فلسطين بين امريكا الغربية الرأسمالية بقلم كميل فياض
2013-03-01 23:01:46

فلسطين بين امريكا الغربية الرأسمالية
وايران الشيعية الفارسية
كيف نفهم المعادلة السياسية في الشرق الاوسط ..؟
على ماذا نعتمد في تكوين رأي وموقف تجاه القضايا والازمات السائدة في منطقتنا .. الازمة الفلسطينية بين امريكا وايران تحديدا ..؟
هل هناك كبير فرق في اغراض كل من امريكا وايران بالنسبة للفلسطينيين
والعرب ؟
هل ايران افضل للفلسطينيين والعرب من امريكا لاسرائيل ؟
في الواقع موقف امريكا التاريخي في العالم وفي الشرق الاوسط  واضح تماما ..
انها تتعامل كشركة مقاولات " عظمى" اجازت لنفسها لعب القمار السياسي والاقتصادي والثقافي ،فوق طاولة مستطيلة  تتصدرها برأس ثور هائج وبمخالب نسر جارح ،اوراق اللعب دماء الشعوب ،ارواحهم  ،وضمائرهم .. هذا ليس سر خفي ،بل واضح لجميع الاذكياء والسذج البسطاء على السواء . فقيم العدالة والديمقراطية والمساواة وحق الشعوب في تقرير المصير الخ .. هو قناع للتمويه اكثر منه ضمير ، بل ليس ضمير اطلاقا .. ان تراكم الاحداث بطول وعرض وعمق التاريخ الامريكي يشهد بذلك ..لكن مع ذلك كما ان الشيطان الامريكي واضح في نواياه وفي سياساته التنفيذية ، هو واضح في قدراته وامكاناته ،وهو يمتد الى كل مكان على الارض تقريبا ،ان بالعسكر وان بالسلاح وحده ،وان برجال الاعمال والشركات ، وان بالمال وحده ،ان بالتخطيط والبرمجة ،و ان بالايعاز وحده .. هو قادر وفاعل بالقوة البشرية الخاصة والموالية ،بخبرائه وتقنياته واقتصاده ومواعظه "السامية " الخ . ان هذا الشيطان قادر من خلال نظامه الانتخابي والديمقراطي واللبرالي ان يجعل لعبته السياسية ،فتنة شاملة مؤثرة فاعلة مقبولة شعبية كافلامه الهويلودية تماما ..
وفي الحق هناك فسحات ومجالات عديدة يجد المواطن الامريكي نفسه متساويا مع قادته امام القانون ، ومع الرئيس الامريكي نفسه .. يشعر ان له شخصيته وخصوصياته ،وله ان يعبر عن نفسه ورأيه في السياسة والثقافة والدين ، دون املاءات وضغوطات . بل من يعاني الضغوطات النفسية قبل وابان الانتخابات هم المرشحون اكثر من الناخبين بطبيعة الحال .. ومن نافل القول ان المواطن في امريكا عموما وفي الدول الموالية يعيش افضل ،تقريبا في كل المجالات والمستويات .. واذا ما جعلنا المواطن هو المقياس في افضلية اي من النظامين الايراني والامريكي ، نجد الافضلية في الجانب الامريكي مع كل سلبياته .
غير ان تقييمنا لعلاقة كل من امريكا وايران ينطلق من حساب آخر اهم ، هو قضية فلسطين والاحتلال والمهجرين والاستيطان الصهيوني ، بغض النظر عن ايجابيات وسلبيات النظامين في جميع الامور الاخرى . فبينما موقف امريكا واضح غير قابل للنقاش في جوره ازاء القضية الفلسطينية ، فان الموقف الايراني استطاع اقناع الكثيرين من العرب ومن سياسييهم ومثقفيهم ، على ان هذا الحلف الايراني السوري الحزبلاتي ،الذي يطمح الى ضم البحرين (الشيعية) اليه ، استطاع اقناع الموالين العرب من السنة وسواهم ، ان قضية الشعب الفلسطيني هي قضيته واولويته ، في حين هو يتوسلها لصالحه ولصالح شيعته ، كما تتوسل امريكا الخليجيين لمصالحها لا اكثر .. وهاهي ايران ترسل الرجال والعتاد والسلاح منذ عامين،لقمع الثورة في سوريا لصالح شيعتها،وفي خلال ذلك تقتل الفلسطينيين في المخيمات مع حليفها "حزب الله" تحت شعارات القومية العربية والقضية الفلسطينية والصهيونية والامبريالية وسواها .. ان مطمع ايران من الازمة التاريخية للفلسطينيين ليس هو (نفط وغاز) فلسطين طبعا ،لكن استغلال الازمة هو مقدمة سيكلوسياسية داخلة في استراجيتها لاحتلال الارض العربية مع نفطها وغازها وقضاياها ، ومن ثم اعادة تشكيل للامبراطورية الفارسية .. يظهر ذلك في العراق على يد المالكي و"منتخبيه "  وفي لبنان على يد مواليها من الحزبين " أمل وحزب الله" . وما فلسطين سوى حصان طروادة ، وقد بدأ الجنود الفرس يخرجون تحت جنح الليل من داخل الحصان الفلسطيني ،في اكبر عملية خيانة ضد الفلسطينيين وضد قضيتهم ،الا اذا كان تدمير سوريا وقمع اكثرية شعبها  في سبيل ابقاء الاسد وجماعته في الحكم ، هو فعلا لصالح الشعب الفلسطيني .! 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق