أينما تخرج الكلمة ... تخرج الروح ...! دروز اسرائيل والدروز السوريون !
2013-04-11 20:42:07

أينما تخرج الكلمة ... تخرج الروح ...! دروز اسرائيل والدروز السوريون !
بقلم الأستاذ : شريف صعب – أبوسنان

مقولة حكيمة قالها الحكماء القدامى عندما كان الرجال رجالا ً والوعود وعودا ً والمروءةُ مروءة ً ... والعواقب وخيمة ً !
فالأنسان مرهون بكلامه ، خصوصا ً إذا كان هذا الأنسان بالغاً راشدا ً وصاحب ضمير حيًّ  ومواقف رجولية . وما كلامنا الذي نقوله الا هواءً وانغاماً الا ان لمعانيه ولوقعه قد تكون نتائج هامة وربما مصيرية !
أما في عهدنا هذا ، عهد الاباحية واللغو وعدم المسؤولية ... عهد الأستئناف والتسويف والكلام الرخيص ، فيظهر أنه لا مسؤولية على ما يقال او على ما ينشر .
وفي هذا السياق ، أريد الحديث حول المواقع الالكترونية على اختلافها والتي لا مراقبة عليها ، كما يبدو ، حيث تنشر المقالات الفردية والتصريحات والبيانات السياسية وغيرها ، بانفتاح كبير؛ لقد أصبح باستطاعة كل واحد منّا ان يخوض " فن " الكتابة كما يروق له ويطلق النظريات والشعارات والآراء كما يريد . ففنُّ الكتابة هو أمر هام ، أمّا التعليق على ما يكتب وينشر ... فهو فنَ آخر من نوع جديد . لا شك ان الكثيرين ممن يكتبون وينشرون يجيدون عملهم ، حتى لو كان رأيهم غير صائب أحيانا ً . وما إن يصدر إبداعهم ، نثراً أو شعراً ، حتى يهرول عددَ من أصحاب  النفوس الضعيفة الى التعليق والتعقيب على ما نشر ، وغالباً ، دون فهم المضامين ، وانما من باب الظهور ... بأسماء مزيفة مستعارة وبأسلوب لا يتطابق مع المنطق الحسن او مع روح المسؤولية والاحترام وقد يكثرون من التشهير بكلمات سخيفة وغير مدروسة ...فقط من أجل التجنّي او  " التسلي "
  ولأشباع " الأنا " المغروس في نفوسهم . هذا التصرف يعتبر تعدياً على من يكتب وعلى ما يُكتب وذلك دون التفكير في عواقب ما يكتبون .
ولتأكيد ما أقول ، أريد أن أتطرق إلى موضوع مُلح جدا ٌ في أيامنا هذه وهو " ما يدور داخل جارتنا سوريا " تلك الحرب المقيتة التي أزهقت ارواح عشرات الآلاف ، شردت وهجرت وابقت الملايين من أبناء الشعب مصابين جسديا ً أو نفسيا ً ؛ إنها فعلا ً حرب ضروس أتت على الأخضر واليابس ، ملحمة لم يشهد التاريخ مثيلاً لها ولا أحد يستطيع ان يعرف عواقبها ... إنها حرب من نوع آخر يحارب بها النظام مواطنيه ... والمواطنون وأعوانهم النظام دون هوادة ، حرب لا أعنف ولا أقسى ... امرَ مستهجنَ حقّاً !!! وكما يبدو فأنها ربما ستأخذ المنحى الطائفي العقائدي داخل الوطن
 الواحد !!
وفي الفترة الأخيرة توجد محاولات حثيثة تحاول إقحام أبناء الطائفة المعروفية في هذا الصراع ، الذي هو ليس ضد الأجنبي أو المستعمر ، وهم في وضع لا يحسدون عليه ، خصوصاً أنهم من أحفاد أبطال جبل العرب الأشم المتميزين بقدراتهم وحفاصة أفكارهم وببسالتهم وبوطنيتهم عبر التاريخ . مع ذلك فهم يحافظون حتى اليوم على إتزانهم الفكري العقلاني ، وهم أكثر من غيرهم يعلمون أنها ملحمة عقيمة ومهما كان شكل ونوع المنتصر فيها فالوطن هو الضحية الأولى والأخيرة .... أمام كيد الأعداء والحاقدين . وبالنسبة لأخواننا هناك من تلامذة المرحوم سلطان باشا الأطرش فلا يوجد أصعب من إتخاذ قرارٍ بحق أخوانك وجيرانك وأبناء شعبك !!
والمستهجن جداً جداً ، في هذه الظروف ، أن نرى قوىً خارجية من خارج سوريا كدروز لبنان وأسرائيل وغيرهم يقحمون أنفسهم في هذا الصراع العقيم ويبدأون بالتهديد والوعيد وبالتحليل والتحريم وباطلاق الآراء وبأسداء النصائح ، كل على قدر فهمه وعقله وهم على بعد من ساحة الصراع الحقيقي ، فمنهم من يدفع يميناً ومنهم من يدفع يساراً ، منهم من يؤيد الثورة ومنهم من مع النظام ، مما يضر بمواقف اخواننا الدروز السوريين كثيراً .
اعتقد انه لا يجوز لنا نحن في إسرائيل او لدروز لبنان ان نتخبط في الصراع الدائر ا وان نطلق العنان لتصريحات فارغة ربما تضر باخواننا في سوريا . ان ذلك لذنبَ غير مغتفر ! لقد قال المثل الشائع " لسانك حصانك ..." و" رب كلمة جنت على قائلها ..." وقالوا أيضاً " مجنون القى حجراً ومئة عاقل ما شالوه ..."  ! وأبو زيد الهلالي كان يقول " تمنيت لو كانت رقبتي كالجمل ... حتى يكون لدي متسع من التفكير قبل ان انطق بالكلام ! " وآخر : " الكلام كالطعام ، منه ما يؤكل ومنه ما لا يهضم . ! "
فحبذا لو ان كل مُصَرّح او كاتب تعليق على ما يجري .. ! او مُهدّد  من على شاشات الأنترنت ، حبذا لو توقفوا عن اطلاق الشعارات التي لا لزوم لها ولا فائدة منها على الأطلاق ، بل بالعكس ! هذا أن أردنا ان نحافظ على كرامتنا وعلى كياننا وعلى كرامتهم وكيانهم .
لا يجوز لنا ان ننسى للحظة واحدة قول الشيخ الجليل حين قال : " نحن قوم لا نعتدي ... ولا نسمحُ ان يعتدى علينا ! "
أيها القارئ الكريم ، لقد إنتهى عهد القوة و العربدة وولّى ، وما كان جائزاً في الماضي او في عام 1925 مثلاً  لم يعد ينفع اليوم . ان عهدنا هو عهد التخنولوجيا وليس فقط عهد الزنود والارادة ... والرماح والسيوف؛ ففي عهد القنابل الفوسفورية والصواريخ الباليستية والقاذفات والهاون الدقيق الاصابة ، لم يعد السيف والرمح والليل والخيل أصحاب حق الفصل . فاليوم القوة هي للمنطق وللتفكير السليم ولحسن التصرف ولعدم التهور، وللمناورة .... ما دام ذلك ممكناً ، فمثلنا اليوم كمثل " القابض على جمرة ٍ ... كما نعلم . فتعال أيها القارئ الكريم نتمالك أعصابنا ونمسك أنفسنا عن التصريحات والكتابات المسيئة والتعليقات الفارغة وان نطلب من الله ان يكون بعون الشعب السوري واخواننا هناك لتخطي هذه الأزمة ولتظهر الأمور ولتبان الحقيقة لتمر هذه الغيوم السوداء من فوق سماء سوريا الحبيبة حتى تعود الأمور الى مجاريها ورغيف الخبز والأبتسامة الى أطفال سوريا حتى يعودوا الى أنفسهم والى مدارسهم كباقي أطفال العالم وليعلم العابثون الغوغائيون أنه " أينما تخرج الكلمة ... تخرج الروح ... ! "
  

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق