نعوة بقلم اخوكم د.عمار مرزوق- ابوسنان
2013-02-23 12:50:40

نعوة نُنعي بهذا مَوتَ "الكرامة" بنْتُ الكَرم والأخلاق عن عمر يناهز العشرون عاماً إثر مرضٍ عُضال ألمّ بها وبطائفتها المحافظة. الدفنُ ليلة الجمعة,ساعةُ الغسقِ في بيتِ الطائفة, وإعملوا مَعْروفاً بدونِ خطاباتٍ وكلماتٍ هامشيةٍ, صلاةُ الجنازةُ سَيُحْديها راعي الجَماعة, في لغةٍ فصيحةٍ قبيحةٍ, بعيدةٍ عنِ الواقعِ بُعْدَ الابنُ عن أهلهِ في أيامنا, وبُعْدَ الشهامةُ عن رجالِ القريةِ, وبُعْدُ النَظَرُ عن واقعنا. يَليه "أبو الكرامة", الملقبِ "بالكرم" لِيُرْثيَ المفقودة من نفوسنا وأخلاقنا,وتصرفاتنا. ولِيَصفَ لنا وِحْدَتِهِ القاتلة دون إبْنَتِه "الكرامة",وزوجته "الأخلاق". وتلي كلمته هذه كلمة إبْنهِ البار "الضمير" الذي فقد هويته بعد موت شقيقته "كرامة" فَلم يَعُد يعرف دينه فإنضم لدين الشيطان, ولم يعرف إنتسابه فإختلط بقوم "لوط",ولم يعرف لغته فأصبح صم بكم,وإن إحتدت وطأة الظروف فيمكن ان يَفْقِدَ البصر أيضاً. ويُقال أنه في آخر الشهر القادم سَيَقْدِمَ "الضمير" على الإنتحار لأنه لا مكان له في نفوس الأحرار,الأبرار,ولا حتى عند الجار. بعدها سيتكلم الشيخ "دين", عن الوضع الراهن,فلا دينٌ عندنا ولا دَيّان,ولا مؤمن ولا إيمان ,يريد حَثَّ أخوانه المشايخ بحفظ الإخوان,وصيانة الأمانة والإيمان,يريد أن يؤمن به الإنسان ,ولا حياة لمن تنادي . يليه الأخ "شرف" الذي طُردَ من العائلات والبيوت فلا الرجل في أيامنا يعرفه, ولا البنت تعترف به فأصبح يتيماً مُشَرَّداً يبحث عن مؤى ليعيش به فلا يلقى,والإحتمال الكبير أنه خُطف في ساعات الليل المتأخرة وأهله نائمون ويُقال أيضاً أنه إرتَدَّ عن مِلَّتِنا وإعتنقَ دينٌ آخر عَلَّهُ يلقى مأوى هناك. بعده نُعْطي كلمةَ رثاءٍ للآنسة "عائلة", فهي تبكي اليوم كثير على موت أُختها "الكرامة" وعلى حالها المُزْرِيَة. فلم تَعُد تشملُ الأهل والأولاد, وتَفرَّغَت فَحْواها,وتَفَكَّكَت أواصِرُها وتشردت معناها. فبعد أن كانت حَجَرُ الأساس لكُل طائفة ومجتمع أصبحت طلاءٌ للحيطان تُمْحى بكل زَخَّةِ مَطرٍ. أخيراً الكلمة "لطائفة" هذه الجدة الهَرِمَة التي صمَدت آفات الزمان وتقلبات العصور حتى أصبحت نحيلة,ضعيفة. وخارت قواها .فلا قوة لديها لتَردعَ الغاصبين ولا أمل بإرجاع الخارجين. أضاعت ثلاثة أعمدتها الأساسية, أضاعت زمنها,ومكانها,وإسمها,فأصبحت إمرأة مسنة على عتبة الموت وها هي تلفظ آخر كلماتها العزائية . وأما الخالة العزيزة "قرية" فَسَتَخْتَتِم الجنازة بوصف حالها أيضاً فالقرية أصبحت كالزريبة,فالمزابل حولها,وبشوارعها,وحاراتها,الهدوء هرب منها,والنظافة إنتحرت على عتبة بيتها,وأما سكانها فإنقسموا لجماعتين, الأُولى ترى الغلط وتغمض عينيها كما ولم تراه, والثانية ترى الغلط وتزيده قوة. وعلى كلتا الحالتين القرية غير راضية,تبكي وتنحب وتتمنى مجيء القائمون على القيامة,والمنقذين,وفوارس الدين,والأنبياء المرسلين ,آمين. اخوكم د.عمار مرزوق.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق