا أمْـكـن ، وذلـك مـنْ مـنْـطـلـق حـفْـظ الإخْـوان كـمـا يـمْـلـيـه عـلـيْـنـا ديـنـنـا الـشـريـف ، وعـمـلاً بـالـمـثـل الـقـائـل : " نـاصـرْ أخـاكَ ظـالـمـاً أوْ مـظْـلـومـاً " !!!.
أمـا بـالـنـسْـبـة لـمـيـولاتـهـمْ وقـراراتـهـمْ ومـواقـفـهـمْ الـسـيـاسـيـة ، فـلا شـأْن لـنـا بـهـا ، ولا يـحـقُّ لـنـا أنْ نـتـدّخـل بـشـؤونـهـمْ تـمـامـاً كـمـا لا يـحِـقُّ لـهـم الـتـدخـل فـي شـؤونـنـا .

هـمْ أدْرى بـمـصْـلـحـتـهـمْ ، ولـعّـل هـذا الإنْـقـسـام بـيْـنـهـمْ فـي الآراء بـيْـن مـؤيـد ومـعـارض لـلْـنـظـام ، يـصـب فـي مـصْـلـحـتـهـمْ فـي نـهـايـة الـمـطـاف ، خـاصّـة بـعْـدمـا تـعـذّر عـلـيْـهـمْ إتّـخـاذ مـوْقـف الـحـيـاد !!!.

والـكـلام الـذي سـبـق ، يـنـطـبـق تـمـامـاً عـلـى إخْـوانـنـا دروز الـجـولان الـذيـن وُضـعـوا فـي مـوْقـف لا يـحْـسـدون عـلـيـه ، ويـتـعـرّضـون لـضـغـوطـات لا تُـحْـتـمـل ، وأقـل مـا يُـمْـكـنـنـا الـقـوْل لـهـم فـي هـذه الأوْقـات الـحـرجـة :

نـحْـن مـعـكـمْ فـي الـسّـراء والـضّـراء ، نـفْـرح لـفـرحـكـمْ ، ونـحْـزن عـلـى حـزْنـكـمْ ، نـفْـتـخـر بـكـمْ ونـؤيـدكـمْ مـهْـمـا كـانـتْ مـواقـفـكـمْ ، لـكـنّـنـا نـرْجـوكـمْ أنْ تـتـوّعـوا وألا تـدعـوا أصـابـع الـفـتْـنـة تـسْـتـمْـلـكـكـمْ فـتـفـرقـكـمْ .
أنْـتـمْ سـوريـون ، ولـكـمْ الـحـق فـي تـقْـريـر مـصـيـركـم ، ومـنْ يُـعـيـبـكـمْ إنّـمـا يُـعـيـب نـفْـسـه ، فـكـمـا لـنـا الـحـق أنْ نـخْـلـص لـوطـنـنـا ، يـحـق لـكـمْ ، بـلْ مـنْ واجـبـكـمْ الإخْـلاص لـوطـنـكـمْ !!!.

نـكِـرة ومـعْـتـوه ومُـتـعـجْـرف يـتـراقــصــون عـلـى الـدمـاء

أكْـثـر مـا يُـثـيـر إشْـمـئْـزازي ، هـمْ هـؤلاء الـمـهّـرجيـن الـراقـصـيـن عـلـى الـدمـاء ، أمْـثـال ذلـك الـنـكِـرة الـتـافـه " ضـيـاء الـعـبْـدالـلـه " والـمعْـتـوه " ولـيـد جـنـبـلاط " والـمُـتـعـجْـرف " قـاتـل الـسـعـادة وعـديـم الـمـنْـفـعـة " !!!.

أمـا الأوّل فـقـد تـوّعـدنـا بـتـحْـضـير تـوابـيـت لـنـا لـنـعـود بـهـا خـاسـئـيـن عـلـى حـدّ قـوْلـه ، ولـه أقـول :

خـسـئْـت أنْـت ومـنْ ولـدك ومـنْ أيّـدك ، نـحْـن دروز إسْـرائـيـل ، مـنْ لا يـعْـرفـنـا يـجْـهـلـنـا ، فـإيّـاكَ أنْ تُـجـربـنـا !!!.

أمـا الـثـانـي فـيـذكـرنـي بـتـلْـك الـظـاهـرة الـغـريـبـة الـتـي تـحْـدث حـيـن يـخْـرج قـطـيـع الـحـيـتـان إلـى الـشـاطـئ لـيـنـتـحـر ، وقـدْ إسْـتـدّل الـعـلـمـاء عـلـى أنّ جـنـونـاً يُـصـيـب زعـيـم الـقـطـيـع ، فـيـتـوجّـه إلـى الـشـاطـئ ، ويـتْـبـعـه الـقـطـيـع إلـى حـتْـفـه ، وعـلـى مـا يـبْـدو فـإنّ الـجـنـون قـدْ أخـذ مـن الـبـيـك مـأْخـذا ، الأمـر الـذي يـجْـعـلـه يُـحـاول دائـمـا جـرّ الـدروز إلـى الـهـلاك .

إنّ مـا يـفْـعـلـه الـيـوم هـذا الـثـعْـبـان مـعْ دروز سـوريا ، جـرّب أنْ يـفْـعـلـه سـابـقـاً مـعـنـا نـحـن دروز إسْـرائـيـل وفـشـل ، حـيـنـمـا طـالـبـنـا بـلا وجْـه حـق رفْـض الـخـدْمـة فـي الـجـيْـش ومـقـاومـة كـيـان دوْلـتـنـا ، ثـمّ عـاد الآن
لـيـنْـعـتـنـا ب " الـمـرْتـزقـة " ، ولـمْ يـكْـتـفِ بـذلـك بـلْ حـاول تـحْـريـض دروز الـجـولان عـلـيْـنـا .
كـلّ هـذا يُـمْـكـن يُـنْـسـى وأنْ يُـغْـتـفـر ، لـكـنّ مـا لا يـمْـكـن أن يُـنْـسـى وأنْ يُـغْـتـفـر ، تـلْـك الـفـتْـوى الـنـكْـراء الـتـي تـحـلّـل هـدْر دمـاء دروز سـوريـا الـمـؤيـديـن لـلْـنـظـام ، وعـنْ هـذا أقـول :

بِـئْـس الـولـيـدِ أنْـتَ يـا نَـحْـسَ الـشـوف
أجُـنِـنْـتَ لـتُـبـيـح دمـاءَ بـنـي مـعْـروف !!!
إتّقِ الـلـهَ فـي أقْـوالـك قـبْـلَ أفْـعـالـك
الـحُـروفُ تـقْـتـل أحْـيـانـاً كـمـا لـمْ تـقْـتُـل الـسُـيـوف !!!.

أمـا ثـالـثـهـم " قـاتـل الـسـعـادة وعـديـم الـمـنْـفـعـة " فـهـو أسْـوأهـم وأخْـطـرهـم ، وعـنْـه يُـقـال : " إذا كـان الأصْـدقـاء هـكـذا فـمـا حـاجـتـنـا بـالأعْـداء " و " إذا كـان الـقـريـب هـكـذا فـلا عـتـب عـلـى الـغـريـب " !!!.
ذلـك الـذي يـسْـكـن بـيْـنـنـا ، ويـأْكـل مـنْ أكْـلـنـا ، ويـشْـرب مـنْ مـائـنـا ، ثـمّ يـبْـصـق فـي بـئْـرنـا ، ويـبـيـع لـحْـمـنـا ويبيح دماءنا .
ذلـك الـذي كـبـر ومـا زال يـكـبـر عـلـى أكْـتـافـنـا ، ولا يـتـوانـى عـلـى تـصْـغـيـرنـا وتـهْـمـيـشـنـا وجـعْـلـنـا أُضْـحـوكـة عـلـى ألْـسِـنـة أعـدائنا .
هـذه الـمـرّة تـخّـطـى صـاحـبـنـا جـمـيـع الـخـطـوط الـحـمْـراء ، فـفـضـحـنـا بـدون تـأْنـيـب ضـمـيـر ، عـلـى جـمـيـع الـمـواقـع الـعـربـيـة ، ووصـف إسْـتـعْـدادنـا دخـول الأراضـي الـسـوريـة لـمـسـاعـدة إخْـوانـنـا هـنـاك ب " الـضـجـيـج الـمـصْـطـنـع " ،
ولـمْ يـخْـلُ وصْـفـه مـن الإسْـتـخْـفـاف والإسْـتـهْـزاء بـنـا ، ولـمْ يـبْـخـلْ بـالـقـذْف والـتـشْـهـيـر بـمـنْ وقـفـوا وشـاركـوا فـي الـمـظـاهـرة الـتـضـامـنـيـة مـع دروز سـورْيـا ، ولـمْ يـسْـلـم الـشـيْـخ مـوفـق مـنْ شـرّه ، فـشـكّـك فـي تـصْـريـحـاتـه ونـوايـاه وقـدْرتـه عـلـى إتْـخـاذ الـقـرارات ، وبـإخْـتـصـارٍ شـديـد يـمْـكـنـنـي الـقـول أنّ مـقـال صـاحـبـنـا لا يـرْتـقـي إلـى مـا فـوْق مـهْـزلـة أخْـلاقـيـة وعـلـيْـهـا شـهـود !!!.
وخـتـامـاً أقـول : عـيـونـنـا عـلـى أخْـوانـنـا فـي سـورْيـا وقـلـوبـنـا مـعـهـمْ ، وإذا لـزمَ الأمْـر سـتـقـودنـا نـخْـوتـنـا لـنـصْـرتـهـمْ عـلـى كـلّ مـنْ يـعـاديـهـم ، ولـنْ تـمْـنـعـنـا عـنْ ذلك أسْـوارٌ عـالـيـة وأسْـلاكٌ شـائـكـة ، ولـنْ نـطْـلـب الإذْن لا مـنْ ضـيـاء ولا مـنْ ولـيـد ولا مـنْ عـديـم الـمـنْـفـعـة !!!.

ألـسـلام خـتـام

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق