رأيٌ ,أملٌ ,دعاءٌ:اخوكم د. عمار مرزوق
2012-10-18 20:08:58

مع اقتراب موعد الانتخابات العامة والمحلية ,للحكومة والكنيست وللمجالس والبلديات القريبة منا والبعيدة, لا بد لنا من برهة تفكير ولحظة إمعان ,لا بد لنا رأي وتفسير ,ولا بد لنا ملاحظة  وأخرى.
فالانتخابات هي الديمقراطية بحد ذاتها ,والديمقراطية هي حكم وقرار الشعب ,والشعب هو الأغلبية المقررة ,والأغلبية هي الفارضة ,الحاكمة الصارمة الغالبة ,فهي القيم والتقاليد ,هي الضمير الحي الجماعي, هي المشروع والممنوع وهي الحق والباطل .
فكل القوانين تأتي بإرادتها ,وكل الموازين تخدم عقائدها. والأغلبية بحاجة للكم والكيف. العدد الكبير يشكل الأغلبية ,والعقول الكبيرة تخلق الأغلبية.
الاعداد عليها العمل والعقول عليها التدبير.والكل مرتبط ببعض كحبات العقود الذهبية ,والكل يكمل الآخر .
فالقائد الكبير ,إن كان شريفاً,مشوا ورائه الشرفاء, وإن كان سخيفاً تبعوه البغضاء .
والقائد المفكر والعاقل يختار درب السلام ,درب الانسان  المتحضر والقائد الأبله يقود أتباعه للأشكاليات ,والتعقيدات على درب التخلف والسيئات.
والعدد الكبير,او الأغلبية عليها إختيار قائد ودرب ومن هنا نبذت فكرة الانتخابات .
فالانتخاب هو أن نأخذ ما نريده من مجموعة إختيارات,فإن كان لدينا خيار واحد فقط فهذا ليس إنتخاب إنما ديكتاتورية حكم الفرد,فالشعب ليس لديه ما ينتخبه.وإن كانوا خياران ,فأيضاًَ هذه ليست إنتخابات إنما الشيء والضد,الأسود والأبيض,اليمين والشمال,الشرق والغرب.فأين درب الوسط؟ وأين الألوان الاخرى؟ وأين الأعلى والأسفل؟ وأين الشمال والجنوب؟
فالأنتخابات الحقيقية الصادقة يجب أن تكون من إحتمالات عدة,والأفضل يفوز ,والأحسن له الأغلبية ,والرابح له الحكم والقيادة.
فإذن الانتخابات هي أداة بأيدي الشعوب المتحضرة,ووسيلة لتهذيب الناس على تفضيل الأفضل والأحسن .وهي درب الإنسانية,المسالمة,وهي التعبير عن الرأي والفكر والضمير,ولهذا فيها قدسية معينة ,ولذلك نرى الأديان المختلفة تدعو للشورى والاستشارة والانتخاب .وحتى فلاسفتنا القدماء اليونانيون أقاموا المجالس,النظام,و الأحكام .
فإن قلنا الانتخابات هو حق مقدس,ورأي محترم ,وفكر حضاري ,فعلينا أن نصونها كما نصون أرضنا وشرفنا وعرضنا.فصوت الفرد وإقتراعه هو تعبير عن ضميره وشرفه وعرضه ولذا علينا صيانته,فلا علينا بيعه ومزاده,ولا علينا أن نهينه ونعطيه لكل من يدفع أكثر.
وكما هو منبوذ كل شخص يتاجر بحقه في الإنتخابات أيضاً يذيء أكثر كل من يعرض على الناس شراء أصواتهم,إقتراعهم ,ضميرهم وعرضهم .
فالنزاهة عليها أن تعم في ربوع الأفراد والناخبون. والاحترام يجب أن يكون مسار المرشحون .
وإن صح القول فالإنتخابات هي مسابقة بين مشتركون عدة وعليها أن تكون عادلة ومنصفة في حق المشاهدين والمشتركين.
ولهذه المسابقة قوانين وشروط وأهمها عدم إستعمال التوبيخ والشتائم,ولا العنف والغضب .على المرشحين إشهار إيجابياتهم وصفاتهم الطيبة والشيم الاخلاقية وليس التجريح والإشهار بنواقص باقي المرشحون ولا شتمهم ولا إغاظتهم .فالدعايات الانتخابية يجب أن تظهر ما هو طيب عندنا وليس ما هو سيء عندهم .
وعلى كل المرشحين أن يختاروا الوسائل النظيفة في لعبة الإنتخابات .
فشوارع قرانا يجب أن تلبس حلل الفرح والمهرجانات وليس الحريق,والتفجير,والصراخ,علينا حمل الورود والأزهار وليس البوارق والسكاكين .
ويا حبذا ولو كل المرشحون يدخلون معاً معاقل الناس وبيوتهم ,ويقيموا معاً الاجتماعات ,ويمشوا بمسيرة مشتركة ليظهروا للناس طهارة عقولهم ونواياهم.
ويا حبذا ولو تعهدنا جميعنا أن نبقي شوارع قريتنا نظيفة من أوساخ وفضائل الدعاية الانتخابية من أوراق ولافتات وبقايا أكل ومشروب.
ويا حبذا لو منعنا إستعمال مكبرات الصوت على جميع أشكالها الثابتة والمتنقلة بالسيارات .
ويا حبذا لو تعهدنا أنه باليوم هذا جميع تنقلاتنا تبقى على الاقدام وإمتنعنا من استعمال السيارات ,والتراكتورات والتراكتورونات والقراقيع المختلفة.
ويا حبذا لو لبسنا في هذا اليوم أجمل ملبوساتنا وأحلى حللنا كأيام العيد فإنه حقاً يوم عيد ,عيد الاقتراع ,عيد التعبير عن الرأي ,عيد الضمير,وعيد الناس المتحضرة .
كل ما قيل هنا هو رأي,فكرة,ونصيحة,هو حلم ,أمل ,وأمنية ,وهو دعوة ودعاء,وصلاة.
راجياً من الله العلي العظيم تحقيقه لي ولمن يوافق مع مصداقيه المقال

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق